السعوديون يتوافدون على مجمع المعيصم للتعرف على جثث ذويهم

السعوديون يتوافدون على مجمع المعيصم للتعرف على جثث ذويهم

شهد مجمع الطوارئ في المعيصم منذ إعلان الحدث توافد السعوديين للتعرف على جثث ذويهم، وذكرت إحصائية أولية أن عدد السعوديين المتوفين في حادث التدافع على جسر الجمرات فاق 39، غالبيتهم من النساء.
"الاقتصادية" كانت موجودة هناك، حيث التقت يوسف (33) عاما، الذي جاء إلى مجمع المعيصم ليتسلم جثمان أمه، وهو يردد: "ماتت أمي.. رحمك الله.. وإلى جنان الخلد يا أماه".
وقال يوسف بنبرة حزن شديدة، "ماتت أمي وتركت في حياتي وحياة إخوتي فراغا كبيرا، فكانت الأم الحنون علينا، رغم أنني متزوج وتارك المنزل". وتابع يوسف يسرد قصة وصول نبأ وفاة والدتهم والتي كانت بصحبة أخيه الذي نجا من الحادث بعد أن تعرض لإصابات خفيفة دخل على أثرها المستشفى، "أخي يصغرني سنا ولم يعلم إلى الآن عن انتقال أمي إلى جوار ربها". وتوقف يوسف عن الحديث بعد أن تساقطت الدموع عندما شاهد جثة، الدته والتي سيقوم بدفنها في مكة المكرمة، ولم نستطع أن نكمل معه الحديث.
لم يكن يوسف الوحيد الذي وجد أمس في مجمع المعيصم الذي شهد تدفق السعوديون الذين وصلوا من عدد من مناطق المملكة للبحث عن ذويهم، حيث يقول عادل صلاح، والذي وجد مع أبناء عمومته لتسلم جثة عمه، الذي قضى في حادث الجسر، "إن عمي قبل أن يتوجه إلى جسر الجمرات أجرى اتصالا هاتفيا بالمنزل، وقال لهم إنه سيرمي ويلحق بمائدة الغداء مع العائلة، وطلب من زوجته أن تجمع الأبناء ليعايدهم، لكن القدر كان أسرع".
وتابع صلاح "إن عمي كان يحرص في كل عام أن يحج، مرة عن نفسه ومرة عن أبيه ومرة عن أمه، وقد فقدنا بموته أبا حنونا ليس على عائلته ولكن على جميع المقربين منه"، مضيفا أن زوجته عندما جاءت الساعة الثالثة ظهرا وتأخر حيث إنه يسكن بالقرب من المشاعر في جبل النور قامت بالاتصال عليه ووجدت هاتفه مغلقا، وعاودت الاتصال مرات أخرى ولكن دون فائدة وبينما هي مشغولة في تكرار الاتصال، أخبرها أحد أبنائها أن هناك حادثا كبيرا في جسر الجمرات ولم تتماسك عمتي نفسها وعلمت أن زوجها الذي تعرفه في أكثر من حجة أنه حريص على التعجل في يوم الثاني عشر أحد الضحايا، وقامت بالاتصال على أبنائها الكبار، الذين وجودو في المجمع في ساعة من البارحة الأولى، حيث تعرفنا على عمي، الذي وجدنا فيه علامات التدافع والتساقط، وسيتم الصلاة عليه في المسجد الحرام".

الأكثر قراءة