العمل في نوبات غير منتظمة مضر بالصحة
أظهرت دراسة علمية أمريكية أجريت على الفئران الكبيرة في السن أن العمل وفق نوبات غير منتظمة قد يلحق ضررا بالصحة.
وتظهر الدراسة أن التغيرات التي طرأت على الساعة الحيوية لأجسام الفئران( والمشابهة للتغيرات التي يتعرض لها بنو الإنسان عند السفر من منطقة جغرافية زمنية إلى أخرى مختلفة أو عند العمل وفق نوبات غير منتظمة) قد أدت إلى وفاتها مبكرا.
ويظهر البحث المنشور في مجلة "كارينت بيولوجي" قلق الباحثين لتأثيرات التغيرات الزمنية على جسم الإنسان.
لكن خبيرا بريطانيا قال إنه على الرغم من أن الدراسة مثيرة إلا أنه لا يجب على المسافرين المتعودين على السفر والعمال العاملين وفق نظام المناوبات القلق.
الحرمان من النوم
ويعتقد أن رد فعل الجسم الفيزيولوجي للتغير في دورة الضوء والظلام الطبيعية معقد إلا أنه لا يزال غير مفهوم بشكل كامل.
وقام فريق الباحثين من جامعة فيرجينيا بدراسة تأثيرات "النهار" و"الليل" على التوازن الطبيعي عند مجموعتين من الفئران إحداهما شابة والثانية كهلة.
وعرضت بعض تلك الفئران لفترة أقل من الظلام بتقديم الساعة كل أسبوع لمدة 6 ساعات أي ما يوازي الفارق في التوقيت بين بريطانيا وبنجلادش.
كما عرضت فئران أخرى لفترة أطول من الظلام بتأخير الساعة 6 ساعات، أي ما يوازي الفرق في التوقيت بين بريطانيا وشيكاغو.
كما أبقيت مجموعات منفصلة من الفئران من الفئتين العمريتين في دورات طبيعية.
وبدا من الدراسة أن الفئران الأصغر عمرا كانت أقل تأثرا بالتغيرات الحاصلة على ساعتها الحيوية.
وقد بقي 47 في المائة فقط من الفئران الكهلة التي عرضت لـ"ليال" أقل على قيد الحياة، بالمقارنة مع 68 في المائة من تلك التي كانت لياليها أطول و83 في المائة مع تلك التي بقيت في دورة طبيعية.
ولوحظ أن مستوى التوتر المزمن لم يرتفع لدى أي من الفئران الكبيرة بالسن.
ويعتبر التوتر المزمن الآلية التي تسبب اختلال الصحة عند من يعتري دوراتهم النهارية الليلية اضطراب، وهو ما يمكن قياسه من خلال المستويات اليومية من "الكورتيكوستيرون".
النوم والعمر
ويعتقد الباحثون أن سبب ارتفاع معدل وفيات الفئران له صلة بالحرمان من النوم أو تعطل النظام المناعي.
كما يشير الباحثون إلى أن العمر يلعب دورا في كيفية عمل الساعة البيولوجية وأن تقدم السن ربما يجعل الحيوانات أقل قدرة على تحمل التغيرات التي تطرأ على الدورات الضوئية التي يتعرض لها الجسم.
وتقول المسؤولة عن البحث الدكتورة "جين بلوك" بهذا الصدد:" مهما تكن الآلية المحددة فإنها تثير قضايا مهمة تتعلق بالسلامة عند العمل وفق مناوبات تدور عكس عقارب الساعة( أي حين تتغير نوبة العمل عند الشخص بحيث يحصل على قدر أقل من النوم)، كما تثير القلق من العواقب الصحية طويلة الأمد على أطقم الطائرات من ملاحين ومضيفين الذين يعبرون خلال المناطق الزمنية بصورة متكررة."
وقد علق الدكتور مالكوم فون شانتز المحاضر البارز في علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية في جامعة سوري البريطاني على الدراسة بوصفها بـ"المثيرة."
لكنه دعا إلى إجراء المزيد من الدراسات على الحيوانات والبشر للتوصل إلى نتائج أدق، كما دعا الناس إلى "عدم القلق وإلى عدم التوقف عن السفر أو العمل وفق مناوبات" بناء على نتائج الدراسة السابقة، "باعتبارها أجريت على فئران، وهي كائنات ذات نشاط ليلي، بينما البشر ذوو نشاط نهاري".