300 ألف حاج يختمون أفضل مواسم الحج بعد إقناعهم بعدم التعجل
رمى أمس نحو 300 ألف حاج الجمرات في آخر أيام التشريق، دون وجود أي عائق يذكر، حيث قصدت قوافل الحجيج المتبقية المسجد الحرام لأداء طواف الوداع كآخر عهد لهم بالبيت العتيق قبل أن يشرعوا في رحلة العودة إلى أوطانهم بعد أن من الله عليهم بأداء الركن الخامس في الإسلام.
وقال لـ "الاقتصادية" حاتم قاضي وكيل وزارة الحج، إن وزارته استطاعت إقناع نحو 300 ألف حاج بعدم التعجل والبقاء لليوم الثالث من أيام التشريق، بعد عقد اجتماعات عدة مع بعثات الحج الرسمية ومؤسسات الطوافة. وأشار إلى أن الجميع رموا الجمرات في يسر وسهولة، لافتا إلى أن وزارة الحج شددت على عدم مغادرة الحجاج مساكنهم إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة إلا بعد أن تتأكد من حجوزاتهم، وكذلك منع سفرهم إلى المدينة قبل التأكد أيضا من حجوزات مساكنهم.
وكانت أعداد كبيرة من الحجيج قد استغلت الرخصة الشرعية بالتعجيل بالحج أمس الأول والاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط من أيام التشريق. وتميز رمي الجمار أمس بسهولته نظرا إلى قلة عدد الحجاج، بعد أن غادروا متعجلين من منى. وساعدت التوسعة الجديدة لجسر الجمرات وتطبيق نظام تفويج الحجاج لدخول الجسر والتحكم في أعداد الحجاج الداخلين بفصل مسار الداخلين عن مسار الخارجين من موقع الجمرات في نجاح عمليات التفويج في حج هذا العام.
واتسمت أجواء عملية رمي الجمرات طوال أيام التشريق بالهدوء والسكينة مع انسياب حركة الحجاج بفضل الانتشار الكثيف لرجال الأمن والمرور وكاميرات المراقبة التي وضعت على أماكن مختلفة فوق جسر الجمرات لنقل صورة حية لحركة الحجاج فوق الجسر وإظهار مواقع الازدحام الشديد، إلى جانب مكبرات الصوت التي استخدمت فيها عدة لغات لإرشاد وتوجيه الحجاج.
وفي مكة المكرمة، اكتظ المسجد الحرام بالحجاج الطائفين بالكعبة المشرفة كآخر عهدهم بها، فيما ستتوجه أعداد كبيرة منهم إلى المدينة المنورة ممن لم يتمكنوا من زيارتها قبل الحج لزيارة المسجد النبوي الشريف.
وأكدت التقارير الصادرة من الجهات الرسمية، أن موسم حج هذا العام يعد أفضل المواسم، إذ خلا من الحوادث الكبيرة، وتمتع الحجاج بخدمات صحية عالية جعلت الموسم خالياً من الأمراض.