عبوات منتجات خالية من البلاستيك

عبوات منتجات خالية من البلاستيك

ستبدأ شركة الأغذية الهولندية، المسؤولة عن العلامات التجارية فلورا وبيسيل وبرو آكتيف، في طرح عبوات ورقية لجميع موادها النباتية القابلة للدهن هذا العام، حيث يتعرض صانعو السلع الاستهلاكية للضغوط بسبب البلاستيك ذي الاستخدام الواحد.
وقد طورت شركة أبفيلد للأغذية والمملوكة لشركة كيه كيه آر، التي تم شراؤها من شركة يونيليفر مقابل 6.8 مليار يورو في 2018، العبوات المصنوعة من الألياف الورقية للاحتفاظ ببدائل الزبدة وغيرها من المنتجات القابلة للدهن دون غلاف بلاستيكي أو بطانة بلاستيكية.
كما تعمل شركات السلع الاستهلاكية على تجربة التغليف الورقي ليكون بديلا للبلاستيك استجابة لمتطلبات بعض الدول، فضلا عن تفضيل بعض العملاء لما يرونه مستداما وصحيا أكثر.
لكن لمنع التسربات، خاصة السوائل والمنتجات ذات القاعدة الزيتية، فإن كثيرا من العبوات الورقية للأغذية والمشروبات تحتوي على غلاف بلاستيكي، ما يجعلها غير قابلة لإعادة التدوير، أو تستخدم بطانة بلاستيكية، التي تجب إزالتها قبل إعادة تدوير الورق المقوى. وهي عملية لا يستطيع سوى عدد قليل من مخططات النفايات للبلديات التعامل معها. كما يمكن أن تكون طلاءات النشا قابلة للتحلل، لكنها غير قابلة لإعادة التدوير.
كما قالت إن العبوات الجديدة التي عملت شركة أبفيلد على تطويرها على مدى أربعة أعوام، مع مجموعة فوتبرينت للمواد ومقرها الولايات المتحدة، مصنوعة من ألياف ورق مبللة مضغوطة مع طلاء مصنوع من مادة غير بلاستيكية، التي لن تكشف عن تفاصيلها لحماية الملكية الفكرية.
وستظهر هذه العبوات لأول مرة هذا العام في النمسا وهولندا والمملكة المتحدة وألمانيا، ومن ثم في جميع أنحاء أوروبا بحلول 2025. وقالت الشركة إنه في بعض الدول، بما فيها إسبانيا والمجر وبولندا، لن يكون من الممكن تصنيف العبوة على أنها قابلة لإعادة التدوير، وذلك بسبب وجود 4 في المائة من مواد غير الورق في الغلاف والعبوة، ومن ضمنها الملصق. ومع ذلك، ستظل مقبولة في مسار إعادة تدوير الورق في المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا.
وقالت الشركة: "خطتنا الحالية هي أنه بحلول الوقت الذي نطلق فيه عبواتنا في هذه الأسواق، سنكون قد تقدمنا بالعبوة إلى مرحلة لن تشكل فيها هذه المعايير وقوانين الغلاف عائقا أمام الترويج لها على أنها قابلة لإعادة التدوير على العبوة".
وفي عام 2022، في جزء من "الصفقة الخضراء"، اقترح البرلمان الأوروبي تشريعا طموحا لتوحيد القوانين المتعلقة بنفايات التعبئة والتغليف في جميع أنحاء الكتلة، التي تشمل أهدافا لتقليل كمية المواد المستخدمة لكل من البلاستيك والورق، مع التركيز الشديد على إعادة استخدام التعبئة والتغليف.
فيما تعارض صناعة التعبئة والتغليف الورقية هذه الخطط بشدة، بحجة أن العبوات الورقية ذات الاستخدام الواحد أكثر كفاءة من البلاستيك القابل لإعادة الاستخدام.
إن هدف شركة أبفيلد هو أن تضع العبوات الجديدة المجموعة على المسار الصحيح لتقليل إجمالي محتواها البلاستيكي بنسبة 80 في المائة بحلول 2030. كما تحاول الشركة تقليل الانبعاثات في جميع عملياتها وسلسلة التوريد الخاصة بها، بعد أن تأخر تحقيقها لهدفها الصفري الصافي إلى عام 2050 مقارنة بعام 2039 لو ظلت جزءا من شركة يونيليفر.
وقال جون فيرباكل، رئيس قسم البحث والتطوير في شركة أبفيلد، إن تقييم دورة حياة العبوة الورقية الجديدة مقارنة بالعبوة البلاستيكية وجد أن له تأثيرا كربونيا مشابها، لكن تكنولوجيات التغليف الورقي لا تزال في المراحل الأولى من التطوير مقارنة بالبلاستيك، وتوقع أن تصبح أكثر كفاءة بمرور الوقت.
وأشار كذلك إلى أن تقييمات دورة الحياة استندت إلى فرضية مفادها أنه ستتم إعادة تدوير جميع العبوات البلاستيكية، مقارنة بالمعدل الفعلي لإعادة تدوير البلاستيك في أوروبا الذي يبلغ نحو 40 في المائة.
قال: "إذا لم تنجح إعادة التدوير، فسيبقى البلاستيك هناك لمدة 500 عام. أما الورق فلا". وقالت الشركة إنها تتوقع أن يتم اعتماد العبوة على أنها قابلة للتحلل بحلول العام المقبل.
وفي إحدى الحملات، استشهدت مجموعة الضغط التجاري "معا من أجل تغليف مستدام" بدراسات أظهرت أن المواد المعاد تدويرها في التعبئة والتغليف قد تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 70 في المائة، وفي المقابل ستزيد المواد القابلة لإعادة الاستخدام من استخدام المياه بنسبة تصل إلى 267 في المائة.

الأكثر قراءة