الخطوط القطرية تستثمر الأزمة العالمية في رفع كفاءتها وتوسيع عملياتها

الخطوط القطرية تستثمر الأزمة العالمية في رفع كفاءتها وتوسيع عملياتها

قال أحمد الإدريسي المدير الإقليمي للخطوط القطرية في السعودية أن الأزمة المالية العالمية كانت فرصة ممتازة لـ"القطرية" من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الأوروبية والآسيوية في مجال الطيران، مبيناً أن هذه الفترة شهدت توسعاً غير مسبوق للخطوط القطرية وفتح خطوط جديدة إلى عدة جهات ملاحية.
وقال الإدريسي في حوار مع "الاقتصادية" إن عمليات التوسعة التي جرت أخيراً في مطار الملك عبد العزيز في جدة فتح المجال أمام شركات الطيران لزيادة رحلاتها إلى السعودية، وهو ما قامت به "القطرية" أخيرا من تسيير رحلات يومية من المملكة وإليها، وأكد المدير الإقليمي أن نسبة السعودة في "القطرية" وصل إلى 45 في المائة وهو أعلى من الحد المطلوب من الجهات المختصة، داعياً الشباب السعودي إلى خوض غمار هذا المجال الممتع على حد وصفه.
وأوضح أحمد الادريسي أن الخطوط الجوية القطرية حافظت على تصنيفها كأفضل شركة طيران على مستوى الشرق الأوسط للمرة الثالثة على التوالي، كما استمرت الشركة في تعزيز موقعها عالمياً حيث صنفت كواحدة من أفضل ست شركات طيران على مستوى العالم في 2008.
"الاقتصادية" تستطلع أبعاد الأزمة العالمية على صناعة النقل الجوي، فإلى الحوار...

ما مدى تأثير الأزمة المالية في شركات الطيران في المنطقة، وإلى أي مدى بلغ هذا التأثير ؟
تأثير الأزمة العالمية في شركات الطيران يتوقف على الشركة ووضعها، وينبغي على الشركات أن تكون أكثر ديناميكية وجاهزة لأي تغيرات قد تحصل في السوق، وأعطيك مثالاً قبل ثماني سنوات كان الوضع كارثياً بالنسبة لشركات الطيران في العالم، أقفلت بعض الشركات، وتوقف البعض الآخر فيما سرحت بعض الشركات أكثر من نصف موظفيها، لكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة للخطوط القطرية حيث استطعنا استقطاب أفضل الكفاءات سواء من أوروبا أو شرق آسيا، واستطعنا في تلك الفترة فتح خطوط جديدة أي أنها كانت مرحلة توسع لـ "القطرية"، والسبب يعود إلى الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به "القطرية" إضافة إلى وجود إدارة شابة منفتحة جاهزة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث في أي وقت، والخطوط القطرية عملت على تقديم خدمات أفضل لرجال الأعمال في المملكة خصوصاً شركات العمالة الصغيرة والمتوسطة من خلال فتح حسابات تساعدهم على تقديم خدمات مميزة لموظفيهم بأسعار مناسبة، وهذه نعتبرها إحدى ثمار الأزمة المالية التي جعلتنا نتكيف مع السوق ونقدم خدمات مميزة سواء في التكاليف أو مستوى الخدمة نفسها.

لكن هناك شركات طيران تأثرت بالأزمة المالية العالمية بشكل واضح ؟
بدون شك هناك شركات طيران كثيرة تأثرت، وهناك أسباب كثيرة لذلك، كما أسلفت تركيبة الشركة وحجمها في السوق يحددان مدى التأثير فيها ومدى تحكمها بعملياتها، ومن المؤكد أن هناك شركات طيران أغلقت، أو توقفت عن العمل مؤقتاً بسبب الأزمة الحالية، لكن ما أستطيع تأكيده أن الخطوط القطرية ستفتح خطوطا جديدة في خضم هذه الأزمة، ففي هذا الشهر تم تدشين خط (هيوستن) الجديد كأطول خط ملاحي لشركات الطيران في العالم، كما أننا نعمل على فتح أربعة خطوط جديدة أخرى على أقل تقدير خلال العام الجاري، وهو دليل واضح على أن وضع القطرية جيد ومسيرة النمو فيها ممتازة وتسير وفقاً للخطط الموضوعة.

هل تتأثر أسعار تذاكر الطيران بأسعار البترول التي تتقلب بين ارتفاع وانخفاض؟
عندما ارتفعت أسعار البترول قامت جميع شركات الطيران وفرضت ما يسمى بـ (ضريبة الوقود) وهذه الضريبة لا علاقة لها بسعر التذكرة، حيث كانت إضافية لسبب معين، اليوم وبعد انخفاض سعر البترول قامت معظم شركات الطيران إما بإلغاء هذه الضريبة وإما تخفيضها بدرجات متفاوتة من شركة إلى أخرى، ومعلوم أن انخفاض أسعار البترول مهم جداً لكافة شركات الطيران.

كم بلغ حجم الانخفاض في أسعار التذاكر في الفترة الأخيرة، وهل هناك حرب أسعار بين شركات الطيران؟
أسعار التذاكر تتوقف على شركات الطيران، فبعضها أجرى تخفيضات كبيرة على التذاكر، وفي رأيي أن هذا الأجراء كان للإغراء أكثر منه تخفيضا حقيقيا ومستمرا، أي أنك عندما ترى المقاعد ستجدها محدودة جداً، وأفضل سعر مخفض للتذكرة يستطيع العميل الحصول عليه هو عندما يحجز قبل فترة كافية من السفر، ومن الملاحظ أن غالبية السعوديين يحجزون في آخر لحظة، وهو ما يحرمهم من الأسعار المخفضة بل يجدون أسعارا مرتفعة جدا، وفيما لو تم الحجز قبل شهرين أو ثلاثة لكانت الأسعار بأسعار معقولة، ولا توجد حالياً حرب أسعار بين شركات الطيران، فنحن في "القطرية" نسعى إلى أن تكون أسعارنا مناسبة للجميع ونقدم خدمات تميزنا عن غيرنا.

هل تتوقعون أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الانخفاض في أسعار التذاكر؟
لا يمكنني التوقع بذلك لأن المسألة عبارة عن عرض وطلب وبناء عليها تتحدد الأسعار، وشركات الطيران لديها سياسات مختلفة وفقاً لمصالحها واستراتيجياتها وإمكاناتها.

كم عدد الرحلات الأسبوعية لـ "القطرية" من السعودية ؟
في الحقيقة كانت رحلاتنا التي نسيرها من السعودية خمس رحلات في الأسبوع، إلا أننا جعلناها يومياً منذ يوم 22 شباط (فبراير) الماضي، وهذا يدل على زيادة الطلب المتنامي على الخطوط القطرية ومؤشر مهم على توسعها مستقبلاً، ونسير حالياً رحلات يومية من جدة والرياض وأكثر من رحلة لـ "القطرية" من الدمام.

إلى ماذا ترجع زيادة الطلب على الخطوط القطرية في المملكة ؟
في الواقع كانت الزيادة موجودة من قبل لكن من الصعوبة تشغيل رحلات إضافية إلى مطار جدة الذي كان حتى فترة قريبة مضغوطا بشكل كبير، وبعد التوسعة الجديدة في الصالة الشمالية انعكس ذلك على شركات الطيران بشكل كبير، وخلال السنوات الست الماضية حدثت تغيرات كبيرة على المطار الذي يوجد عليه طلب ضخم، وعمليات التوسعة التي حدثت أخيراً مكنتنا من تشغيل رحلات إضافية.

كيف تقيمون مدى التنسيق والتعاون بينكم وبين الخطوط السعودية ؟
نحن نعتبر الخطوط السعودية الأخت الكبيرة لكل شركات الطيران في المنطقة، والأب الروحي لكل الشركات فهي الأعرق والأقدم بينها، وتعاوننا مع الخطوط السعودية كبير جدا، ولدينا اتصالات مستمرة واتفاقيات تعاون في عدة مجالات، وفي "القطرية" نعتبر تعاوننا مع الخطوط السعودية متميزا ومثالا نموذجيا لبقية شركات الطيران.

ينتظر أن يفتتح مطار الدوحة الجديد في 2011م، ما الميزة التي سيضيفها لـ "القطرية" على وجه التحديد ؟
مطار الدوحة سيكون تحفة معمارية في منطقة الخليج، من حيث استيعابه الركاب، وسيكون أنموذجا يحتذى به من الآخرين، فدولة قطر على مدى الـ 12 سنة الماضية استطاعت أن تتعلم دروسا من جيرانها ومن الشركات الأعرق منها، ولهذا الخطوط القطرية فعلت خلال عشر سنوات ما فعلته شركات في 50 سنة ولم تستطع إنجازه، وعملية تصميم مطار الدوحة الجديد جاء بناء على نظرية إكمال ما توقف عنده الآخرون، حيث تمت دراسة جميع المطارات في المنطقة ومعرفة العيوب الموجودة فيها، ووضع التصميم على أساس تسهيل حركة المسافرين من قطر وإليها، أو الذين يمرون ترانزيت بحيث لا يشعرون بأي صعوبة في تنقلاتهم، ولا بد أن نشير إلى أن المطار هو العامل الأساسي في توسع أي شركة طيران خصوصاً الناقل الوطني، وبالتالي التوسع في المطار سيضيف لـ "القطرية" الشيء الكثير.

السلامة والأمان يشكلان أهمية بالغة لشركات الطيران، كيف تتعامل القطرية مع هذين العاملين ؟
من الأشياء التي نتشرف بها في القطرية أن عمليات التفتيش التي تقوم بها (الإياتا) للتأكد من عمليات الأمن والسلامة نحن أول شركة طيران على مستوى العالم نحصل على شهادة 100 في المائة في مجال الأمن والسلامة، خلاف خمس نجوم التي تتميز بها القطرية على مستوى الشرق الأوسط.

هل ستؤثر الأزمة العالمية في صفقات القطرية التي قامت بها لشراء طائرات، من خلال تأخر بعض المصنعين في تسليم الطائرات في موعدها المحدد ؟
في الحقيقة، اقترب عدد الطائرات في أسطول القطرية من 70 طائرة بعد أن تسلمت الشركة طائرة جديدة من نوع بوينج 777 - 300 الأبعد مدى الشهر الجاري، وبانضمام الطائرة الجديدة يصل مجمل عدد الطائرات في أسطول "القطرية" إلى 68 طائرة إيرباص وبوينج، وشهدت "القطرية" على مدار السنتين الماضيتين زيادة في شبكة خطوطها وعدد طائراتها بلغت نحو 25 في المائة في حين كان متوسط نمو عدد المسافرين على متن القطرية يدور في محيط 35 في المائة سنوياً خلال العقد الماضي.
ونحن نثمّن لشركة بوينج استئنافها جدول عمليات تسليم الطائرات بعد التأخير الذي حدث العام الماضي وتسبب في تعليق مخطط إطلاق خط هيوستن التي تعد الوجهة الثالثة لـ "القطرية" في الولايات المتحدة، لقد تعهدت بوينج بتسليم طائراتنا بمعدل طائرة واحدة في الشهر إلى نهاية العام المقبل على الأقل.
وفي شباط (فبراير) الماضي، تسلمت الخطوط القطرية أول طائرة بوينج من نوع 777-200 طويلة المدى، كما أن لدينا طلب شراء ست طائرات من هذا النوع، وبإمكان هذا النوع من الطائرات الطيران على الخطوط الطويلة المدى لمدة 17 ساعة من دون توقف إلى أي وجهة في العالم انطلاقاً من الدوحة.

كيف ترون المنافسة بين شركات الطيران في المنطقة ؟
مجال الطيران يتميز بمنافسة بين كل الشركات، لكننا في "القطرية" نحاول حصر المنافسة مع أنفسنا وأن نكون مثالا لأي شركة في المنطقة، ويشعر الراكب الذي يختار "القطرية" بتميز عن أي شركة أخرى، وهذا هو سر تميزنا عن الآخرين، الشركة بنيت على نظام ديناميكي يتقبل الأفكار الجديدة، ونحن على اتصال مع عملائنا ونسألهم عن أفكارهم ومقترحاتهم وبناء عليها نخلق ونبتكر أشياء جديدة لراحتهم.

ما المعوقات التي تعانيها شركات الطيران في المنطقة ؟
في الحقيقة تحسن الوضع كثيراً عن السابق بالنسبة لشركات الطيران في المنطقة، من حيث توسع المطارات وتطور هيئات الطيران المدني في الخليج، وخصوصاً السعودية حيث نجد أن هناك عقليات منفتحة ومتعاونة في هيئة الطيران المدني السعودي، وأهم ما يركز عليه الطيران المدني هو تقديم أفضل خدمة للراكب في المطارات ويراقب عمل شركات الطيران في هذا المجال.
وقد حافظت الخطوط الجوية القطرية على تصنيفها كأفضل شركة طيران على مستوى الشرق الأوسط للمرة الثالثة على التوالي، كما استمرت الشركة في تعزيز موقعها عالمياً حيث صنفت كواحدة من أفضل ست شركات طيران على مستوى العالم لعام 2008.

كيف تمكنت الخطوط القطرية من المحافظة على هذه المرتبة ؟
الصعود إلى القمة أمر صعب، لكن المحافظة على هذا المستوى أصعب، وأعود وأقول إن البنية الأساسية في تعاملنا مع عملائنا سواء كانوا شركات أو أفرادا أو جهات حكومية، من أول يوم بدأت فيه الشركة يجعلنا قريبين منهم، وملاحظات العملاء تصل في "القطرية" إلى أعلى المستويات، ويتم التعامل معها بجدية مهما كانت هذه الشكاوى بسيطة وغير مهمة في نظر البعض، وهذا ما جعلنا نحافظ على هذا المستوى للسنوات الثلاث الماضية رغم كل التغيرات التي حصلت في السوق، وسنحافظ عليها لفترة أطول إن شاء الله.

كيف ترى خوض الشباب السعودي مجال الطيران ودخولهم فيه ؟
مجال الطيران واسع جداً، وللأسف نجد أن كثيرا من الشباب السعودي يتردد أو يتخوف من الدخول في هذا المجال، المجال شيق وجميل ويمكن أن يستوعب أي تخصص سواء ميكانيكي، محاسب، مبيعات وغيره فكل الإمكانات ممكن أن توظف في هذا المجال، وتصل نسبة السعودة لدينا في "القطرية" أكثر من 45 في المائة، وهو مستوى أعلى من المطلوب من شركات الطيران، فقد يتغير الوضع ويغادر الأجانب لسبب اقتصادي معين، إذاً لماذا ننتظر حدوث ذلك ونحن دون بنية أو كوادر بشرية جاهزة من الشباب السعودي، الإمكانات موجودة والمجال مفتوح للجميع، وهي فرصة للشباب لاقتحام هذا المجال والنجاح بسهولة في حال توافرت الإرادة والعزيمة.

الأكثر قراءة