توقعات بضخ مليار ريال في أسواق مكة المكرمة خلال موسم الحج
دخلت مكة المكرمة مع قدوم مليون ومائة ألف حاج من 156 دولة إسلامية مرحلة استنفار اقتصادي في الأسواق التجارية، حيث شهدت الأسواق كافة حركة نشطة. ويشكل موسم الحج من كل عام مناسبة اقتصادية مهمة على الرغم من قصر المدة، إذ إن إقبال أكثر من مليون ونصف مليون حاج من خارج البلاد يشكل حركة استثمارية كبيرة.
وينتظر ملاك عشرة آلاف محل تجاري في المنطقة المركزية للحرم أن يحصلوا على نصيب كبير من إنفاق الحجاج خلال مدة إقامتهم في مكة المكرمة. ويستغل الحجاج القادمون إلى مكة هذه الفترة في التسوق وشراء الهدايا. وتوقع عاملون في أسواق المنطقة المركزية أن ينفق الحجاج نحو مليار ريال في أسواق مكة المكرمة خلال فترة الحج تذهب 27 في المائة منها تقريبا في الهديا التي يحرص الحجاج على اقتنائها.
وفي جولة لـ "الاقتصادية" على عدد من أسواق مكة المكرمة، لاحظت خلالها إقبال الحجاج على البضائع المكية وقد احتلت السبح ذات الأحجار الكريمة المرتبة الأولى لدى الضيوف بحيث تعتبر أهم الهدايا لذويهم لا سيما وأنها من أطهر البقاع المقدسة. ووفقا لبعض أصحاب المحلات أكدوا أن السجاجيد وخاصة ذات البوصلة تعتبر من البضائع التي يقبل عليها الحجاج بشتى جنسياتهم.
وذكر أحمد حسين أحد أصحاب المحلات في المنطقة المركزية أن الأسعار لهذه القطع وغيرها رخيصة لا سيما أنها في متناول أيدي جميع زوار بيت الله الحرام، مضيفا أن ضيوف الرحمن في مكة المكرمة يحظون بكامل الخدمات التسويقية من خلال توفير البضائع بكميات كبيرة. وعن اللغة وكيفية التفاهم معهم أشار إلى أن العاملين في المحلات من أهالي مكة المكرمة يجيدون التحدث مع المعتمر بلغته فموسم الحج فرصة لهم للاحتكاك لكسب اللغة لا سيما أنهم حريصون على إجادة لغة الحاج ليسهل التخاطب مع الضيف وترغيبه في الشراء من المحل.
وأشار بعض أصحاب المحلات إلى أن التنافس بين المحلات على أشده في هذه الأيام التي يوجد فيها الضيوف. وحرص فهد ملباري على أهمية إرضاء الحجاج أثناء تسوقهم في محلاته من خلال وجود البضائع والأسعار المغرية لا سيما وأن هناك تخفيضات كبيرة بمناسبة قدوم ضيوف الرحمن.
ويعمل أصحاب المحلات في العاصمة المقدسة في محلاتهم على مدار الساعة بشكل ورديات كل وردية تعمل اثنتي عشرة ساعة غير أن الخوف ينتابهم من فترة لأخرى بسبب أصحاب البسطات الذين يتخذون الطرقات والأرصفة كمحلات لهم يقومون خلالها بالبيع لبعض السلع بشكل رمزي، ورغم الجولات الميدانية لأمانة العاصمة إلا أن هذه الظاهرة مستمرة منذ مواسم عديدة حيث إن هذا البيع غير النظامي تسبب في الفتور في البيع لدى المحلات.
وتحصل المحلات القريبة من الحرم المكي الشريف على نصيب الأسد من إقبال ضيوف الرحمن، وقد أدى وجود هذه الكثافة الكبيرة من الحجاج إلى تنشيط وانتعاش الحركة التجارية في مكة المكرمة في جميع المحلات التجارية، حيث يحرص الحجاج على شراء السجاد والتحف والسبح والأحجار الكريمة والذهب، ومنهم من يحرص على شراء صور الحرمين الشريفين ومجسم باب الكعبة المشرفة وأقداح ماء زمزم والدوارق النحاسية لماء زمزم، إضافة إلى شراء المصاحف الشريفة والكتب الدينية وهناك من يحرص من الحجاج على شراء الطيب بأنواعه العود والورد والعنبر والمسك والمخلط والبخور والعطورات الشرقية.