محللون: وضع الطلب على النفط مطمئن رغم نمو مصادر الطاقة المتجددة

محللون: وضع الطلب على النفط مطمئن رغم نمو مصادر الطاقة المتجددة

ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر أمس، مدعومة بتفاؤل إزاء اتفاق تجاري متوقع بين الولايات المتحدة والصين.
كما تلقت الأسعار الدعم الرئيس من تخفيضات الإنتاج، التي تطبقها دول "أوبك" وحلفاؤها من خارج المنظمة على مدار 2019، إضافة إلى تحسن توقعات النمو الاقتصادي بسبب الانفراجة المتوقعة في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على توقعات انكماش الإنتاج الأمريكية وتسارع وتيرة السحب من المخزونات النفطية.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون، إن أنظار المعنيين بالصناعة بخاصة المنتجين تتجه بقوة نحو آليات سريعة وفعالة لاستعادة التوازن في السوق في أقصر مدى زمني ممكن.
وأكدوا أن العرض لا يزال ينمو بوتيرة أسرع من الطلب وهو ما دفع وكالة الطاقة الدولية إلى تقدير أن سوق النفط يمكن أن تظل في حالة فائض يبلغ 0.7 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2020 وهو ما يفوق حجم التخفيضات الإنتاجية لمجموعة "أوبك+" بعد تعميقها بنحو 500 ألف برميل يوميا ومع الأخذ في الاعتبار احتمال تخفيف التخفيضات مع نهاية الربع الأول من العام الجديد.
وأشار المختصون إلى أن وضع الطلب مطمئن على الرغم من النمو المستمر في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والسيارة الكهربائية واتساع حصتها في السوق، لكن الأمر لم يصل إلى مرحلة تهديد الطلب العالمي على النفط الخام، خاصة في ضوء تسارع النمو في الاقتصاديات الناشئة واعتمادها بشكل غالب على الوقود الكربوني.
وأوضح روس كيندي، العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" لخدمات الطاقة، أن منتجين مؤثرين فقدوا كثيرا من إنتاجهم في 2019 وبخاصة فنزويلا وإيران بسبب العقوبات الأمريكية، كما رصدت بعض التقارير الدولية حدوث تباطؤ نسبي في إنتاج وصناعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة، ولكن ذلك لم يشكل تهديدا واسعا على أمن المعروض النفطي في العام الجاري والأعوام التالية، نظرا لأن إنتاج النفط في الدول الأخرى غير الأعضاء في "أوبك" في ارتفاع مستمر وبخاصة البرازيل والنرويج، كما أن الإنتاج الروسي يكافح من أجل ضبط وتيرة الإنتاج من خلال الالتزام بحصص خفض المعروض.
وأشار إلى أن نمو المعروض في 2019 جاء بفعل زيادات كبيرة في النفط الصخري الأمريكية وإن كان بمعدل أبطأ من الأعوام الماضية بسبب صعوبات تمويل عمليات الحفر الجديدة وهو ما يزيد من احتمالية تراجع إسهام الإنتاج الأمريكية في المعروض النفطي العالمي في 2020.
من جانبه، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن تحالف المنتجين في "أوبك+" اضطر إلى تقليص الإنتاج عدة مرات - وبشكل مستمر - من أجل محاولة موازنة العرض والطلب وتقليل الفجوة الناجمة عن تباطؤ الطلب في مقابل تسارع وتيرة الإنتاج في عديد من الدول المنتجة للنفط الخام حول العالم.
ولفت إلى وجود زيادات إنتاجية ملموسة ومؤثرة في العام الجديد في مناطق مثل النرويج وخليج المكسيك والبرازيل وجيانا، والأخيرة تشهد تدفقات استثمارية من كبريات شركات الطاقة وبخاصة "إكسون موبيل"، ما يبشر بارتفاع مستمر في الطاقة الإنتاجية.
من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" للاستشارات الدولية، إن الاستثمارات النفطية تتطلع إلى دفعة قوية في 2020 خاصة مع زيادة مناخ الثقة بالنمو الاقتصادي العالمي وفي ضوء مؤشرات إيجابية حول احتواء النزاعات التجارية وقرب التوصل إلى اتفاق جزئي يهدئ من مخاوف النمو وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن مشروعات مثل إنتاج النفط من المياه العميقة قد تشهد زيادة في الإنفاق بنحو 5 في المائة في العام الجديد.بدورها، ذكرت أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، أن قضية مثل مخاطر تغير المناخ وخطط التحول والانتقال في مجال الطاقة ستكون القضية الأبرز تأثيرا على السوق النفطية في العام الجديد، ولكن الوقود الأحفوري لن يتراجع أمام هذه الضغوط وسيظل يلعب الدور الأساسي والرئيس الموجه لمزيج الطاقة العالمي.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر أمس، مدعومة بتفاؤل إزاء اتفاق تجاري متوقع بين الولايات المتحدة والصين، بينما يراقب المتعاملون عن كثب الشرق الأوسط عقب هجمات جوية أمريكية.
وبحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 05:29 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 61.77 دولار للبرميل. والخام الأمريكي مرتفع نحو 36 في المائة منذ بداية العام الجاري.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 68.36 دولار للبرميل مرتفعة 20 سنتا أو 0.3 في المائة. وصعد الخام القياسي العالمي نحو 27 في المائة في 2019.

الأكثر قراءة