السعودية ورشة عمل تقنية بدعم الرؤية .. من الذكاء الاصطناعي إلى البنية التحتية الرقمية والمدن الذكية

السعودية ورشة عمل تقنية بدعم الرؤية .. من الذكاء الاصطناعي إلى البنية التحتية الرقمية والمدن الذكية
شهدت السعودية في ظل رؤية 2030 تطورات ثورية في قطاع التقنية، ما عزز الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا المجال الحيوي، الأمر الذي رفع من تصنيف السعودية في المؤشرات الدولية. الاستراتيجيات والبرامج التي وضعت من قبل الجهات المعنية والمنبثقة من رؤية 2030 رفعت من حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية خلال 2023 إلى 166 مليار ريال، ما أسهم في رفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنمية الاقتصاد الرقمي. الحكومة السعودية عملت على تعزيز كفاءة سوق الاتصالات، ليبلغ حجم السوق 75 مليار ريال العام الماضي . فيما بلغت نسبة تغطية مناطق السعودية بخدمة الجيل الرابع إلى 99 % و53 % نسبة تغطية الجيل الخامس. أما في مجال تعزيز المحتوى المحلي وتنمية سوق التقنيات العام الماضي، بلغ حجم سوق تقنية المعلومات 91 مليار ريال مقارنة بـ81 مليار ريال في 2022، وبلغ حجم الاستثمارات التي ضخت في قطاع التقنية وحجم الطرح العام للشركات التقنية المحلية 13.7 مليار ريال. بينما بلغ حجم الاستثمار الجريء في القطاع 5 مليارات ريال، بجانب رفع عدد معامل الابتكار الرقمي إلى 24، بعدما كان عدده 19 في 2022، فيما ارتفع عدد شركات الريادة الرقمية 13 %. ويقول لـ"الاقتصادية" الدكتور خالد الذوادي استشاري تحول رقمي وإدارة مشاريع تقنية، "تمر السعودية بتحول تقني كبير كجزء من رؤية 2030، حيث تستثمر بشكل مكثف في مجالات مثل المدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد". وأضاف أن رؤية 2030 تدفع بتحول الاقتصاد السعودي نحو التقنية والابتكار، مع تعزيز البنية التحتية الرقمية والاستثمار في التعليم التقني، كما أنها تسهل رقمنة الخدمات الحكومية وتجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يفتح آفاقا جديدة للنمو في القطاعات التقنية والرقمية. ومن نتائج تعزيز قطاع التقنية أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي قبل أشهر عدة مسرعة الذكاء الاصطناعي التوليدي "غاية" الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمختص بتحويل النماذج المبتكرة إلى أعمال ناجحة قائمة على الذكاء الاصطناعي بتكلفة 600 مليون ريال. عبد الله السبع الخبير التقني، وصف التطور التكنولوجي والاستثمارات فيه في السعودية بالمذهل منذ إعلان رؤية 2030، واستدل بأرقام مؤتمر ليب 2024 الأخير الذي انطلق في أول يوم له بإعلان عن استثمارات بلغت 44 مليار ريال، وبلغ مجموعها مع نهاية المؤتمر 50.25 مليار ريال. أبرز الصفقات التي تمت خلال المؤتمر كانت الإعلان عن إنشاء منطقة سحابية فائقة السعة مع خدمات أمازون ويب، بقيمة أكثر من 18 مليار ريال، وكذلك الاستثمار لبناء مراكز بيانات مستدامة ومبتكرة بقدرة تزيد على 300 ميغاوات. فيما قال لـ"الاقتصادية" سمير الجنيد متخصص بتقنية المعلومات: إن "في السنوات الأخيرة، شهدت السعودية تطورا ملحوظا في مجال التكنولوجيا، مدعوما برؤية 2030 التي تسعى إلى تحويلها إلى مركز تقني عالمي". وأضاف أن عدد من المشاريع والاستثمارات الكبرى تبرز هذا التوجه، مثل إعلان شركة يويباث عن إنشاء أول مدرسة سعودية للأتمتة وافتتاح مكتب جديد لها في الرياض، ما يعكس التزام الشركات العالمية بدعم التحول الرقمي في السعودية. وبين أن السعودية تعزز مكانتها كمركز رقمي إقليمي من خلال مبادرات مثل منصة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الرقمية التي تستثمر مليار دولار في البنى التحتية مثل الكابلات البحرية ومراكز البيانات. وأوضح الجنيد أن الاستثمارات الكبيرة لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تشمل أيضا الصناعات المستقبلية مثل الأنظمة شبه الموصلة والفضاء، حيث يخطط الصندوق السيادي السعودي لاستثمارات ضخمة في هذه القطاعات.

الأكثر قراءة