طالبت بإيجاد محاكم خاصة للحد من التعدي على الملكية الفكرية.. لينا العودي ل المرأة العاملة:

أكدت لينا العمودي مسؤولة تسويق حفظ حقوق الملكية الفكرية والعلامة التجارية في مجموعة طلال أبو غزالة للخدمات المهنية الدولية, أن العلامات التجارية هي من أهم مفاتيح نقل الاستثمار النسائي السعودي نحو العالمية، مشيرة إلى أن للعلامات التجارية في عالم اليوم أهمية بالغة في نشر الأعمال التجارية وتطويرها وحفظها من التراجع.
وقال العامودي في حوار مع "المرأة العاملة" إن العلامة التجارية تستقطب العملاء حول دائرة الاستثمار المرجوة وتعكس صورة هذا الاستثمار وجودته وتوحد تحت تسميتها مختلف أوجه هذا الاستثمار فتخلق له وحدة متكاملة تندرج ضمنها مختلف النشاطات، مشيرة إلى أن عدد طلبات تسجيل العلامات التجارية في المملكة بلغ وفق آخر إحصائية 125 ألف طلب سجل منها 100 ألف علامة تجارية.. وإليكم بقية الحوار:

من خلال خبرتك في مجال التسويق للملكية الفكرية، متى نشطت مسألة سعي المؤسسات والشركات في السعودية إلى حماية الملكية الفكرية وما مدى وعيها بأهمية ذلك؟

تشكل الملكية الفكرية أحد العناصر غير المادية للمؤسسات والشركات منها على سبيل المثال العلامات التجارية ذات القيمة الاقتصادية التي تفوق أحيانا العناصر المادية لتلك المؤسسات والشركات, وبدأ اهتمام المؤسسات والشركات في السعودية منذ فترة طويلة تزيد على 50 عامًا. ونشط هذا الاهتمام أكثر في السنوات العشر الأخيرة نظراً لبدء نشاط شركات سعودية عالمية جديدة بدأت تفرض نفسها ضمن النظام الاقتصادي العالمي وأيضاً بعد انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية.

هل تملك سيدات الأعمال السعوديات الوعي الكافي بأهمية العلامة التجارية الخاصة بمؤسساتهن أو حماية أفكارهن من الاستغلال؟

تشكل مسألة الوعي المتعلقة بحماية الملكية الفكرية بشكل عام والعلامات التجارية بشكل خاص أمرا مشتركا بين السيدات والرجال في السعودية, فالمجتمع السعودي أسوة بسائر المجتمعات في الوطن العربي في حاجة إلى حملات توعية خاصة بالملكية الفكرية لكي يكون أفراد هذا المجتمع على بيّنة من حقوقهم فيبادروا إلى حمايتها من جهة ويحدون من قرصنتها من جهة أخرى.

هل فعلا استطاعت السعوديات اعتماد علامات تجارية خاصة بهن؟

الاهتمام بالعلامات التجارية لا يقتصر على الرجال, فقط بل أيضاً على السيدات السعوديات اللاتي يمارسن الأنشطة التجارية ويقمن بتسجيل العلامات التجارية الخاصة بشركاتهن ومؤسساتهن وبالمنتجات والخدمات التابعة لتلك الشركات والمؤسسات في السعودية والكثير من دول العالم. ورغم عدم وجود إحصائية لعدد تلك العلامات غير أنه يمكننا القول إنها في ازدياد مطرد في ظل التطور المستمر لعلاقة المرأة السعودية بالشأن التجاري والاقتصادي.

هل وجدت صعوبة في شرح أهمية حفظ الحقوق الملكية بين السيدات؟
بداية كانت الفكرة جديدة عليهن وكان من الصعب التفهم لها, ولكن بعد انتشار النشاطات والندوات والملتقيات التي كانت تتم في الغرف التجارية أسهم ذلك كثيرا في توعية السعوديات بأهمية حماية الملكية الفكرية.

ما أهمية العلامة التجارية في تطوير استثمارات سيدات الأعمال السعوديات؟
العلامة التجارية هي من أهم مفاتيح الاستثمار بالنسبة لسيدات أو رجال الأعمال سواء أكان في السعودية أم في العالم، فأهمية العلامة التجارية تكمن في أنها تستقطب العملاء حول دائرة الاستثمار المرجوة وتعكس صورة هذا الاستثمار وجودته وتوحد تحت تسميتها مختلف أوجه هذا الاستثمار فتخلق له وحدة متكاملة تندرج ضمنها مختلف النشاطات، إلى جانب أنها قد تكون بوابة الاستثمار النسائي السعودي نحو العالمية، عبر استغلال الإنترنت.

ما الخدمات التي تقدمها مجموعة طلال أبو غزالة منذ 35 سنة و ما عدد أو نسبة العلامات التجارية التي حصرت أو أسست في السعودية؟
تجاوز عدد طلب تسجيل العلامات التجارية في السعودية 125 ألف طلب والمسجلة أكثر من 100 ألف علامة تجارية بما فيها علامات تعود لشركات ومؤسسات محلية وعالمية.
نقوم في المجموعة وبالتعاون مع المجمع العربي للملكية الفكرية، وهو هيئة مهنية عربية متخصصة، تم تأسيسه في 1987 من قبل رواد ممارسي مهنة الملكية الفكرية في العالم العربي وعلى رأسهم الدكتور طلال أبو غزالة رئيس مجلس الإدارة، بالإسهام في تحديث قوانين الملكية الفكرية في كثير من الدول العربية ومنها نذكر البحرين، اليمن، لبنان، ُعمان، تونس, والإمارات.

عملية السطو على العلامات التجارية هل يمكن أن تتحول للقضاء؟ وما الإجراءات التي يمكن أن تصدر تجاهها؟
السطو على العلامات التجارية هو التعدي على الحقوق المكفولة بموجب نظام العلامات التجارية, والإجراءات المتبعة هي تقديم الشكوى لوقف التعدي لدى دائرة الغش التجاري التي تتولى رفع الدعوى لدى ديوان المظالم ضد أي مخالف لنظام العلامات التجارية المعمول به في المملكة.

هل من الضروري إيجاد نوعية من المحاكم خاصة بهذا النوع من النشاط؟
رغم أن ديوان المظالم هو الجهة القضائية التي تنظر قضايا تقليد العلامات التجارية سواء المدنية أو الجنائية إلا أنه من الضروري إيجاد دوائر خاصة لدى الديوان تكون متخصصة في مجالات الملكية الفكرية بكونها علما واسعا ليس له نهاية, ووجود هذه النوعية من المحاكم سيساعد على الحد من ظاهرة التعدي على الملكية الفكرية.

هل يمكن تقدير حجم الخسائر المالية التي يمكن أن تتعرض لها المستثمرات من جراء انتهاك الملكية الفكرية؟

إن الاستغلال غير القانوني لحقوق الملكية الفكرية سواء كانت تابعة لأشخاص معنويين أو طبيعيين يؤدي إلى خسارة كبيرة وذلك من خلال التعرض لسمعة هؤلاء الأشخاص متى كان هذا الاستعمال لمنتجات أو لخدمات رديئة الجودة تقدمها الشركات المقلدة والمتعدية على حقوق الملكية الفكرية للمستهلكين، بالتالي تكون الخسارة لأصحاب هذه الحقوق مادية ومعنوية في آن.

هل توجد شركات أو مؤسسات سعودية استطاعت أن تصنع لنفسها علامة تجارية تنافس بها خارج السعودية؟

هناك الكثير من الشركات السعودية التي بنت لنفسها علامة تجارية معروفة عالميًا ونذكر على سبيل المثال الشركات في مجال النفط والبنوك والسياحة والاتصالات.

ما مدى تأثير ظاهرة العولمة في تفاقم التعدي على الحقوق الفكرية والعلامات التجارية؟
للعولمة مظاهر كثيرة منها استعمال شبكة الإنترنت وفتح الحدود بين الدول، فالعولمة تزيد من نسبة التعدي على حقوق الملكية الفكرية، فعوضًا من أن تنحصر هذه التعديات بين تخوم بلد معين، فهي تتعداه لتنتقل من بلد إلى آخر. ومع شبكة الإنترنت فالتعديات يمكن أن تحصل في آن في عدة بلدان ومن قبل عدد كبير من قبل رواد هذه الشبكة. كما أننا نشهد وجوها جديدة من هذه التعديات كقرصنة أسماء المواقع من خلال استعمال دون وجه حق للعلامات التجارية.

هل ترين أهمية أن يتم إنشاء معاهد خاصة لإدارة العلامات التجارية والملكية الفكرية لإعداد أكفاء في العلامات التجارية في المملكة؟
بالتأكيد لها أهمية, ففي الصين توجد تقريبا عشرة معاهد تهتم بهذا المجال, والمملكة قامت فعلا بالدخول فيه بإنشاء منظمات لحماية حقوق المؤلف وحمايتها من القرصنة وأيضا من خلال مجموعة طلال أبو غزالة, ومجمع الملكية الفكرية في المملكة تقدم الدورات الخاصة بهذا المجال, وحاليا لديها دورة بالتعاون مع الغرفة التجارية في الرياض دورة " أساسيات إدارة أصول الملكية الفكرية والتراخيص "وهي المرحلة الأولى من برنامج خبير تراخيص ملكية فكرية عربي معتمد.