200 مدمن مخدرات يبدؤون صفحة جديدة في المشاعر المقدسة
طوى 200 سعودي من المدمنين على المخدرات لفترات طويلة، صفحات مظلمة في حياتهم، خلال حج هذا العام بعد أن اختارتهم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من أصل 350 طلبا تلقتها من متعافين والمتوقفين عن التعاطي أرادوا الحج لفتح صفحة جديدة في حياتهم.
وأوضح عبد الإله الشريف مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمشرف العام على الحملة لـ"الاقتصادية"، أن تحجيج اللجنة التي يرأسها الأمير نايف بن عبد العزيز لنحو 200 مدمن سابق وكذا متورطين في عمليات تهريب وترويج للمخدرات، يأتي ضمن برنامج الدعم الذاتي الذي تقدمه اللجنة ويعنى برعاية ومتابعة مدمن المخدرات المتوقف عن التعاطي.
وأوضح الشريف، أن الهدف من هذا البرنامج, هو استمرار حياة هؤلاء الأشخاص بشكل طبيعي, وضمان عدم عودتهم مرة أخرى إلى التعاطي, لذلك ابتكرت اللجنة العديد من البرامج التي من شأنها أن تسهم في تحقيق هذا الهدف.
وأضاف الشريف الذي يعمل أيضا مديراً للإدارة العامة للبرامج الوقائية والتأهيلية، أن اللجنة عملت حتى الآن على تحجيج 1250 متوقفا عن تعاطي المخدرات خلال السنوات الثمان السابقة, ومن جميع مناطق المملكة وهذا العام على وجه التحديد تلقينا 350 طلباً للحج لمدمنين سابقين لكننا اخترنا 200 منهم فقط.
وتابع الشريف" لدينا بعض الشروط قبل قبول أي طلب يتعلق بالحج, لا بد أن يكون المتعاطي السابق يحوز على قناعة كافية بالابتعاد عن المخدرات, ولديه الرغبة الجادة في ذلك, وأن يكون أيضاً معززاً بالثقة القادرة على دمجه ضمن برامج وأفكار اللجنة وبرنامجها للدعم الذاتي"، مبينا أن اللجنة تعتمد في برامجها خاصة خلال رحلات الحج والعمرة على تقوية الوازع الديني وغرس القيم التي تساعد على ذلك, فمنذ الحملة الأولى وحتى الآن, لم تسجل أية حالة عودة إلى الإدمان مجددا من قبل المتوقفين".
من جهته قال سامي المطرفي أحد المتوقفين عن تعاطي المخدرات إن هذا البرنامج بوسعه أن يحقق نتائج متقدمة وجيدة لهؤلاء المتعافين خاصة في ظل الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، موضحا أن التجارب السابقة التي مر بها في الـ 24 عاماً الماضية، هي فترة إدمانه على المخدرات، جعلته يعرف كيف يفكر هؤلاء المتورطون فيها، مشيراً إلى أن أصعب المراحل التي يمر بها المدمن تكمن في بداية إدمانه ونهاية ذلك الإدمان أيضاً .
وتابع المطرفي "لقد مررت بتجربة قاسية, خسرت فيها الكثير, لكنني أشعر الآن أنني قادر على التعويض, بدأ ذلك من خلال عملي الحالي الذي يعني مساعدتي للناس, نهاية حتى ببعض الأمور المتعلقة بحياتي الخاصة , لم اعد ذلك الشخص السيئ السمعة, لقد أصبحت إنسانا يلقى كثيراً من الاحترام في محيطه ".
يذكر أن برنامج الدعم الذاتي الذي تقدمه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يعتمد على 12 خطوة تراوح مدة تطبيقها بين ثلاثة أشهر وسنتين، وذلك من خلال 13 مركزا تابعة للجنة وموجودة داخل بيوت الشباب وكذلك في بعض الأندية الرياضية, ويعمل في هذا البرنامج عدد من المرشدين والمعالجين من الذين كانوا يتعاطون المخدرات وتوقفوا قبل فترة طويلة.