اليونان: التحركات التركية للتنقيب عن الغاز في مياه قبرص «مستفزة»
انتقد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس التحركات التركية للتنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية الخالصة لقبرص، واصفا إياها بأنها "استفزاز" ضد نيقوسيا وأثينا.
وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر رئيس الوزراء اليوناني خلال استقباله لمايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أمس في أثينا، أن "تحركات تركيا الأخيرة في الرقعة رقم 7 تنتهك بوضوح الحقوق السيادية لقبرص"، ومنحت تراخيص تنقيب في هذه المنطقة في أيلول (سبتمبر) لمجموعتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية.
وأشار ميتسوتاكيس إلى أن تحركات أنقرة تشكل تعديا على الحقوق السيادية لليونان وقبرص، وتتعارض مع علاقات حسن الجوار والقانون الدولي.
وكان برودروموس برودرومو المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية قد ذكر، عقب اجتماع المجلس الوطني برئاسة رئيس الجمهورية نيكوس أناستاسياديس أن بلاده تستخدم جميع الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية المتاحة لها للتصدي للاستفزازات التركية الجديدة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
ويأتي البيان القبرصي بعد مطالبة نيقوسيا لسفينة الحفر التركية ياووز وسفنها الداعمة يوم الخميس الماضي بالتوقف الفوري عن الأعمال غير القانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لقبرص. ويعارض الاتحاد الأوروبي الأنشطة التركية في مياه قبرص، العضوة في التكتل، واتخذ تدابير عقابية ضد تركيا تضمنت شطب مساعدات مالية وفرض قيود على القروض.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده تريد التأكيد على اللوائح التي تحكم التنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط مضيفا أن تنقيب تركيا على نحو غير قانوني في المنطقة غير مقبول.
وذكر بومبيو، "نريد التأكيد على أن هناك قواعد تحكم عمليات التنقيب العالمية عن موارد الطاقة في البحر المتوسط ولا يمكن لأي بلد أن تبقي أوروبا رهينة".
وتابع، "أخبرنا الأتراك أن التنقيب غير القانوني أمر غير مقبول وسنواصل اتخاذ خطوات دبلوماسية للتأكيد على أننا نشدد دوما على ممارسة الأنشطة المشروعة". وأضاف بومبيو "نعمل على دفع جميع الأطراف لخفض التصعيد والبحث عن النتائج المقبولة من الجميع"، معبرا أيضا خلال اجتماعاته مع مسؤولين من الحكومة اليونانية عن قلقه بشأن الاستثمارات الصينية في البنية التحتية. من جهتها، نددت فرنسا أمس بإرسال تركيا سفينة تنقيب جديدة إلى المياه الإقليمية القبرصية وحذرت من "إشارة غير ودية" من شأنها أن تؤدي إلى "تصعيد التوتر" في المنطقة.
وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن "وصول سفينة تنقيب تركية جديدة إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية يشكل انتهاكا لسيادة قبرص وللقانون الدولي".
وأضاف "إنها إشارة غير ودية من شأنها أن تقود إلى تصعيد للتوتر في شرق المتوسط"، موضحا أن جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي "تطرق إلى هذا الوضع مع نظيره القبرصي" و"أبلغه بتضامن فرنسا التام والكامل".
وأشار إلى أن "مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي سيلتئم في 14 أكتوبر، سيُدعى للنظر في هذه التطورات وفي الاستخلاصات المتأتية منها، في استمرار لاستخلاصاته في 15 يوليو الماضي".
وأثار اكتشاف احتياطي هائل من الغاز في شرق المتوسط خلافا بين قبرص وتركيا التي أرسلت ثلاث سفن للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة.
والجزيرة مقسومة بين قبرص و"شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا التي أعلنت في الشطر الشمالي بعد الاجتياح التركي للبلد عام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.