اللغة العامية الرقمية .. لغز جديد لرؤساء العمل

اللغة العامية الرقمية .. لغز جديد لرؤساء العمل

لا أستطيع تحديد الوقت الذي حدث فيه ذلك بالضبط، لكن تحولي من أم عظيمة إلى أم محرجة حدث قبل بضعة أيام، عندما أدخلت كلمة عامية حديثة "تعني كاريزما" بشكل عرضي في محادثة في المنزل. كانت تجربة لمعرفة مدى دراية ابني باللغة العامية على الإنترنت. فقال "لا تقولي ذلك. إنك تبدين غريبة".
من حيث الكبرياء، كان فشلا. لكن باعتباره اختبارا للاختلافات بين الأجيال في استخدام اللغة، فقد كان نجاحا. لقد اكتشفت الكلمة بأسرع طريقة يمكن تخيلها: قرأت في إحدى الصحف أن مطبعة جامعة أكسفورد اختارتها لتكون كلمة 2023. اختصارا لكلمة الكاريزما، يتم تعريفها على أنها "الأناقة، أو السحر، أو الجاذبية".
أتوقع بعض السخرية في المنزل لأني بعيدة كل البعد عن الكلمات الجديدة، لكن هل ينبغي أن أكون مستعدة لذلك في العمل؟ أم ينبغي أن يتوقع من الموظفين المبتدئين أن يلتزموا بالمعايير اللغوية التي وضعها زملاؤهم الأكثر خبرة؟
يتطرق هذا إلى قضية أوسع تتعلق بالانقسامات بين الأجيال التي تحدث في أماكن العمل حول العالم. فقد أخبرتني لورا إمبسون، أستاذة الإدارة في كلية بايز للأعمال، أخيرا بأن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الخدمات المهنية يقولون "إنهم يشعرون بالحيرة من أولويات الموظفين الأصغر سنا". حيث فوجئ أحد الشركاء الإداريين في إحدى شركات المحاسبة الأربع الكبرى عندما قالت موظفة مبتدئة "إنها لم تكن أكثر فخرا بالعمل في الشركة مما كانت عليه عندما أعلنت الشركة أنها ستتخلص من المصاصات في كافتيريا الموظفين". ويتذكر أنه عندما كان في مثل سنها، كان أكثر فخرا بالشركة عندما فازت بعملية تدقيق جديدة كبرى.
وكما هي الحال مع كثير من هذه الأمور، فإن الأمر لا يتعلق بالضرورة باستسلام جيل لآخر، بل بالتوصل إلى فهم ضمني. إذ يقول ستيفن كاراديني، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية أريزونا، الذي يبحث في تأثيرات التكنولوجيا الناشئة في النشاط المهني "إذا كانت اللغة تحجب المعنى، فإن ذلك يبدو كأنه مشكلة كبيرة. وإذا لم يكن الناس على دراية بهذا المفهوم، فهناك خطر سوء الفهم".
في الأعوام القليلة الماضية، يشير أسلوب مكان العمل للأصالة إلى أنه ينبغي للناس أن يكونوا على طبيعتهم في العمل. لقد كانت هذه دائما كذبة. فلا أحد يريد أن يراك على حقيقتك في المكتب. لو كان الأمر كذلك، فلن أزعج نفسي بأمور صغيرة مزعجة كإزالة معجون أسنان عن شفتي. يمكن أن تتضمن الأصالة نسخة مهنية من نفسك. في الواقع، لدينا مظاهر متعددة، حيث نقوم بتعديل نبرة الصوت أو المظهر حسب الموقف. وكذلك الحال مع اللغة. حيث تختلف مجموعة "واتساب" مكونة من 20 زميلا كل الاختلاف عن عرض تقديمي أمام مجلس الإدارة.
يعتمد كثير على السياق. إذ يقول مدير من جيل إكس "مواليد السبعينيات" يعمل في مجال التسويق، ويلبي احتياجات المستهلكين من الجيل زد "مواليد عام 2000"، "إنه يشعر براحة أكبر عند سماع اللغة العامية في مكان العمل".
هذا لا يعني أنه يتعين عليه أن يحاول إدراج الكلمات الجديدة في المحادثة. كما أشار ابني، لأنه أمر محرج. إذ يبدو الأمر زائفا جزئيا، لكن أيضا لأنه من الصعب مواكبة الطريقة التي تتغير بها اللغة إذا لم تكن منغمسا فيها. حيث يقول توني ثورن، مدير أرشيف اللغات العامية واللغات الجديدة في جامعة كينجز كوليدج في لندن، "إن الجيل زد يتأثر بشدة بالتريندات والميمات واسعة الانتشار، فهو لا يقتصر على اللفظ فقط". فهو دائما ما يتعمد استخدام الاستعارات والتلميحات البصرية أيضا. إن المقاومة غير مجدية. فالتكنولوجيا تجعل المراوغات والفكاهة أكثر أهمية.
إن معايير أعراف مكان العمل تتطور. إذ تشير داوان إلى أنه قبل خمسة أعوام فقط، كان كبار القادة يشتكون من سماعات الرأس في المكتب. "الآن أصبحت شيئا طبيعيا"، وكذلك الحال مع اللغة. فالعامية تنزلق إلى الاستخدام الشائع بسرعة كبيرة. وتشمل الكلمات التي استخدمتها مطبعة جامعة أكسفورد في الأعوام الماضية vax "بمعنى لقاح"، وtoxic "بمعنى سام"، وclimate emergency "بمعنى المشكلات المناخية الملحة"، كلها تبدو سائدة إلى حد ما الآن. من أصبح يوقع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به بعبارة "بكل إخلاص"؟ إن الأكثر شيوعا هو "شكرا" أو "أطيب التحيات" أو "أطيب التمنيات".
ما زلت أشعر بالإحراج عندما أرى توقيعات جديدة مختصرة، لكن أمهلني عاما آخر، وشكرا.

الأكثر قراءة