قرارات مجالس المناطق تؤول إلى درج موظف صغير في الوزارات

قرارات مجالس المناطق تؤول إلى درج موظف صغير في الوزارات
قرارات مجالس المناطق تؤول إلى درج موظف صغير في الوزارات

بصراحته التي اعتادها أهالي منطقة الجوف حينما يتقدم ليلقي كلمتهم في أي مناسبة تنموية، رمى رجل الأعمال المعروف مفلح بن عبد الله الكايد عضو مجلس منطقة الجوف والرئيس التنفيذي لشركة الكايد أكثر من كرة في أكثر من ملعب أهمها ملاعب الوزارات في حواره مع "الاقتصادية". الكايد تطرق لدور وزارة المالية المؤثر في بعض المشاريع، وقال إن مشاريع وزارات مثل الشؤون البلدية والقروية والمياه مقسمة (مجزأة) وذات مدد طويلة لا يتحقق معها مفهوم التنمية.
واتهم الكايد الشركات الزراعية في بسيطا باستنزاف مياه المنطقة وكأنها "الهيم" دون أن تقدم شيئا يذكر مقابل ذلك. وعرج الكايد على موضوع البطالة مؤكدا أن العاطلين من الشباب هم قنابل موقوتة وأن تكلفة توظيفهم أقل من تكلفة مراقبتهم فيما بعد. وتطرق إلى عمل مجالس المناطق وقال للأسف إن قرارات بعض المجالس – كما مجلس الجوف – تتحول إلى توصيات تؤول في النهاية إلى درج موظف صغير في وزارة ما. هنا تفاصيل الحوار:

بصفتك أحد أعضاء مجلس منطقة الجوف بودي أن أبدأ بسؤالك والمجلس يعيش عامه الأخير هل أنتم راضون عما قدمه المجلس للمنطقة وهل هو مواز للطموح؟
أنا غير راض عما قدمناه وأعتقد أن جميع زملائي الأعضاء وقبلهم الأمير فهد بن بدر رئيس المجلس وأمير المنطقة لديهم من الطموح والتطلعات ما هو أكبر مما حققه المجلس ولكن بدايةً يجب أن يعلم الجميع أن ولاة الأمر أنشأوا مجالس المناطق بموجب النظام الأساسي للحكم لتقوم بدور فاعل وتتبنى قضايا التنمية نيابة عن المواطن، لكننا في حقيقة الأمر فوجئنا بحصر دور المجالس حتى تحولت قراراتها إلى توصيات ينتهي بها الأمر في درج موظف صغير في إحدى الوزارات. وأنا أقول إن مجالس المناطق بوضعها الحالي تظلم نفسها وتضر بمصلحة المواطن في ظل غياب الصلاحيات والإمكانات عنها، ولن تنجح مجالس المناطق في غياب الصلاحيات وتخصيص ميزانيات مستقلة للمناطق يتم توجيهها من قبل المجالس وفقا لأولويات التنمية.

أنت بذلك تتهم بعض الوزارات بتعطيل التنمية في الجوف وتبرئ ساحة مجلس المنطقة؟

المجلس فعل ما يجب أن يفعله من دراسات وتشخيص ومطالبة كل ما يفترض أن يفعله المجلس فعله وقبل ذلك كله فإن الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف بصفته قائداً للتنمية في المنطقة قام شخصياً بحصر وإيجاز كل المتطلبات من المشاريع الحيوية ومتطلبات التنمية الشاملة للمنطقة التي من الممكن أن تجعلها في مصاف وصيفاتها من المناطق الأخرى وقدمها ليدي خادم الحرمين الشريفين الكريمتين الذي وافق وصادق عليها قبل زيارته للجوف.
ونحن ننتظرها بشغف كبير. وأعتقد أن بعض الوزارات تتسبب في في تأخير التنمية في منطقة الجوف ومع الأسف فإن بعضها لا تزال تتعامل مع الجوف وفق ثقافة المناطق الطرفية أو النائية مع أن هذا المصطلح يتعارض مع نهج وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ولذلك وأنا مسؤول عما أقوله إن منطقة الجوف لم تأخذ نصيبها من التنمية بسبب هذه النظرة القاصرة من بعض الوزارات .

لكن المواطن الذي تمثلونه في مجلس المنطقة يحملكم تأخير التنمية أكثر من الوزارات المعنية؟

لا ألوم المواطن في الجوف فإذا الوزارات ومجالس المناطق أوجدت من أجله ولم تف بالحد الأدنى من طموحاته وإذا كانت اللائمة تقع علينا كأعضاء مجلس المنطقة ويرى المواطن أن أوجه القصور تبدأ من عندنا فأتمنى أن تتم مناقشة ومحاسبة أعضاء المجالس من قبل المواطنين وأنا أولهم حتى يقف المواطن على حقيقة الأمر وتتضح الرؤيا لهم وهذا مبدأ من مبادئ الشفافية والحوار المفيد وقد سبق للأمير فهد بن بدر أن طبق هذا التوجه بمناقشة مديري الإدارات الخدمية مع المواطنين .

ربما الخلل ليس في الوزارات الخدمية بقدر ما هو في الاعتمادات المالية لها؟

اعتمادات وزارة المالية لمشاريع الجوف تملك ثقافة مناطق الأطراف أو المناطق النائية نفسها فقد اعتدنا أن تكون اعتماداتها للجوف أقل من الطموح لذلك لم تحقق التنمية المتوازنة في الجوف ولاطموحات وتطلعات أهلها ثم أن الوزارات هي التي تحدد أولوية المشاريع لذلك تجد الجوف دائماً واقفة في آخر طابور طلب الخدمة.

على صعيد العمل الجماعي في المجلس ماذا قدمت كعضو كونك أحد الأعضاء الناشطين بحجم ونوع التنمية وكثيرا مانتبنى وجهة نظر المواطن؟
مع تحفظي على إنجازات مجالس المناطق وآلية تعامل الوزارة مع قراراتها والتي تعامل كتوصيات، إلا أنني وكغيري من الزملاء أعضاء مجلس منطقة الجوف تقدمت لأمير منطقة الجوف ورئيس المجلس بكثير من أوراق العمل على مدى أربع سنوات ومن أهمها الورقة الأولى وتعني بإنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة الجوف والورقة الثانية هي إنشاء تكتل اقتصادي يعنى باستثمار الميز النسبية والثروات الاقتصادية ومنها منطقة للتجارة الحرة على الحدود السعودية - الأردنية وطرح مشروع تشغيل ميناء الحديثة الجاف والمصنف كأكبر ميناء بري على مستوى الشرق الأوسط من قبل القطاع الخاص وإنشاء شركة للخدمات والمرافق تعنى بتوفير الخدمات والمرافق لمنطقة بسيطاء الزراعية مثل مطار تجارى ومطار جوي وبري وخدمات البنية التحتية من مشاريع التكتل تأسيس مصنع للأسمدة نظرا لوجود الفوسفات في المنطقة ومشروع سكة الحديد وبحكم أن المستهلك الكبير على مستوى السعودية للأسمدة يقع في منطقة بسيطا إضافة لشركة تعنى بالخدمات المساندة لمشروع سكة الحديد الذي ستبلغ أطوالها الواقعة ضمن منطقة الجوف700 كيلومتر وشركة للتطوير العمراني لجميع مدن وقرى منطقة الجوف.

وتتلخص ورقة العمل الثالثة في إنشاء هيئة ملكية زراعية في بسيطا وتعنى بالاستثمار الأمثل وتوجيه مدخلات ومخرجات الإنتاج وفقا للروزنامة الزراعية وجلب الرساميل على المستويين المحلى والإقليمي بما يحقق الاستفادة من الثروات الزراعية وبما ينعكس إيجابيا على منطقة الجوف المتعطشة للنمو بجميع إشكاله، وللأمانة فقد تبنى أمير الجوف هذه الورقة باهتمام و لاقت تأييد وزير الزراعة ووزير التجارة وتتمحور ورقة العمل الرابعة حول قضية البطالة بالجوف والتى تبين أنها الأعلى على مستوى السعوديه وآثارها السلبية وما يرتبط بها من مشكلات اجتماعية واقتصادية وانعكاسها على الأمن الاجتماعي بمفهومه الشامل.

أما الورقة الخامسة فهي إنشاء مجلس الاستثمار في منطقة الجوف والورقة السادسة طلب إنشاء طريق امتداد لطريق الأمير عبدالإله ( شرق محطة بترومين والمطار) يتجه جنوبا ليربط بطريق الجوف حائل بطول 63 كليومترا ليكون بمثابة تحويلة خاصة بمدينة سكاكا بدلا من الذهاب لحائل عن طريق دومة الجندل وورقة العمل الأخيرة طلب توسيع النطاق العمراني لكل مدن وقرى منطقة الجوف بمساحات مستقبلية طموحة بما يتناسب وتطلعات التنمية المستدامة فيها .

#2#

كأنك تقول من خلال مقترح التكتل الاقتصادي إن الجوف منطقة استثمار ناجحة؟

في مجال الاستثمار منطقة الجوف ناجحة و واعدة ليس في الاستثمار فحسب بل في الأصعدة كافة لأنها تمتلك من الثروات والميز النسبية ما يؤهلها لمنافسة كبريات المناطق في المملكة ، الجوف هي (( التاريخ والجغرافيا )) معاً بآثارها العريقة المعروفة وفي موقعها الاستراتيجي ومناخها الجميل ، كانت الجوف في السابق هي أكبر سوق للتبادل التجاري في الشرق الأوسط بحكم توسطها بين بلاد الرافدين وبلاد الشام ونجد والحجاز من خلال سوق دومة الجندل الذي يلتقي فيه تجار تلك المناطق ولاتزال الفرصة مواتية لنجاح سوق تبادل تجاري ومنطقة حرة في المنطقة، الجوف تضاريسها هي السهول والجبال وهي الوديان وهي الكثبان الرملية وهي الماء وهي الأرض الخصبة، كل ما تريده لاستثمارك موجود، ناهيك عن موقعها المتوسط لمدن الشمال ووقوعها على مثلث دولي، والآن تستعد لاستقبال الحدث الاقتصادي الكبير سكة حديد الشمال، حيث تعتبر منطقة الجوف مفترق سككه الحديدية من خلال ثلاثة مسارات تفترق وتلتقي في الجوف الأول إلى منفذ الحديثة والثاني إلى حزم الجلاميد والثالث إلى بسيطا والاتجاه شرقا حتى رأس الزور بالخليج العربي.

بما أن مسار القطار الثالث سيوصلنا إلى بسيطا لنتوقف فيها قليلاً فبرغم اقتراحك لهيئة ملكية زراعية عليا إلا أن لديك نظرة سلبية عن الشركات والمشاريع الزراعية في بسيطا فيما تلخص تلك النظرة؟

بالعكس اقتراحي لإيجاد هيئة ملكية زراعية يهدف إلى إيجاد آليات للتعامل مع مدخلات ومخرجات الاستثمار الزراعي في هذه البقعة الحيوية المهمة على مستوى الوطن والتي أكاد أجزم بأنها بمثابة 40 إلى 50 في المائة من سلة الغذاء السعودي، ومن أجل حل المشكلة التي كونت لدي ولغيري نظرة سلبية عن الشركات الزراعية في بسيطا الجوف والتي حققت أرباحا ضخمة وشهرة عالية، لكنها مع الأسف لم تنعكس لصالح المنطقة والمستفيد الأوحد هم المستثمرون الذين لم يسهموا في أي مشروع تنموي، ناهيك عن أن هذه الشركات والمشاريع الزراعية تستنزف من مياه بسيطا يومياًَ عشرة ملايين م3 وهو ضعف حاجة المملكة بالكامل من مياه الشرب يومياً و التي تقدر بخمسة ملايين م3 وهذه معلومة موثقه لدى وزير المياه.

لكن مشاريع بسيطا تعد سلة غذاء المملكة وتغطي جزءا كبيرا من حاجة السوق السعودية الخضراء؟

يا أخي العزيز إن كل ما يهمنا هو الماء، وأنا أسألك في منزلك الصغير أيهما أهم: خزان الماء أم سلة الفواكه؟
يجب أن تكون نظرتنا أبعد وأشمل فإذا استمر الوضع كما هو عليه سينضب هذا الخزان العذب الكبير.

هل تعتقد أن هذا الخزان سينضب قريباً ؟

الشركات الزراعية شربت ماءنا "شرب الهيم" استنزفت المياه التي تمثل ثروات الأجيال القادمة، وربما يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن الماء فلا نجده. ثم أنه يجب أن نعترف بالتجارب السابقة في نضوب المياه الجوفية في القصيم وحائل ووادي الدواسر والخرج بسبب المشاريع، حتى أصبحت الزراعة هناك غير ذات جدوى، وبقيت بسيطا هي خزان الماء الأخير في الخريطة، أيضاً المتأمل في التشققات والانهيارات الأرضية الفجائية في كثير من المواقع في المنطقة يضع علامات الاستفهام الحمراء، وكل ذلك بسبب سحب المياه الجوفية بصورة بشعة وكبيرة جداً مع اتساع مشاريع الشركات، نحن لا نريد أن نتباها اليوم بتصدير الخضار والفواكه للخارج وغداً تموت هذه الأشجار وتظمأ بعدها الأجيال.

لنعد إلى التنمية في الجوف قليلاً ونتحدث عن جوانبها كل على حدة ماذا عن مشروعات التعليم العالي ؟
خرجت جامعة الجوف حيز النور، وهي جامعة طموحة بتخصصات علمية نتطلع إلى دورها في المنطقة لكنها تشتكي من مجال الإنشاء فلا تزال مشروعاتها تحبو ولم تتجاوز مراحل الأساسات في ظل شح الاعتمادات وعثرات المقاولين .

وماذا عن القطاع الصحي؟
اعتمدت وزارة الصحة عدة مشاريع جيدة لعدة مستشفيات في المنطقة في حال اكتمالها وتشغيلها ستحقق احتياجات المواطن الذي لايزال يسافر بحثاً عن التشخيص الجيد والعلاج في الخارج ويدفع فاتورة العلاج بانتظار اكتمال مشاريع وزارة الصحة بالجوف.

وقطاع الطرق ماذا عنه؟
في حال اكتمال مشاريعه الجاري تنفيذها ستحدث نقلة نوعية كبيرة وربما تاريخية في مجال الطرق بالمنطقة والمملكة على وجه العموم.

كيف ترى الخدمات البلدية والمياه في المنطقة؟
مع أهمية هاتين الوزارتين في مباشرة حياة المواطن بشكل يومي من المهد إلى اللحد إلا أن مشروعاتها صغيرة الحجم مقسمة وذات مدد طويلة بهذا الأسلوب لن تحقق احتياجات المنطقة حتى بعد 20 سنة قادمة والحل الأمثل هو طرحها على مرحلة واحدة تناسب حجم الحاجة .
ما رأيك في أوضاع الشباب في منطقة الجوف خصوصا في ظل ورقتك التي تؤكد فيها (أن البطالة في الجوف الأعلى على مستوى السعودية)؟

نعم وفق دراسة معتمدة الجوف هي أعلى مناطق المملكة في البطالة ومعظم الشباب عاطل عن العمل بالجوف، وكانوا ضحايا وزارة التعليم العالي قبل إنشاء جامعة الجوف، فلم يكن لديهم حظ في دخول الجامعات في الرياض وجدة وخصوصا مخرجات الثانوية من عام 1417هـ وحتى عام 1425هـ الأمر الذي أدى بهم إلى الضياع والانخراط في مستنقع رفقاء السوء، وهنا أوجه رسالة تحذير من مخاطرهم على الأمن الاجتماعي بمفهومه الشامل، وأرجو من المسؤولين العمل على احتوائهم في وحدات عسكرية كقطاعات الدفاع أو الحرس الوطني حيث إن كلفة رقابتهم ومتابعتهم الأمنية ستكلف خزينة الدولة مبالغ تفوق تكاليف تدريبهم وتوظيفهم، وسوق العمل لن يستوعبهم وقد يبقون كقنابل موقوتة ضد وطنهم، وهذه الحال قد تنطبق على كثير من شباب الوطن.

والقطاع الشبابي الرياضي بالمنطقة كيف تراه؟

لن أتحدث عن الأندية والمنجزات بحكم عدم متابعتي الدقيقة لها ولألعابها وأنشطتها، لكنني أؤكد أن منطقة الجوف هي المنطقة الوحيدة في المملكة التي لا يوجد فيها مدينة رياضية كبقية المناطق رغم وجود خمسة أندية والإعلان الذي صدر من الرئاسة قبل أسابيع عن إنشاء مدينة رياضية في محافظة الخرج التي لايوجد فيها سوى ناديين وهي المحافظة التي يوجد فيها منشآت رياضية، تعتبر قريبة من الرياض جعل الرياضيين في الجوف يتباكون على حظهم العاثر في كل المجالات، ويتأكدون أنهم يلعبون كرتهم خارج مضمار ملعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب على الرغم من أن ثمة ألعاب جماعية في المنطقة تلعب في الدوري الممتاز والدرجة الأولى.

الأكثر قراءة