سوق العقارات في المملكة المتحدة تواجه رياحا معاكسة مع ارتفاع الرهن العقاري
تواجه سوق العقارات في المملكة المتحدة رياحا معاكسة بسبب ارتفاع معدلات الرهن العقاري، رغم زيادة بالكاد في أسعار المنازل خلال أبريل. وتقول شركة هاليفاكس للرهن العقاري في تقرير الثلاثاء أن معدلات الرهن ارتفعت 0.1% فقط بعد انخفاضها 0.9% في مارس، ما جعل متوسط تكلفة المنزل تبلغ 288949 جنيها استرلينيا (362330 دولارا)، أعلى 1.1% عن العام السابق.
وتأتي هذه الأرقام بعد أسبوع من إعلان مقرض الرهن العقاري المنافس "نيشن وايد بيلدينج سوسايتي" عن انخفاض شهري ثان في الأسعار. وتشير الشركتان معا إلى أن المشترين المحتملين يشعرون بوطأة قروض المنازل الأكثر تكلفة، حيث يقلص المستثمرون رهاناتهم بناء على المدى الذي سيخفض فيه بنك إنجلترا أسعار الفائدة.
وقالت أماندا برايدن، رئيسة قسم الرهن العقاري في هاليفاكس: "يعكس هذا أن سوق الإسكان وجدت نفسها في عصر أسعار فائدة مرتفعة"، مضيفة: "لا يمكننا تجاهل حقيقة أن القيود على القدرة على تحمل التكاليف لا تزال تمثل تحديا كبيرا لكل من المشترين الجدد وأولئك الذين يبرمون صفقات محددة المدة".
ولا تزال هاليفاكس تتوقع "أن تشهد أسعار العقارات ارتفاعا متواضعا على مدار 2024" وأن تبدأ معدلات الرهن العقاري في الانخفاض مرة أخرى، إذا بدأت تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا.
وأظهرت سوق الإسكان علامات انتعاش بعد تراجع العام الماضي بسبب أزمة تكاليف المعيشة والركود. لكن الشكوك بدأت تظهر الآن بعد أن رفع مقرضون، بما فيهم ناتويست وسانتاندير ونيشن وايد، معدلات الرهن العقاري استجابة لارتفاع أسعار المبادلة، التي تستخدم لتحديد الجزء الأكبر من منتجات الرهن العقاري.
ودفعت رهانات على تأجيل بنك إنجلترا البدء في تخفيض أسعار الفائدة حتى وقت لاحق من هذا العام تكاليف قروض المنازل إلى الارتفاع. وقالت موني فاكتس الجمعة، إن متوسط معدل الرهن العقاري الثابت لمدة عامين ارتفع من نحو 5.5% في يناير إلى 5.93% حاليا.
المتداولون الذين توقعوا في وقت سابق ما يصل إلى ستة تخفيضات من بنك إنجلترا هذا العام في يناير، يتوقعون تخفيضين فقط الآن، أولهما في أغسطس. لطالما بعض الاقتصاديين يتوقعون أن يتحرك البنك المركزي قبل ذلك ويقدم تيسيرا أكبر.
وقالت هاليفاكس إن أرقامها أظهرت "انقساما بين الشمال والجنوب" في إنجلترا من حيث الأداء السنوي لأسعار المنازل، مشيرة إلى تقييمات المنازل في لندن كانت ثابتة إلى حد كبير مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت 0.1% فقط. وفي الوقت نفسه، شهد شمال غرب إنجلترا ارتفاعا بلغ 3.3%، لم يتفوق عليه سوى أيرلندا الشمالية حيث ارتفعت الأسعار 3.4%.
ويرى توم بيل، رئيس أبحاث الإسكان في المملكة المتحدة في شركة نايت فرانك أنه مع ابتعاد احتمال أول خفض لسعر الفائدة منذ مارس 2020، ارتفعت تكاليف الاقتراض وتقلصت الميزانيات"، مضيفا أن الأسعار تراجعت أيضا بسبب "موجة إيجابية قصيرة الأمد في الأسابيع الأولى من هذا العام" ما أدى إلى طرح منازل أكثر في السوق.
