تنظيم الإعلام السعودي

مع إطلاق استراتيجية وهوية الهيئة العامة لتنظيم الإعلام يأخذ الإعلام في المملكة مرحلة جديدة في مسيرة التواصل المحلي والدولي. هذه الخطوة تأتي لإثراء تجربة امتدت لعقود طويلة.
شهدت الصحافة والمذياع والتلفزيون محطات مهمة خلال العقود الماضية حيث بدأت صحافة الأفراد منذ عهد المؤسس -رحمه الله- لتتحول في منتصف الستينيات الميلادية من القرن الماضي إلى المؤسسات الصحافية. وهذا يصدق على الإذاعة التي بدأت بجهد فردي على غرار إذاعة طامي، ثم جاءت الإذاعة بإطارها الرسمي، وبعدها جاء التلفزيون الحكومي الذي سبقته تجربة تلفزيون "أرامكو".
القفزة الكبرى في الإعلام تمثلت في التوجه للصحافة ذات الطابع العربي والدولي عبر صحيفتي Arab news التي انطلقت في 1975 ثم الشرق الأوسط التي انطلقت في 1978. وبعد ذلك جاءت mbc التي انطلقت في 1991. هذه مجرد نماذج من المراحل التي شهدها الإعلام في المملكة.
يمكن القول دون تردد إن الخطوات الإعلامية كانت ولا تزال تتسم بالريادة، وكان سقف الطموحات دوما أكبر. ولا شك أن التحولات المتسارعة التي يشهدها الإعلام في عصر الديجيتال أوجدت فرصا تقابلها تحديات تزايدت مع ظهور المنصات الاجتماعية المختلفة وحلول الذكاء الاصطناعي، وبالتالي أصبحت المرحلة تتطلب مجهودات إبداعية خلاقة تهدف إلى صياغة المشهد بالشكل الذي يسهم في التطوير والتميز والاستدامة.
هنا تظهر أهمية الهيئة العامة لتنظيم الإعلام التي رسمت استراتيجية تقود المرحلة الجديدة بالشكل الذي يتماهى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وهو ما أعاد التأكيد عليه سلمان الدوسري وزير الإعلام، إذ حدد في نص نشره على منصة X جملة نقاط تهدف إلى استكمال مسيرة التطوير الإعلامي وتشمل ريادة القطاع الإعلامي ورفع الجاذبية الاستثمارية فيه وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي المحلي إلى 47 مليار في 2030.
محصلة ذلك الوصول إلى صناعة إعلامية تخدم الوطن وتثري العلامة الوطنية وتزيد من التنافسية والاستدامة، وتسهم في التعريف ببلادنا ومنجزات بناتنا وأبنائنا عبر هذا القطاع الذي لا يزال يعد بالكثير.

المزيد من مقالات الرأي