تجربتنا مع ذوي الاحتياجات الخاصة أثبتت قدرتهم على الاندماج في المجتمع
نجحت مجموعة صافولا السعودية في كسر الحاجز الاجتماعي و العملي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن أخذت على عاتقها تأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في شرائح المجتمع وإلحاقهم بالعمل الميداني، إيمانا منها بأهمية تهيئة الأجواء والظروف الملائمة لهذه الشريحة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجتمع.
وتأتي هذه الخطوة الإنسانية الرائدة التي تبناها المهندس عادل محمد فقيه رئيس مجلس الإدارة وبرعاية الدكتور عبد الرؤوف محمد مناع عضو مجلس الإدارة المنتدب لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاعات صافولا، تنفيذا لاتفاقية التعاون مع الغرفة التجارية في جدة، تقوم المجموعة بموجبها بتأسيس مكتب يدعم توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بالتنسيق مع مكتب العمل في محافظة جدة.
"المرأة العاملة" التقت الدكتورة بسمة عمير المتخصصة في التعليم التكنولوجي لذوي الاحتياجات الخاصة، والمستشارة في مجموعة صافولا في برنامج جسور للخدمة الاجتماعية وخرجت بالحوار التالي:
ما أبرز ملامح برنامج جسور صافولا للخدمة الاجتماعية؟
هي بادرة من مجموعة صافولا لإنشاء إدارة خاصة لخدمة المجتمع، والتي تعمل في إطار المجتمع لتكون مسؤولة عن رعاية البرامج التي باشرتها المجموعة منذ سنوات طويلة في هذا المجال تحت مسمى " جسور صافولا"، وتعمل هذه الإدارة من خلال عدة جسور للتواصل مع المجتمع في مساعدة أفراده لتحقيق طموحاتهم، وتشتمل البرامج على عمليات تدريب وتأهيل السعوديين لسوق العمل، و تسهيل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام في أجواء العمل وتبني توظيفهم ورعاية شؤون تدريبهم، إضافة إلى جسر خاص لدعم المشاريع الصغيرة وجسر للتعلم من خلال خدمة المجتمع وسوف تفعل قريبا جسور أخرى بإذن الله.
ماذا تعني مبادرات جسور صافولا ؟
تحرص مجموعة صافولا على الوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية عن طريق تبني برامج تحمل أفكارا مبتكرة وفرصا جديدة ذات منافع بعيدة المدى من خلال تسخير الخبرات التجارية لدى المجموعة واتصالاتها البناءة مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في سبيل خدمة المجتمع وذلك من خلال دعم الأفكار التجارية المبتكرة وتدريب حديثي التخرج و المساهمة في برامج السعودة وتوعية وتدريب موظفي القطاع العام وتدريب، و توفير فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة ونشر القيم و المبادئ التجارية والتوعية الاجتماعية ودعم الأبحاث العلمية التي تنفع المجتمع وبرامج التدريب العملي للطلبة والطالبات، ودعم الوعي الاجتماعي و تشجيع البحوث في مجال حماية وتحسين البيئة الطبيعية.
وقد تم تفعيل أربعة جسور خلال عام 2005م، هي جسر تدريب وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة وبرنامج التعلم من خلال خدمة المجتمع ومشروع الأسر المنتجة ومشروع قادة المستقبل.
كم بلغ عدد الملتحقين بالعمل ؟ وكيف وجدتم تنفيذ البرنامج في إلحاق ذوي الاحتياجات الخاصة بالعمل الميداني؟
بدأنا بتطبيق البرنامج في أسواق بنده، وقد ضم أصحاب الإعاقة من الصم والبكم، وبصراحة كان لدينا تخوف في البداية وقمنا بوضعهم ضمن الصفوف الخلفية للعمل، في قسم تجهيز الخضار والفواكه، إلا أنهم استطاعوا أن يثبتوا جديتهم وإبداعهم في الإنتاج، مما دعانا إلى نقلهم إلى الصفوف الأمامية، وأصبحوا على علاقة وطيدة مع المستهلكين.
أما أصحاب الإعاقات الجسدية مثل الشلل وفاقدي الأطراف فقد تم إلحاقهم بوظائف مثل مراقب أمن داخلي وأمين مستودع ومساعد محاسب وكاشير، وفيما يتعلق بالإعاقات الذهنية الخفيفة فقد إلحاقهم بوظائف مساندة مثل تعبئة البضائع وفي حالات العمى تم إلحاقهم بوظائف مثل السنترال، والحمد لله أن عدد العاملين الذين التحقوا بالعمل برواتب متوازية مع زملائهم من غير ذوي الاحتياجات الخاصة وبجميع المزايا التي يحصل عليها بقية الموظفين قد بلغ بـ 27 موظفا ونسعى إلى أن يصل عددهم الإجمالي إلى خمسين.
علماً بأن البرنامج التدريبي الذي يتم تنفيذه لهذه الفئة تتم ترجمته إلى لغة الإشارة، بالإضافة إلى تدريب زملائهم في العمل على كيفية التعامل معهم ليشكلوا فريقا ذا فعالية عالية ليخدم المتسوقين، كما أن البرنامج التدريبي يقدم للمتدربين باللغتين العربية والإنجليزية، وستتاح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة المقبلة للعمل كعمال للرفوف وفي المخابز.
من خلال تجربة صافولا في الإشراف على توظيف هذه الفئة، ما أبرز ملامح التجربة التي لمستها في أداء الموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
وجد فريق العمل أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بالصدق والمثالية، بالإضافة لكونهم مطلوبين من قبل مديري أسواق بنده نظراً لجديتهم والتزامهم بمواعيد الدوام بشكل دقيق ومن خلال التجربة وجدنا أنهم اكتسبوا خبرات العمل بشكل سريع وأصبح الأقدم وظيفياً قادرا على نقل خبراته عن طريق لغة الإشارة إلى زملائه المستجدين.
وهذا يؤكد أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة منتجة في المجتمع خاصة إذا تمت تهيئة البيئة المناسبة لهم للتدريب والاعتناء بتوظيفهم وتشجيعهم وهذه رسالة أريد أن أوجهها إلى أي مؤسسة ترغب في توظيف هذه الفئة التي تسعى للاندماج في أجواء العمل، وعلى المجتمع التعاون معها بشكل كامل، وقد تم إجراء تقييم لأسواق بنده من قبل مراكز متخصصة في قياس فعالية اندماج الصم والبكم في سوق العمل وحصلت على تقدير مرتفع يؤكد نجاح تجربتها في توظيف هذه الفئة العزيزة علينا من المجتمع السعودي الكريم.
هل واجهتم مواقف بين الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة وجمهور المستهلكين ؟
كان اندماج هذه الفئة مع المستهلكين ناجحا جداً، وأذكر أن سيدة كبيرة في السن كانت تسأل أحد الموظفين الصم والبكم ولم يكن يجيبها، لأنه بالطبع لا يسمع ما تقول فثارت غضباً وعندما أفهمها المشرف على السوق أن هذا الموظف من ذوي الاحتياجات الخاصة تراجعت عن غضبها وتفهمت الموقف وتعاملت مع الموظف بكل رقي بل إنها عندما تأتي على قسم الخضار تسأل عن هذا الموظف وزملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحرص على أن يقدموا لهم خدماتهم.
هل كانت لكم مشاركات أخرى، في فعاليات ونشاطات ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
بالتأكيد فقد شاركت مجموعة صافولا في العديد من المؤتمرات والفعاليات والمساهمات لدعم هذه الفئة منها: مؤتمر إعاقات النمو عند الأطفال الذي أقيم برعاية الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة في الفترة من 16إلى 18 أيار (مايو) من العام الماضي، ومؤتمر أصحاب الإرادة واستمر لمدة شهر في ساحة الاحتفالات في بلدية المطار في جدة، وخصصت مجموعة صافولا جناحا خاصا لتقديم الهدايا للمشاركين ولتعريف المجتمع بمبادرتها في مجال توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لتلقى طلبات العمل من هذه الفئة في جناح صافولا في المهرجان.
كما قدمت قطاعات مجموعة صافولا في العام الماضي أكثر من نصف مليون ريال لجمعية الأطفال المعوقين، وفي هذا العام قدمت مليون ريال لبرنامج "عطاء الطلاب" في جمعية الأطفال المعوقين بعد توسعة نطاقه ليشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة والجوف وحائل والرياض ويقوم البرنامج على أساس تخصيص ريع المشاريع الوقفية لتغطية جزء من تكاليف الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية التي تقدمها الجمعية للأطفال المعوقين.
هل هناك برامج لتعريف جمهور المستهلكين بأهمية توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
قريباً سوف تطلق مجموعة صافولا حملة توعية للتعريف بمبادرتها في توظيف أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ونأمل من جميع القراء والمستهلكين تزويدنا بمقترحاتهم وأفكارهم للاهتمام بهذه الفئة من المجتمع ويمكن التواصل مع هذه الأفكار والمقترحات.