"ملفات الثناء" تبهج العمال الكئيبين

"ملفات الثناء" تبهج العمال الكئيبين

منذ نحو 20 عاما، أنشأت إيما إيوينج، وهي مدربة ومستشارة في العلاقات العامة، مجلد بريد إلكتروني يسمى "الأشياء الجميلة" لتضيف إليه رسائل الشكر من العملاء أو الزملاء. وفي وقت لاحق، شملت فيه رسائل الثناء على فريقها أيضا.
في الصباحات الكئيبة، تفتحه أحيانا وتتصفح أعواما طويلة من الإطراء. وتقول: "إنها تظهر كيف تغير عملي وتأثيري بمرور الزمن، وهي تذكرني بجميع الرائعين الذين عملت معهم. إن تذكيرا مثل هذا يمكن أن يسعد يومك حقا ويعيدك إلى المسار الصحيح".
في ثقافة عمل تقدر الانشغال غالبا، يكون من المحفز الانتقال إلى المشكلة التالية فورا بعد تحقيق شيء ما. لكن إيوينج تقول إن التركيز فقط على التحديات الجديدة - والصعوبات التي تنطوي عليها - يمكن أن يستنزف ثقتها وحماسها. "يمكن أن تقع في فخ التطلع إلى الأمام ونسيان كل الأشياء التي تعلمتها في رحلتك".
لأي من يبحث عن دفعة تعزيزية في العام الجديد، قد يكون الحل هو تسجيل الإنجازات في مجلد إلكتروني أو قناة على تطبيق سلاك الاجتماعي أو ملف ورقي. يطلق عليه أحيانا "ملف الابتسامة" أو "مجلد الثناء"، وهو مكان لتخزين الإطراءات. قد يوفر ابتهاجا حسنا أثناء ركود وظيفي. ففي استطلاع تجريه شركة سلاك عن حالة العمل في 2023 شمل 18 ألف عامل على مستوى العالم، قال 82 في المائة منهم: إن الشعور بالسعادة والمشاركة هو المحرك الرئيس لإنتاجيتهم.
عند الشروع في وضع ملف للابتسامات، توصي إوينج بالتغلب على الشعور بأنه "سخافة أو انغماس في أهواء النفس"، فهو يمكن أن يساعد على تماسك الفريق. "إننا نميل إلى الشعور بالامتنان عندما نعيد قراءة رسائل التقدير هذه، وهذا بدوره يعزز علاقاتنا مع الأشخاص الذين نعمل معهم".
تمتلك كلتشر آمب، وهي شركة متخصصة في تجارب الموظفين، قناة من موقع سلاك تسمى #كل سعادات الممتلئين رضا، تشجع الموظفين على إنشاء منشورات ترسل "الدعم" - تعبيرات عن التقدير - إلى زملاء العمل.
ولدى شركة تيمبو، وهي وسيط للرهن العقاري الرقمي، قناة في سلاك تشارك التقييمات عبر الإنترنت من العملاء، إضافة إلى الشكر عبر البريد الإلكتروني. ويقول ريتشارد دانا، المؤسس والرئيس التنفيذي: "إذا كنت تدير شركة، فالأمر في الأغلب يتمحور حول الأرقام والإيرادات". تسلط القناة على تطبيق سلاك الضوء على قصص إنسانية عن تجربة شراء منزل. "من دواعي سروري أن يرى الفريق ردود الفعل الإيجابية. إنها قناة تشعرك بالسعادة. إنه إمر يتعلق بالكبرياء. وهو موجود لتحفيز الناس. إنني أنظر إليها طوال الوقت، فإدارة شركة أمر صعب للغاية. فمن بين نحو 500 مراجعة نشرت عليها هذا العام، من المحتمل أن يكون بينها ست مراجعات سلبية.
ويحتفظ بعض المديرين أيضا بملفات للموظفين، ويقدمون أدلة للتقييم الوظيفي. تجمع ليا مونتانو، وهي متخصصة في التطوير في قطاع الرعاية الصحية، كل المراسلات الإيجابية التي تتلقاها حول عمل فريقها حتى تتمكن من "إشهار أي انتصارات جديرة بالذكر". ويمكن أن يكون سجلا للعمل المنجز جيدا لإثبات زيادة الراتب أو الترقية، أو لإضافة تفاصيل عندما يحدث الموظفون سيرتهم الذاتية أو ملفاتهم الشخصية على "لينكد إن".
أصبح الملف أهم لإيوينج مع تقدم مسيرتها المهنية. "إنها حقيقة محزنة أنه كلما تقدمت في السن، قل التوجه إلى تلقي تعليقات مفيدة أو ذات معنى عنك. فأنت موثوق لتتولى هذه المهمة، لذا فإن التعليقات الخارجية والتوكيد على: "استمر في فعل ما تفعله" يمكن أن يكون هدية نادرة. نحتاج جميعا إلى قليل من التوكيد من غير ذواتنا في حياتنا، وهذه طريقة لإشعال ثقتك بسرعة.
وتوافق على ذلك هافيلا كلارك، رئيسة قسم التسويق في مؤسسة هانتسمان للصحة العقلية. يساعدني ملفها الخاص بالابتسامات "عندما أضطر إلى مكافحة متلازمة الخوف من أن أرى محتالة، أو عندما أواجه موقفا صعبا في العمل وأحتاج إلى تعزيز الثقة".
ويمكن لملف الابتسامات أيضا مساعدة المحترفين على تحسين أدائهم. إذ تقول إيوينج: "قد يكون من الممارسات الجيدة النظر إلى هذا الملف مرة واحدة شهريا في جزء من تقييمك الذاتي في العمل. سيساعدك ذلك على التركيز على المساهمة التي قدمتها وكيف يقدرها الآخرون، وهذا بدوره سيساعدك على تحسين ما تقدمه في الشهر الذي يليه".
وتقول راشيل هيرنانديز، وهي محللة سلوكية، إنه مع تطور حياتها المهنية، "لم يكن نجاحها في المكان الذي وجدت فيه كل سعادتي، بل كان مساعدة الآخرين". فالأشياء التي بدأت تجعلني أشعر أنني بحالة جيدة كانت قدرتي على مشاركة تلك اللحظة والاحتفال معهم.

الأكثر قراءة