إدارة بايدن .. أسعار النفط في صلب محادثات غزة

عادت أسعار النفط إلى أساسيات السوق بعد أسابيع من تأثير العوامل الجيوسياسية والمخاطر المرتبطة بها في المنطقة وهي التي شهدت توترات كانت تنذر بارتفاع هائل نتيجة تهديد منابع وخطوط ناقلات النفط في منطقة تنتج ما يقارب من خمس إنتاج العالم من النفط يوميا.

لقد قادت أساسيات الأسواق متمثلة في قوة الدولار وتثبيت سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نطاق 5.25 % و5.5 % ضمن حربه الشرسة على التضخم الذي يريد أن يرى نتائجها تقود إلى مستويات عند 2 % وعدم وجود تعزيز للطلب القادم من الصين إلى هبوط في الأسعار.

إلا أن الهدوء الذي شهدته المنطقة أخيرا عقب الهجمات المباشرة وغير المسبوقة بين إيران وإسرائيل وإن كانت تلك الهجمات غير منفعلة وغير تصعيدية عكس ما توقعته أسواق النفط التي حسبت خطر التصعيد قاد إلى هبوط في الأسعار بعد تخلي الأسواق عن حساب معامل الأخطار الجيوسياسية في معادلة السعر وزاد هذا الهبوط إلى مستويات 83 دولارا بعد الأنباء عن الانخراط في محادثات بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار لتضفي مزيدا من الضغوط على أسعار النفط وتحد من الارتفاعات الأخيرة التي تجاوز معها سعر برميل خام برنت مستوى 92 دولارا.

بجانب أساسيات الأسواق التي تحكم العرض والطلب وتؤثر مباشرة في مستويات المعروض من النفط وزيادة الطلب عليه هناك عاملان مهمان في المعادلة السعرية التي تحسبها الأسواق النفطية ويتحكمان بشكل كبير في مستويات الأسعار الحالية

أول هذه العوامل هو معامل المخاطر الجيوساسية خصوصا في منطقة تلعب دورا مهما وحيويا واستراتيجيا في أسواق النفط كمنطقة الشرق الأوسط ولعل الأحداث الأخيرة في المنطقة ومخاطر اتساع رقعة الصراع وارتفاع مخاطر التصعيد لعبت دورا في الارتفاعات الأخيرة كما أن التهدئة لعبت دورا في هبوط الأسعار.

وثاني هذه العوامل هو تدفق النفط من إيران التي وجد نفطها طريقه إلى الموانئ والمصافي الصينية رغم العقوبات المفروضة عليه حيث تجاوزت صادرات الإيرانيين من النفط باتجاه الصين مستوى 1.5 مليون برميل يوميا.

تنبهت الإدارة الأمريكية الحالية وهي التي تستعد لموسم انتخابي رئاسي في نوفمبر المقبل تلعب فيه أسعار النفط دورا حاسما ورئيسا في ترجيح كفة المتنافسين على كرسي الرئاسة إلى هذين العاملين وركزت جهودها باتجاه تهدئة المخاطر الجيوسياسية وخفص مستويات التصعيد رغبة في عدم السماح لارتفاعات كبيرة في أسعار النفط تقود إلى ارتفاع في المشتقات النفطية وتؤثر في المواطن الأمريكي عند محطات الوقود وسط حدة التنافس الانتخابي كما أن النفط الإيراني الذي يجوب عباب بحر العرب والمحيط الهادئ باتجاه الموانئ الماليزية ومنها إلى الصينية قد تم غض الطرف عنه وهو الذي يقيد ارتفاع الأسعار نتيجة حسابه في مجموع المعروض العالمي الذي يدخل إلى الأسواق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي