«الفاو»: ارتفاع أسعار الغذاء إلى أعلى مستوياتها منذ 5 أعوام
ارتفعت أسعار الغذاء في العالم خلال ديسمبر الماضي للشهر الثالث على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أعوام، بسبب ارتفاع أسعار الزيوت النباتية، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو".
وارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء العالمية بنسبة 2.5 في المائة خلال ديسمبر الماضي، مقارنة بالشهر السابق إلى 18.7 نقطة وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2014، علما بأن هذا المؤشر يتابع التغييرات الشهرية في الأسعار العالمية لحركة تجارة السلع الغذائية.
وارتفع مؤشر الأسعار خلال العام الماضي ككل 1.8 في المائة إلى 171.5 نقطة ليظل أقل بـ 25 في المائة عن أعلى مستوى له في 2011.
وارتفع المؤشر الفرعي لأسعار الزيوت النباتية 9.4 في المائة خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق ليواصل ارتفاعه للشهر السادس على التوالي.
كما ارتفع مؤشر أسعار السكر 4.8 في المائة بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، وهو ما أدى إلى زيادة استخدام قصب السكر في البرازيل في إنتاج الإيثانول كوقود حيوي بديل، وبالتالي انخفاض كميات القصب المتاحة لاستخدامها في إنتاج السكر.
كما ارتفع مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان 3.3 في المائة خلال الشهر، مدفوعا بارتفاع أسعار الجبن، التي ارتفعت 8 في المائة تقريبا وسط تراجع توافر الصادرات من الاتحاد الأوروبي وأوقيانوسيا.
أما مؤشر الفاو لأسعار الحبوب فقد ارتفع 1.4 في المائة، مدفوعا بشكل رئيس بأسعار القمح، وسط الطلب المتزايد على الواردات من الصين والمشكلات اللوجيستية في فرنسا بسبب استمرار الاحتجاجات في البلاد.
وبلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار اللحوم 191.6 نقطة في شهر ديسمبر، دون تغير يذكر على قيمته في الشهر السابق.
الحبوب
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب نحو 164.3 نقاط في ديسمبر، أي ما يمثل ارتفاعا جديدا قدره 2.2 نقطة “1.4 في المائة” عما كان عليه في شهر نوفمبر.
وكان السبب في الزيادة الملحوظة خلال ديسمبر ارتفاع الأسعار الدولية للقمح في ظل تسارع الطلب على الواردات من الصين والمشكلات اللوجيستية في فرنسا بفعل استمرار موجة الاحتجاجات والمخاوف إزاء ظروف النمو في عدد من المناطق المهمة.
أما في أسواق الحبوب الخشنة، فراوحت معظم الأسعار تقريبا عند مستوياتها نفسها المسجلة خلال الشهر الفائت، حيث ارتفعت أسعار الذرة بشكل طفيف فقط بفعل الضغط على الحصاد وتباطؤ النشاط التجاري. وطرأ تغير طفيف على مؤشر أسعار الأرز عموما لدى المنظمة خلال كانون الأول (ديسمبر) في ظل تعويض التراجع الموسمي في أسعار الأرز المعطر عن الأرباح المتصلة بالأرز من نوع إنديكا، حيث عززت القيود على الإمدادات الأسعار بعض الشيء.
وقد عكس مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب تحسن أوضاع الإمدادات في الإجمال، وبلغ في المتوسط 164.4 نقطة في عام 2019، أي بانخفاض طفيف بمقدار 0.9 نقطة عن معدله السنوي في عام 2018.
الزيوت النباتية
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 164.7 نقطة في ديسمبر، بزيادة قدرها 14.1 نقطة “أو 9.4 في المائة” عن مستواه في نوفمبر، وهو ما يمثل أعلى مستوى له خلال 25 شهرا.
ويعود آخر ارتفاع بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار زيت النخيل بموازاة ارتفاع أسعار زيت الصويا ودوار الشمس وبذور اللفت أيضا.
وارتفعت الأسعار الدولية لزيت النخيل للشهر الخامس على التوالي بفعل ازدياد الطلب، خاصة من جانب قطاع الديزل الأحيائي، بالتوازي مع توقعات انحسار الإمدادات.
وتعقيبا على الأثر الإيجابي لارتفاع أسعار زيت النخيل، استجابت أسعار زيوت الصويا ودوار الشمس وبذور اللفت على التوالي لتراجع أحجام السحق في البلدان المنتجة الرئيسة وتحسن الطلب العالمي على الواردات والمخاوف إزاء انحسار الإمدادات العالمية.
ورغم الارتفاع الجديد الكبير في الأسعار منذ نوفمبر، بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيت النباتي لعام 2019 ما مقداره 135.2 نقطة، أي بانخفاض قدره 8.9 نقطة عما كان عليه في عام 2018، وهو أدنى معدل سنوي منذ عام 2006.
الألبان
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الألبان 198.9 نقطة في ديسمبر، أي بارتفاع قدره 6.3 نقطة “3.3 في المائة” عن مستواه المسجل في نوفمبر.
وشهدت أسعار الأجبان أعلى ارتفاع على الإطلاق بنسبة 8 في المائة تقريبا بعد ثلاثة أشهر من التراجع المتواصل مدعومة بارتفاع الطلب العالمي على الواردات في ظل انحسار الكميات المتوافرة للتصدير من الاتحاد الأوروبي وأوسيانيا.
وبعد الزيادة الحادة المسجلة في نوفمبر، واصلت أسعار الحليب المجفف المقشود ارتفاعها في ديسمبر مدعومة بتوافر كميات محدودة من الإمدادات المحلية، خاصة من الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، أدى ضعف الطلب العالمي إلى تراجع أسعار الزبدة والحليب المجفف الكامل الدسم.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الألبان لعام 2019 نحو 199 نقطة، أي بارتفاع قدره 5.8 نقطة “3.0 في المائة” عما كان عليه في عام 2018، حيث سجلت أسعار الحليب المجفف المقشود أعلى زيادة من عام إلى آخر تليها أسعار الأجبان والحليب المجفف الكامل الدسم، في حين كان متوسط أسعار الزبدة أدنى.
اللحوم
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 191.6 نقطة في ديسمبر، أي أنه راوح مكانه تقريبا مقارنة بقيمته المراجعة في نوفمبر.
وكان المؤشر عند هذا المستوى أعلى بمقدار 29 نقطة”18 في المائة” من مستواه في الشهر نفسه من عام 2018 وإن كان لا يزال أدنى بشكل ملحوظ “بمقدار 20.0 نقطة” عن الذروة التي بلغها في أغسطس 2014.
وفي ديسمبر، ارتفعت ارتفعت أسعار لحوم الغنم للشهر التاسع على التوالي بفعل ارتفاع الطلب على الواردات في ظل انحسار الكميات المتاحة للتصدير من أوسيانيا بموازاة ارتفاع أسعار لحوم الدواجن بشكل طفيف بفعل انحسار الإمدادات، خاصة من البرازيل.
في المقابل، تراجعت أسعار لحوم الأبقار في ظل انحسار المشتريات من جانب الصين التي شكلت مصدر الطلب الرئيسي لعدة أشهر. وفي الإجمال، بلغ متوسط أسعار منظمة الأغذية والزراعة للحوم 175.8 نقطة في عام 2019، أي بزيادة قدرها 9.5 نقطة “5.7 في المائة” عما كانت عليه في عام 2018.
السكر
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 190.3 نقطة في ديسمبر، أي بارتفاع قدره 8.7 نقطة “4.8 في المائة” عما كان عليه في نوفمبر، أي بارتفاع للشهر الثالث على التوالي.
وكان التحسن المستمر الأخير في الأسعار الدولية للسكر مدفوعا بارتفاع أسعار الزيوت الخام، وهو ما شجع مطاحن السكر في البرازيل على استخدام مزيد من إمدادات قصب السكر لإنتاج الإيثانول عوضا عن السكر، ما أدى إلى تراجع الكميات المتاحة من السكر في الأسواق العالمية.
غير أن استمرار ضعف الريال البرازيلي مقابل الدولار، مصحوبا بتحسن التوقعات الخاصة بحصاد السكر في الهند، قد حال دون تسجيل ارتفاع إضافي في الأسعار. وارتفعت في الإجمال أسعار السكر خلال عام 2019 بنسبة 1.6 في المائة عما كانت عليه في عام 2018 في ظل انحسار التوازن بين العرض والطلب على المستوى العالمي.