احذروا .. الكحل سبب في أمراض الكبد والكلى والجهاز العصبي

احذروا .. الكحل سبب في أمراض الكبد والكلى والجهاز العصبي

تنتشر في محلات العطارة أنواع عديدة من الكحل الذي تحرص السيدات على شرائه والتزين به، حيث إن الكحل يعتبر من مميزات المرأة العربية قديما وحديثا، ورغم انتشار أنواع حديثة من الكحل الذي تنتجه شركات التجميل العالمية إلا أن بعض النساء ما زلن متعلقات بالكحل الحجري أو الطبيعي.
وفي جولة لـ "الاقتصادية" على بعض محلات العطارة اتضح أن أغلبية أنواع هذا الكحل مجهولة المصدر، بعضها يحفظ في أوعية خاصة وتباع بالكيلو، وبعضها يباع على شكل مكاحل صغيرة، لكن اللافت في الأمر أن جميع هذه الأوعية والمكاحل لا يوجد عليها اسم لشركة أو مصنع معروف.
وفي هذا السياق حذر الدكتور محمد ملك -استشاري الشدفة الأمامية والماء الأبيض في مستشفى الملك فهد العسكري بجدة وعضو الجمعية السعودية لطب العيون- من مغبة الإفراط في استخدام الكحل الذي تمتد آثاره السلبية على الكبد والكلى والجهاز العصبي بعد امتصاص الجسم لمواده.
وقال ملك لـ "الاقتصادية" إن هناك أنواعا عديدة للكحل كالحجري أو الطبيعي والذي يتوافر في محلات العطارة، مبينا أن هذا النوع تكمن مشكلته في طريقة تحضيره، حيث إن معظم الأنواع إن لم تكن كلها تحتوي على نسبة عالية من الشوائب المضرة والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق التي لا تضر العين فقط بل تمتد إلى الأجزاء المذكورة، أما النوع الثاني فهو الموجود في محلات الماكياج على شكل كحل سائل أو على شكل أقلام وهذا يتميز عن النوع الأول كونه خاليا من الشوائب والمواد المهيجة وأنه سهل الاستخدام.
وحول التأثير المباشر في العين أوضح استشاري العيون أنه يأتي على شكل التهيج للأغشية والتسبب بالاحمرار الدائم والحكة والزيادة في ذرف الدموع ومع استمرار العلاج قد يتطور إلى حدوث تقرحات وسحابات على القرنية والتي بدورها تؤدي إلى العمى الدائم.
ونبه إلى انتشار أدوية شعبية لها آثار ضارة جدا على البصر وانتشارها بشكل رئيسي في البادية، وقد تستعمل من ممارسي الطب الشعبي ويتفاوت تأثيرها في العين من التسبب بالتهيج الدائم للعين إلى حدوث تقرحات وعتامات بالقرنية، ومن هذه المواد (الشبة والقرمز) التي كانت تستخدم لعلاج التراخوما (الرمد الحبيبي) في البادية وثبت ضررها الكبير وقد تسبب العمى الدائم للعين ويجب عدم الإفراط في استعمال الكحل (أيا كان نوعه)؛ لتسبب ذلك في تهيج العين وحصول مضاعفات قد يكون لها تأثير سلبي في الإبصار.
وعن أبرز المسببات الرئيسية للإصابة بالعمى أوضح الدكتور محمد ملك بأنها حسب تكرار حدوث الماء الأبيض، وطول أو قصر النظر، واعتلالات الشبكية الناتجة عن مرض السكري والماء الأزرق أو الجلوكوما وعتامات القرنية.
وأوضح ملك أن أهم العوامل المساعدة على سلامة البصر هي المحافظة على الصحة العامة واتباع أنماط التغذية المعتدلة وخاصة في حالة وجود مرض السكر، والكشف البصري بشكل دوري، كما أن لبس النظارات الشمسية المانعة للأشعة الضارة بالعين له دور كبير خاصة في أجواء المملكة التي تتسم بأشعة الشمس الحادة طوال السنة تقريبا.
يشار إلى أن كلفة علاج المصابين بالعمى تبلغ عشرات الآلاف من الريالات والتي تصرف على عمليات مثل: زراعة القرنية وعمليات الاعتلال الشبكي الناتج عن مرض السكر في حين تبذل الجمعية السعودية لطب العيون جهودا للتوعية بأمراض العيون من خلال عقد مناسبات ومؤتمرات علمية متنوعة ومشاركات دولية.

الأكثر قراءة