"الراكشا الهندية".. مزيج من "الدباب" والسيارة لنقل الحجيج

"الراكشا الهندية".. مزيج من "الدباب" والسيارة لنقل الحجيج

في قمة الزحام، ووسط هتاف مئات الآلاف من ضيوف الرحمن، وفي طرقات مشعر منى المكتظة بالحجيج، تظهر قوة معنى القول المأثور "الحاجة أم الاختراع"، في وسيلة تتمكن من التنقل بين الجموع المحتشدة بسهولة.
وعندما تتعلق المسألة بضيق المكان وصغر المساحة، وهو الأمر الذي تعانيه الأراضي المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، استدعت الحاجة استخدام وسيلة تستطيع أن تتنقل بين ثلاثة ملايين من البشر، فجاءت فكرة استخدام عربة "الراكشا" المعروفة في الهند، كأنسب وسيلة نقل وسط هذه الظروف.
يتحدث محمود علي السمك، رئيس لجنة الشؤون العامة في مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا، والمسؤول عن عربات "الراكشا"، مشيراً إلى أنها ظهرت في مواسم الحج لأول مرة قبل ثلاث سنوات، عندما انفردت مؤسسته باستقدام هذا النوع من العربات من الهند، لأنها لا تباع في السوق السعودية، إذ سرعان ما اتضحت كفاءتها في إنجاز العديد من المهام الضرورية خلال الموسم، وحينها بدأ العديد من مؤسسات الطوافة في استقدامها.
يقول محمود واصفا إياها: "الراكشا وسيلة نقل ذات مفهوم سهل وبسيط، فهي عبارة عن مزيج مختلط بين مزايا السيارة، والدباب، وهي مناسبة جداً للأماكن الضيقة والمزدحمة، وتتكون من ثلاث عجلات، عجلة صغيرة في الأمام، وعجلتان ترتكزان في الخلف، ومقودها يشبه تماماً مقود الدباب الناري، الذي يشتمل على زناد البنزين، بينما دواسة المكابح تشبه دواسة السيارة، وتستوعب 50 لتراً من البنزين، وتسير بسرعة تصل إلى 80 كليومتراً في الساعة، وتستطيع الرجوع إلى الخلف كالسيارة تماماً، وفيها غمازات وأنوار أمامية وخلفية".
ويشير السمك إلى أن أهمية الراكشا تكمن في استخدامها في عدة مجالات، من أهمها نقل الحجيج التائهين من مراكز الإرشاد، وإلى مقر مخيمات مؤسسات الطوافة ونقل الحجاج المتحسنين من المستشفيات، إضافة إلى عملها في نقل الأمتعة والأطعمة والمواد الطبية بين المشاعر المقدسة.
ورغم أن الراكشا لم تعرف في السوق السعودية على أقل تقدير منذ 20 عاماً، إلا أنها كما يصفها "السمك" تعود بقوة للعمل في المشاعر، كأفضل وسيلة يمكن الاعتماد عليها، إذ إن استيعابها قد يصل إلى أربعة أشخاص من غير السائق.
ويوجد من سيارة الراكشا في المشاعر موديل ذو شكل واحد فقط، إلا أن مؤسسات الطوافة أدخلت عليها مواصفات عديدة لتتناسب مع عملها في الحج، إذ زودت بأجهزة لاسلكية، وأدخل عليها حزام الأمان لسلامة الحجاج، ولها لوحات واستمارات، كما تتميز بصوت التنبيه الخاصة بها.

الأكثر قراءة