المرأة بدأت تضع عبارة" وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة "خلف القضبان
أفاد تقرير أعدته مؤسسة بريطانية إن أكثر من نصف النساء العاملات قد استقلن من أعمالهن أو أنهن يفكرن في ذلك بشكل جدي، وأنهن يرغبن في الهروب من ساعات العمل التقليدية من تسع إلى خمس في محاولة منهن لإيجاد نمط عمل يناسبهن.
وأوضح التقرير الذي أعدته منظمة هود سون البريطانية من خلال مسح أجرته على ألف شركة بريطانية ونحو 500 موظف أن الغالبية العظمى من السيدات العاملات 84 في المائة قد أبدين امتعاضهن من ساعات العمل الروتينية المملة، وبدلا من ذلك فهن يفضلن أن يسلكن مساراً وظيفياً يتميز بالمرونة والاستقلالية المهنية بدلاً من الاندماج القسري نحو مطالب عالم الشركات الصارمة.
وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة"تايمز" البريطانية إن هذا بالطبع يتضمن إنشاء مشاريعهن التجارية الخاصة بهن واستعادة نمط المرونة في العمل، ولعل مصدر عدم الارتياح لأرباب الأعمال يكمن في أن نحو 73 في المائة من سيدات الأعمال أبدين خيبة أملهن تجاه التقدم الوظيفي اللائي يحرزنه في عملهن.
و كانت معظم الشكاوى التي نبعت من سيدات الأعمال البريطانيات وفق المسح تتمحور حول محدودية وقت الفراغ خارج أيام العمل الطاحنة، علاوة على آفاق العمل المستقبلية المتواضعة التي لا تبشر بالخير والتي أسهمت برغبة جارفة لديهن في كسر طرق العمل التقليدية.
ويرى 70 في المائة من أرباب الأعمال أنه على الأرجح للنساء العاملات، مقارنة مع بالرجال، أن يسعين نحو طرق بديلة للتقدم في حياتهن العملية.
يقول جير الدين هيثير ينجتون، المدير التنفيذي في شركة هودسون، "لقد ذاقت العديد من الموظفات طعم حياة العمل لدى الشركات وقررن أن هناك طرقا أفضل لوضع بصمتهن في عالم الأعمال بدلاً من نماذج العمل التقليدية" فهناك أكثر من مليون سيدة عاملة في بريطانيا تعد، كما وصفتها الصحيفة، بعبارة "موظفة ذاتها". وأشار آخرون إلى أن العديد من السيدات يسلكن هذا المسار تحت تأثير ظروف وملابسات متعددة أكثر من الرجال.
وهناك أدلة دامغة تفيد أن السيدات العاملات يتعرضن لتمييز في المعاملة من قبل عدة بنوك بريطانية وذلك يتجلى عندما يتقدمن لأخذ قرض تجاري لإدارة أعمالهن ومن ثم تسديده بزيادة تصل إلى 1 في المائة كفوائد مقارنة بالرجال.
تقول باتريشا كالان، المديرة المساعدة في رابطة الشركات الصغيرة، إن البحث أثبت أن الحواجز التي تواجه السيدات العاملات اللاتي يرغبن بهذا التوجه تكمن في الافتقار إلى الثقة الشخصية أو الدعم الشخصي، إضافة إلى قلة النماذج النسائية التقليدية التي يقتدى بها فضلاً عن رعاية الأطفال والمسؤوليات العائلية الأخرى".
ومن المعروف عن الفتيات أنهن يبلين بلاء حنناً في الدراسة مع تخرجهن بشهادات رفيعة بخلاف الحقيقة التي تفيد محدودية انهيار المشاريع الصغيرة التي تديرها السيدات.
برنامج خاص عنونته بـ "نساء فاحشات الثراء" بثته أخيرا قناة بي بي سي الثانية تسلط الضوء فيه على خمس سيدات عاملات يتميزن بأنهن أصبحن مليونيرات من صنع أنفسهن.
لقد تمت إزاحة عبارة "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" وركنها جانباً. فهؤلاء السيدات بدأن بالتقدم إلى الأمام والظهور على الساحة.
يقول كريس ديبينير المدير العام لبنك كندا الملكي "إن الشركات التي تديرها النساء تدر ما يقارب 18 مليار دولار سنوياً للاقتصاد الكندي وإن أعداد السيدات العاملات تصل إلى أكثر من 821 ألف سيدة". مما يعني حدوث زيادة تصل إلى أكثر من 200 في المائة خلال العشرين سنة الماضية. وبذلك يعد هذا القطاع من أسرع القطاعات نمواً في الاقتصاد الكندي.
وليس غريباً أن تجد في كندا أن من بين كل خمسة مشاريع جديدة، أربعة مشاريع تتكفل بإقامتها السيدات. فوفقاً للتقرير الصادر من بنك سي آي بي سي الكندي المعنون بـ "السيدات العاملات: يتولين دفة القيادة" حيث توقع هذا التقرير أن تصل أعداد السيدات العاملات اللاتي سيمتلكن مشاريع صغيرة في حلول 2010 إلى مليون سيدة عاملة. ولا يعد الأمر مفاجئاً أيضاً إذا ما أدركنا إن نسبة امتلاك السيدات للمشاريع التجارية في تصاعد مطرد بوصولها إلى 60 في المائة ومتفوقة بذلك على الرجال.
من ناحية أشارت الدراسة التي أجراها بنك كندا الملكي إلى أن أكبر دافع رئيسي للغالبية العظمى من السيدات العاملات الكنديات (63 في المائة)، اللاتي يشرعن في إقامة مشاريعهن التجارية الذاتية، لا يكمن فقط في رغبتهن بالثراء إنما بالأمور ذات ا لأولوية والأهمية الشخصية لهن مثل جدول العمل المرن فضلاً عن الالتزام العائلي تجاه أفراد الأسرة الذي قد لا يحصلن عليه عندما يعملن لصالح الشركات.