اللغة سبب رئيس لضياع الحجاج في المشاعر

اللغة سبب رئيس لضياع الحجاج في المشاعر

قصص الحجاج التائهين لا تنتهي، وأغلب روايات الضائعين في المشاعر المقدسة تجد فيها نكهة الطرافة، ودليلاً على السذاجة وجهل بعض الحجاج، والعامل المشترك في ذلك كله التخلص بكل الأساليب والطرق من ورطة وقع فيها الحاج.
الخوف والرهبة من الضياع عند الحجيج، شعور موجود عند أغلب الحجاج، وإشكالية كبيرة تواجه العديد منهم، رغم أنها يجب أن تكون مسألة بديهية بين ثلاثة ملايين من البشر يلبسون زياً واحداً، إلا أن بعضهم يعتبر عامل اللغة السبب الرئيس وراء المشكلة.
أصبح الضياع في شوارع مكة أهم ما يؤرق الحاج في بلده قبل مجيئه، وحتى بعد وصوله إلى الديار المقدسة. يقول طلال عمر سنان، أحد المتعهدين والمشاركين في موسم الحج سنوياً، إن أحد العاملين في الحج وجد حاجاً مصرياً يبكي في مشعر منى، فسأله الرجل عن سبب بكائه وصراخه، فأجابه بأنه ضاع عن جماعته وحملته، وليس معه دليل يرشده إلى موقع الحملة، فطلب من الحاج أن يصف له مكان حملته، فذكر له الحاج: موقعنا على البحر، ورغم استحالة ذلك، إلا أنه طفق يشرح له بعدم وجود بحر في مكة، فأصر الحاج ببكاء وصراخ شديدين، مؤكداً صحة كلامه، فما كان من الرجل إلا أن استضافه في بيته، وذهب به في صباح اليوم الثاني لمقر بعثة حجاج الدول العربية، ليكتشف بعد إدخال اسم الحاج في الحاسب الآلي، أن موقع عمارة حملة الحاج المصري تشرف على مجري سيل في أحد أحياء مكة المكرمة.
وفي موقف آخر، طلب حاج باكستاني من أحد سائقي التاكسي السعوديين أن يوصله إلى منزله، بعد أن وافق الحاج الباكستاني على مبلغ التوصيل الذي رآه زهيداً نسبة للمشوار الذي أراده، وبعد حوار دام بينهما دقيقتين، استخدمت فيه لغة الإشارة بين الاثنين، حاول سائق التاكسي السعودي أن يفهم مغزى الحاج الباكستاني، فأوصله إلى مقر بعثة الحجاج الباكستانيين، فرفض النزول ودفع المبلغ المتفق على دفعه، وفي تلك الأثناء صارع سائق التاكسي مجتهداً مع نفسه ومع الحاج، فأصبح يتنقل بين المواقع التي يوجد فيها الحجاج الباكستانيون دون جدوى، ، فوضع حدا لذلك بطلبه من أبناء جلدة الحاج الباكستاني، أن يترجموا له مطالبه، ليقول له المترجم الباكستاني "هو فكر أنتا يقدر ودي كراتشي بالتاكسي حق أنتا"!!

الأكثر قراءة