"السوسة" تلاحق أسنان90% من الأطفال السعوديين وتخلعها دون سن الـ 20
حذر أطباء أسنان من خطورة انتشار سوسة الأسنان لدى الأطفال وطلاب المدارس تحديدا، بعدما تبين أن هناك نسبة كبيرة من الشباب والفتيات السعوديين من هم دون سن الـ 20 عاما، قد تخلصوا من عدد كبير من أسنانهم بعدما قضى عليها التسوس، الأمر الذي لم يستطيعوا معه تحمل الآلام الحادة التي أصبحت تؤرق مضاجعهم.
اعتراف الوزير
يشار إلى أن الدكتور حمد المانع زير الصحة، كان قد أكد في وقت سابق أن هناك دراسات علمية أثبتت أن 90 في المائة من الأطفال السعوديين مصابة أسنانهم بالتسوس، مما دفع الوزارة إلى التحرك بشكل فعّال للسيطرة على هذه المشكلة من خلال تطوير الخدمة المقدمة في عيادات الأسنان ورفع طاقتها لاستيعاب أكبر عدد من المرضى، إنشاء مجمعات للرعاية الأولية لطب الأسنان، تفعيل برامج طب الأسنان الوقائي، التوسع في العمل بنظام مراكز الأعمال في مراكز طب الأسنان، والإشراف على القطاع الخاص وذلك بالتنسيق مع إدارات الرخص الطبية لما يشهده من نمو سريع من ناحية أعداد المنشآت الطبية في هذا المجال.
الأسنان اللبنية
وهنا ذكرت الدكتورة هدى عبد اللطيف من قسم طب أسنان المجتمع في كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود، أنه أمس الأول تم إطلاق برنامج لعدد من الزيارات الميدانية إلى مجموعة من مدارس رياض الأطفال في مدينة الرياض، في حملة تستهدف غرس العادات الصحيحة والسلوك السليم في نفوس الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات، والسعي إلى تعويد الأطفال الذين لا يزالون في مرحلة الأسنان اللبنية على أهمية المحافظة على الأسنان وبالأضرار المترتبة على إهمالها وتسوسها مما يساعدهم على حماية أسنانهم في المستقبل.
الغذاء السليم
وقالت إن برنامج الحملة تضمن عرض فيلم كرتوني تثقيفي بعنوان «لولو وسوسو والأسنان» أعدته الطالبات بحيث يناسب الفئة العمرية للأطفال، كما مر الأطفال على عدة محطات تحتوي على نماذج ومجسمات توضيحية تبين أجزاء السن، كيفية تكون التسوس، طرق علاجه والوقاية منه مع توضيح أهمية الغذاء السليم بصورة مبسطة وممتعة.
وأشارت العبد اللطيف إلى أن الحملة التي تستمر لمدة سبعة أيام تحت شعار «نظف أسنانك كل يوم.. تبقى الأجمل على الدوم» قد حققت نجاحا ملحوظا على صعيد تفعيل الطب الوقائي بين أفراد المجتمع.
السعوديون وخلع الأسنان دون الـ 40
من جانبه لفت الدكتور عبد الناصر سكرية استشاري جراحة الوجه والفم والفكين وزرع الأسنان في مركز قصر المداواة الطبي في الرياض، إلى أنه أصبح من الملاحظ أن أغلب مراجعي عيادات ومراكز الأسنان حاليا هم من فئة الشباب الذين فقدوا بعض أسنانهم في سن مبكر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عمليات خلع الأسنان في السعودية قلبت كافة الموازين المعروفة في دول العالم المتقدمة، إذ إنه من المعروف في تلك الدول أن يبدأ الشخص في خلع بعض أسنانه بعد بلوغه سن الـ 40 وبشكل جزئي، أما خلع الأسنان بشكل كامل فهو نادر جدا ما يحدث قبل دخول الشخص مرحلة الـ 70 عاما، أما في السعودية فإنه أصبح من النادر أن تجد شخصا دون سن الـ 40 وهو لا يزال يحتفظ بكامل أسنانه.
المفهوم الوقائي
وامتدح الدكتور سكرية الحملة التي نفذتها كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود، مرجعا أهمية الحملة إلى أن معظم القطاعات الصحية اعتادت على اتباع الأسلوب العلاجي الذي يستهلك الكثير من المعاناة النفسية والمادية التي ترهق المرضى صغارا وكبارا، ويشمل أنماطا علاجية تقليدية تهتم بشكل أساسي بتعويض الجزء المفقود، إلا أن المنهج المطلوب هنا هو الوقاية، وكذلك إنشاء مؤسسات مختصة في كل المجالات خاصة طب الأسنان، التي تعمل على غرس هذا المفهوم الوقائي بين أفراد المجتمع الذي تخدمه مما سيوفر الكثير من المال والجهد ويسعى بها نحو صحة أفضل.
أرز وتمر ومشروبات غازية
وعن أسباب ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الأسنان لدى السعوديين، بين سكرية أن هناك عدة عوامل أسهمت في حدوث هذه المشكلة، وذكر من بينها: إهمال الصحة الفموية، نقص الوعي الصحي والتربية الصحية، عدم تقدير كثير من الأشخاص خاصة من الشباب والفتيات لأهمية الأسنان وفعالية دورها عند التقدم في العمر، إضافة إلى أنواع الأغذية التي يحرص السعوديون على تناولها، إذ إن معظم الوجبات الغذائية الرئيسية التي يتناولها السعوديون تعتمد على النشويات والسكريات مثل: الأرز والتمر، وبعض الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة وملونات، إضافة إلى تناول المشروبات المحلاة والغازية، حيث تلعب الأخيرة دورا مهما في التأثير السلبي على الأسنان.
علاقة تجارية
وقال إن علاج الأسنان بطريقة غير صحيحة لأي سبب كان قد يتسبب في خلعها، ويعود هذا الأمر إلى وجود بعض الأطباء الذين لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية أو الإخلاص في العمل، إذ إن، و"للأسف" كثير من المراكز والمستوصفات الطبية الأهلية تطبق نظاما يجيز للطبيب المعالج الحصول على نسبة من العائد المادي "الدخل"، وهذا الأمر يحول العلاقة بين المريض والطبيب إلى علاقة مبنية على أسس ـ يمكن لنا أن نسميها "تجارية" ـ وبالتالي ستظهر نتائجها على تدهور الخدمة الطبية المقدمة وحدوث خلل في العلاج يمكن أن يذهب ضحيته المريض بشكل عام ومرضى الأسنان بشكل خاص".
أين التوعية الفموية؟
وعلق الدكتور سكرية بأنه ليس لدينا في السعودية اهتمام مبكر بصحة الفم والأسنان خاصة لدى طلاب المدارس، إذ يجب أن يبدأ الاهتمام بالحفاظ على الأسنان منذ بداية تشكل الوعي عند الطفل، مطالبا بأن تعمل الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة على إدخال دروس مكثفة في التوعية الفموية ضمن المناهج الدراسية تدعو إلى العناية بصحة الفم نظريا وتطبيقيا خاصة في المرحلة الابتدائية.
"السادة اللاصقة"
وأشار سكرية إلى أن بعض الدول الإسكندنافية تطبق الكشف الدوري الإلزامي على الأسنان لدى جميع طلاب المرحلة الابتدائية، كما تلزم طلاب المدارس بتركيب مادة تسمى "السادة اللاصقة"، وهي عبارة عن مادة سائلة ولزجة في الوقت نفسه وتستخدم لحماية الأسنان من التسوس، حيث تعمل على تغطية سطوح الأسنان لتكون بذلك عازلا يمنع دخول بقايا الطعام أو بقاءها بين الفراغات"، كما أن هذا المادة أسعارها معقولة جدا وهي دائمة يتم تركيبها مرة واحدة وفي حالة إزالتها أو سقوط جزء منها يمكن أعادة تركيبها بكل سهولة وتتصلب بواسطة الضوء.
زراعة من دون جراحة
وكشف الدكتور سكرية عن دخول تقنية جديدة لزراعة الأسنان تطبق لأول مرة في المملكة، دون الاعتماد على الجراحة كما أنه لا يتخللها أية آلام أو التهابات كونها تختلف تماما عن الطريقة التقليدية في زراعة الأسنان التي تعتمد على تعرية عظم الفك بشكل كامل قبل البدء في إدخال الزرعة المعدنية في العظم، وشق اللثة والغشاء المغطي للعظم والمسمى "السمحاق" والتي تحمل معها الكثير من الآثار الجانبية للجراحة مثل: الألم، التورم، الالتهاب، والنزف.
شق اللثة أو السمحاق
وبين استشاري جراحة الوجه والفم والفكين وزرع الأسنان في مركز قصر المداواة الطبي في الرياض أن زراعة الأسنان من دون جراحة هي تقنية جديدة وتعتمد على إدخال الوتد المعدني وتثبيته داخل عظم الفك من دون أي شق للثة أو "السمحاق" ومن دون أي تسليخ لهما، وبالتالي من دون أي خياطة جراحية بعد الثبيت، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تعتمد على إجراء ثقب بسيط جدا في اللثة في المكان المحدد والمختار سابقا بعناية شديدة لإدخال الزرعة في العظم.
خريطة الوجه
وأشار إلى أن نجاح هذا الأسلوب في زراعة الأسنان لا بد أن يعتمد على دراسة مسبقة لحال العظم التفصيلية من حيث التركيب والبنية والتفرعات التشريحية حتى يكون الطبيب ملما تماما بخريطة العظم الذي يعمل فيه.
وزاد: إن التعامل بهذه التقنية لا بد أن يكون عن طريق طبيب متخصص في جراحة الوجه والفكين، وليس طبيب أسنان فقط، لأن الأخير يكون تخصصه قاصرا على العناية بالأسنان وليس لديه خلفية في التعامل مع بقية خريطة الوجه التي لها علاقة مباشرة بالأسنان.