خبراء عالميون يبحثون تعزيز وتطوير قطاع النفط الثقيل

خبراء عالميون يبحثون تعزيز وتطوير قطاع النفط الثقيل

أكد مسؤول نفطي خليجي أمس، أن السعودية والكويت وعمان، تعمل في الوقت الحالي على التنقيب عن النفط الثقيل كمصدر إضافي مكمل أو لإحلاله محل الخام الخفيف، مشيرا إلى أن المنطقة تزخر بهذا النوع من النفط، وهناك مساع لاستخراجه ومعالجته لتغطية حاجة سوق النفط العالمية مستقبلا.
وعلى هامش مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي، أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور صالح العنبوري، مدير عام التخطيط والدراسات في وزارة النفط والغاز العماني، أن "النفط الثقيل يعد بديلا لنظيره من الخام الخفيف في مواجهة توقعات بارتفاع الطلب على الطاقة، ومنها النفط"، مشيرا إلى أن الكويت بدأت الآن بالعمل عليه، كما هي سلطنه عمان، فيما سبقتهما السعودية في ظل وجود مؤشرات تتحدث عن زيادة الطلب العالمي للطاقة، وسيبلغ ذروته في عام 2030، وهناك توقعات بأن حجم الطلب على النفط الثقيل سيكون 30 في المائة، لذلك تأتي أهميته في إطار تلبية الطلب العالمي للطاقة. وبين العنبوري، أن هناك عدة تقنيات لاستخلاص هذا النفط، حيث يحتاج إلى آليات أكثر من النفط الخفيف نظرا إلى لزوجته العالية، ولذلك تنشأ المعامل للعمل على سرعة تدفقه وانسيابيته، لأن تدفقه يكون أكثر صعوبة من الخام الخفيف، لذلك يحتاج إلى وسائل لتمييعه ليتدفق عبر الآبار وخطوط النقل، كما أن تكلفة استخراجة أعلى من النفط الخفيف الذي بدأ ينضب، منوها إلى أن المنطقة تزخر بهذا النفط، لذلك لا بد من استثماره والاتجاه إلى البدائل، التي حاليا تتمثل في النفط الصخري أو الثقيل.
وأشار العنبوري خلال حديثه لـ"الاقتصادية"، إلى أن هناك مساع للعمل على تطوير حقول النفط الثقيل لاستمرارية إنتاج مصادر الطاقة التي يتوقع زيادة الطلب عليها، موضحا أن المؤتمر عقد لبحث وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة والمستحدات في هذا المجال وإيجاد تقنيات عالية بتكلفة أقل بمشاركة عدد من شركات النفط العالمية والخليجية، ومناقشة التحديات وسبل التغلب عليها.
وكان المؤتمر الذي اختتم فعالياته أمس في العاصمة العمانية مسقط تحت رعاية وزارة النفط والغاز، واستضافته شركة تنمية نفط عمان بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين الدوليين، قد ناقش الفرص والتحديات في قطاع النفط الثقيل.
وتعد نسخة هذا العام من المؤتمر الثانية من نوعها في عمان، كما تشكل إحدى أكبر الفعاليات التي تستقطب رواد وصناع القرار في قطاع النفط الثقيل من جميع أنحاء العالم.
وانعقدت خلال المؤتمر الاستراتيجي أربع جلسات نقاشية، جاءت أولاها بعنوان "برنامج القيمة المحلية المضافة"، وناقشت الاستفادة من الفرص العمانية في قطاع النفط والغاز، وجلسة تحت عنوان "تطبيق التحول الرقمي" من خلال منهج شمولي لتعزيز الابتكار، وجلسة بعنوان "عمليات الشق العلوي للنفط الثقيل"، و"عمليات الشق السفلي للنفط الثقيل".
من جهته، ذكر جنيد محي الدين غلام، مدير مركز تطوير الحقول لدى شركة تنمية نفط عمان رئيس المجلس الاستشاري للمؤتمر، أن "النفط الثقيل يشكل نحو 15 في المائة من إجمالي إنتاج النفط عالميا، حيث تسهم السلطنة بقدر جيد من هذه النسبة، ونحاول جاهدين تعزيزها وزيادتها، لكن ذلك يعتمد بشكل كبير على استخدامنا لتقنية مناسبة وحلول تقنية مبتكرة ومستدامة". وأوضح الدكتور رفعت المجيني، المشرف على مشروع الاستخلاص المعزز للنفط في شركة تنمية نفط عمان رئيس اللجنة التقنية للمؤتمر، أن "السلطنة تنتج مزيجا من النفط المتوسط والثقيل، ومن المهم أن نحافظ على هذا المستوى. لكننا ندرك أن إنتاج النفط الثقيل هو تحد في حد ذاته ومواجهته تتطلب منا مواصلة الابتكار، خاصة في التقنيات التي نستخدمها لضمان تحقيق أعلى معدلات الاستخلاص دون إغفال المشكلات البيئية ذات الصلة. من هنا، تأتي هذه المؤتمرات البارزة كي تشكل منصة للخبراء والمتخصصين في هذا القطاع من جميع أنحاء العالم وتتيح لهم تبادل الخبرات والمعارف وتعزيز إمكاناتهم بشكل أسرع والاستعداد للمرحلة المقبلة من التقنيات المستخدمة لمستقبل النفط الثقيل. كما أنها أيضا تمكننا من إبراز نجاحاتنا التي حققناها في السلطنة أمام العالم".
وأضاف المجيني، "نحن الآن مقبلون على مرحلة جديدة من النمو والتطور ونؤمن بأن النجاح فيها يتوقف على تضافر جهود جميع الخبراء والمشغلين والمتخصصين في هذا القطاع المهم".
على صعيد آخر، أتاح المؤتمر التقني الفرصة أمام الحضور لتبادل الخبرات والمعارف مع نظرائهم من خبراء القطاع وتسليط الضوء على عدد من المواضيع المهمة عبر ورقات بحثية ودراسات تتناول إنتاج النفط الثقيل، والصحة والسلامة في عمليات حقول النفط، والإغراق المعزز بالبخار، وأبرز التحديات في مصافي النفط الثقيل وسبل مواجهتها وتجنبها. في حين، شهد المعرض المصاحب استعراض أفضل التقنيات والمنتجات والخدمات في قطاع النفط الثقيل من قبل عدد من شركات النفط الوطنية، وشركات النفط الدولية وموفري الخدمات التقنية، وأتاح المؤتمر والمعرض فرصة للتركيز على إمكانية نقل تقنيات المختبرات والاستفادة منها في حقول النفط.

الأكثر قراءة