ركزنا هذا العام على المراقبة الصحية في المنافذ لتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل نقل الحجاج

ركزنا هذا العام على المراقبة الصحية في المنافذ لتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل نقل الحجاج

تعتبر وزارة الصحة إحدى أبرز الوزارات التي يعول عليها دور كبير في مواسم الحج من خلال تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية لكافة حجاج بيت الله الحرام، كما أنه يقع على عاتقها حماية البلاد من وفادة الأمراض الوبائية والمعدية والتي تنتشر في مختلف دول العالم التي يفد منها الحجاج في أكبر تجمع إنساني على وجه الأرض.
"الاقتصادية" أجرت هذا الحوار مع الدكتور عبيد بن سليمان العبيد وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، وسلطت الضوء على أبرز ملامح خطة "الصحة" لموسم الحج الحالي من خلال الاستعدادات والمرافق الصحية التي هيأتها لخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك أبرز ملامح استعدادات المراقبة الصحية لمنافذ دخول الحجاج إلى المملكة، والخطة الوقائية لمنع وفادة الأمراض... فإلى نص الحوار:

ماذا عن الاستعدادات التي تمت هذا العام 1428هـ، حول الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن؟
يحرص ولاة الأمر ـ يحفظهم الله ـ على تسخير الإمكانيات البشرية والمادية كافة في سبيل تحقيق راحة وسلامة وأمن الحجيج من خلال تكاتف وتعاون جميع الإدارات والأجهزة الحكومية ومنها وزارة الصحة.
وفيما يتعلق بخطة عمل الوزارة فإننا نضطلع بتقديم أفضل الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإسعافية على أعلى المستويات لحجاج بيت الله الحرام ولزوار مدينة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، حيث تهدف الوزارة من خلال خطتها تطبيق شعار (صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان) ويعطي القائمون عليها اهتمامهم وأولويتهم لجميع الأعمال المتعلقة بتقديم خدمات صحية رائدة ومميزة خلال موسم الحج من خلال استراتيجية واضحة يتم تنفيذها على مراحل طبقاً للخطة المعمول بها على مدار العام بمراحلها المختلفة قبل بداية موسم الحج وحتى نهاية الموسم بإذن الله بما يضمن سلامة الحجاج وصحتهم وخلو موسم الحج لهذا العام من جميع الأمراض المعدية بإذن الله.

ما أهم الملامح الرئيسية لخطة وزارة الصحة لحج هذا العام؟
تتبلور الملامح الرئيسية لاستعدادات وزارة الصحة على العديد من الخطط والبرامج من خلال اللجان المختلفة والتي تم تشكيلها وتحديد الصلاحيات والمهام التي تقوم بها هذه اللجان والقائمين عليها، والفترة الزمنية اللازمة بداية من فترة الإعداد والتحضير مروراً بمرحلة التنفيذ والوصول إلى مرحلة التشغيل والإشراف الميداني من خلال الاجتماعات الدورية والمستمرة للمسؤولين باللجان المختلفة بالوزارة ومنطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة للتغلب على المعوقات التي قد تواجه سير العمل في المراحل المختلفة، حيث بدأت مرحلة الإعداد والتحضير من الثامن عشر من ذي الحجة بينما بدأت مرحلة التنفيذ والمتابعة في شهر جمادى الثاني وتم خلالها إقرار خطة الحج الصحية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة والإعداد لتنفيذ البرامج المعتمدة لموسم الحج، أما مرحلة الإشراف الميداني فبدأ العمل فيها في اليوم الأول من شهر ذي القعدة وتم خلالها تحديد المسؤولين في اللجان للإشراف الميداني والبدء في تطبيق الجوانب العملية والتشغيل التجريبي لكافة المرافق وإمكاناتها للتأكد من جاهزيتها للعمل خلال موسم الحج.
متى بدأت الوزارة خطتها لموسم الحج بشكل عام؟ ومتى يبدأ تشغيل المرافق الصحية في المشاعر؟
تبدأ الوزارة خطتها لموسم الحج بدءاً من انتهاء موسم الحج السابق من خلال عقد الاجتماعات للوقوف على الإيجابيات وتلافي السلبيات التي حدثت في موسم الحج وصياغة خطة الحج الجديدة سعياً من الوزارة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن في جميع مناطق الحج والطرق المؤدية إليها، حيث تقد الوزارة خدماتها الصحية من خلال العديد من المرافق الصحية الدائمة أو الموسمية حيث يعمل كل مرفق طبقاً لخطة العمل المحددة وتعتبر الفترة ما قبل 5/12 مرحلة تجهيز وتشغيل تجريبي لجميع الخدمات المقدمة من خلال المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة التي يبدأ تشغيلها بمنى مساء يوم 7/12 وبعرفات سيتم تشغيلها مساء يوم 8/12 وقد تم توجيه جميع مديري المستشفيات بمباشرة عملهم منذ أول شهر ذو القعدة للوقوف على سير أعمال المشاريع التطويرية التي يتم تنفيذها بالمواقع الصحية التابعة للوزارة والتأكد من سلامة الأجهزة الطبية وصيانتها وإعداد التقارير لتوفير كل ما تحتاجه من أدوية وأجهزة.
كم بلغ عدد المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية والتي ستقدم خدمتها لحجاج بيت الله الحرام؟
فيما يتعلق بعدد المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية التابعة للوزارة فيوجد 21 مستشفى موزع على كل من مكة المكرمة ستة مستشفيات، والمدينة المنورة ثمانية مستشفيات، ومشعر منى أربعة مستشفيات، وثلاثة مستشفيات في مشعر عرفات تبلغ سعتها الإجمالية 4032 سريرا قابلة للزيادة بمقدار 722 سريرا، كما يوجد في مكة المكرمة 40 مركزا للرعاية الصحية الأولية منها أربعة مراكز داخل الحرم المكي الشريف وتسعة مراكز موسمية إلى جانب 82 مركزا صحيا في المشاعر المقدسة و22 مركزا صحيا في منطقة المدينة المنورة منها أربعة مراكز صحية في المنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف.

تعتبر المحاجر الصحية في منافذ المملكة خط المواجهة الأول للكشف على الحجاج والتأكد من خلوهم من الأمراض ما استعدادات الوزارة في هذا الجانب؟
أتفق معكم في اعتبار منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية هي بوابات المراقبة الصحية لجميع الحجاج القادمين إلى المملكة ومن هذا المنطلق تهدف الوزارة في خطتها لموسم الحج إلى التركيز على الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإسعافية المقدمة من خلال مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية من وإلى المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والتي تحقق الرقابة الفنية وتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل النقل المختلفة والحجاج القادمين والمواد الغذائية المستوردة لحماية المملكة بإذن الله من تسرب الحالات المرضية المعدية والمحجرية وانتشارها.

ما أبرز ملامح برنامج وزارة الصحة الوقائي؟
تتمثل أبرز ملامح برنامج الوزارة الوقائي من خلال وضع خطة شاملة لمنع حدوث أوبئة ومكافحة الأمراض المعدية خلال موسم الحج والخروج بحج خال من الأمراض الوبائية، بإذن الله، ويتم تنفيذ خطة هذا البرنامج على مراحل وتبدأ أولى هذه المراحل بالمراقبة الوبائية المستمرة للأمراض على جميع الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية ومعرفة احتمالات الأمراض التي يمكن أن تحدث منها الأوبئة كذلك تحديث الاشتراطات الصحية وموجهات العمل وتعميمها على جميع الجهات ذات العلاقة للقيام بتنفيذها، متابعة الموقف العالمي داخل المملكة للأمراض قبل وأثناء وبعد موسم الحج، توزيع العلاج الوقائي في المنافذ للقادمين من الدول ذات الوبائية العالمية لبعض الأمراض وجميع حجاج الداخل والمشاركين في برنامج الحج عند انتهاء الموسم قبل عودتهم لديارهم، رصد ومتابعة الموقف الوبائي للأمراض المعدية بين الحجاج ومعرفة أسباب أي متغيرات تطرأ وإجراء التقويم اللازم للخطة الوقائية حسب المستجدات.

يشعر كثير من الناس بالخوف الشديد من انتشار بعض الأمراض المعدية في موسم الحج.. ولا سيما الأمراض الجديدة, ما كلمتكم في هذا الجانب؟
أود هنا أن أطمئن الحجاج بأن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات الوقائية لدرء مخاطر انتشار أي وباء بين الحجاج – لا قدر الله – وتتمثل هذه الإجراءات في عدة أمور إشرافية وتنفيذية ومنها قيام الوزارة بمتابعة الأوبئة في جميع دول العالم ومنع قدوم الحجاج من أي دولة يثبت وجود وباء بها يشكل خطراً على الحجاج والتعميم على استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية وقامت المملكة بتوفير كميات كبيرة من هذا اللقاح لحجاج الداخل والمقيمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والعاملين بالحج، كما ذكرت سابقاً كما يتم إعطاء كل حجاج دول معينة جرعة واحدة من عقار "السيبروفلوكساسين" للتخلص من جرثومة الحمى المخية الشوكية التي قد توجد في الحلق عند الدخول للمملكة وقد تم وضع خطة متكاملة للوقاية منها والتعامل مع الأوبئة، لا سمح الله، كما تم تجهيز مختبرات في العاصمة المقدسة بأحدث الوسائل للكشف عن الجراثيم التي يمكن أن تسبب أوبئة، إضافة إلى ذلك فقد تم تشكيل لجنة علمية بالحج من الاستشاريين في الأمراض المعدية ومن مهام هذه اللجنـة المرور علـى جميع المرضى المنومين للتأكـد من عـدم وجود بوادر لأي أوبئة ـ لا سمح الله - وتعتبر جميع هذه الإجراءات كفيلة ـ بإذن الله - لحماية المواطنين والحجاج من هذه الأمراض وقانا الله وإياكم منها.

الأكثر قراءة