أسر شهداء الواجب: الأمير نايف حقق أمنيات أبنائنا بالحج عنهم
ضمن اهتمامات وزارة الداخلية بالجوانب المتعددة لأسر وأبناء شهداء الواجب، قامت الوزارة ممثلة بالأمير نايف بن عبد العزيز بالتكفل بحج أسر الشهداء هذا العام، شاملة إياهم منذ اللحظة الأولى لوصولهم بالرعاية، سواء كانت رعاية اجتماعية أو صحية أو مادية، وهو الأمر الذي يجسد المقولة التي كررها الملك عبد الله بن عبد العزيز في أكثر من مناسبة: "إن أبناء الشهداء هم أبنائي شخصيا وأبناء كل مواطن ولن نقصر في حقهم إن شاء الله ما دام فينا عرق ينبض''.
في خضم دعوات الحجاج المقبلين بأكف الضراعة لله تعالي وفي وسط تلك الجموع الحاشدة الممتلئة وجوهها بالإيمان والتقوى وبين مئات آلاف من الراجين لعفو ربهم ووسط العديد من الأبناء والآباء والأقارب للموتى الذين يدعون بالرحمة على أهاليهم، وقفت أسر شهداء الواجب داعية لقبول أبنائها شهداء عنده، وأن يجزي كل الجزاء ولاة أمر هذه البلاد على اهتمامهم ورعايتهم المستمرة.
ولم يستطع أفراد أسر شهداء الواجب في حديثهم لـ"الاقتصادية"، أن يعبروا عما تكنه قلوبهم من مشاعر فياضة تجاه الكرم الفياض والحب الكبير لقادة هذا البلد العزيز. وفي لحظة جمعت عشرات الأقارب من أسر شهداء الواجب ومن مقر إقامتهم في مشعر منى عبر أفراد أسر الشهداء الذين يؤدون مناسك الحج على نفقة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، عن امتنانهم وشكرهم العظيم لخادم الحرمين الشريفين على ما يتلقونه باستمرار من تعامل خاص ومكرمات عديدة وإحساس دافئ يعبر عن عمق المحبة وقوة الترابط بين المواطن وولاة أمره.
وأكدوا خلال لقائهم المطول مع "الاقتصادية" ما يحظون به من اهتمام خاص من لدن الأمير نايف بن عبد العزيز ومتابعة دائمة من الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، واصفين إياهم "بالأعزاء الذين أسروا قلوبنا بما يقدمونه لنا من رعاية كريمة مستمرة في جميع ميادين الحياة"، وتابعوا أن الأمير نايف بن عبد العزيز، استضافهم على نفقته الخاصة لأداء مناسك الحج خلال موسم هذا العام، ووجه الأمير محمد بن نايف بالعمل على راحتهم والاطمئنان على توفير كافة الخدمات المقدمة لهم. وانطلق لافي القحطاني، في بداية حديثه وهو عم لأصغر شهيد واجب سعودي عمره 19 عاما بقوله "إن ما لاقيناه من رعاية قادة بلادنا الأعزاء يفوق الوصف، وليس بمستغرب من أمثالهم وهذه الوقفات الإنسانية الملموسة يعجز المرء عن سردها لعظمها ولكثرتها".
وأضاف القحطاني وهو يبتسم فرحا "لا بد أن أذكر ما يقدمه لنا الأمير محمد بن نايف من خصوصية في التعامل، حيث إننا عندما يتصل بنا ويسأل عن حالنا نجد ونشعر في حديثه الأخوي الحاني مشاعر الأخوة واللحمة الواحدة، وكأنه بالضبط فرد من أفراد أسرة الشهيد ويلاطفنا ويتحسس متطلباتنا ويلبي احتياجاتنا تماما مثل الأخ والابن والقريب لنا".
وأردف القحطاني يقول "إننا بمجرد ما يعوقنا شيء من أمور الحياة نجد الأمير محمد بن نايف أمامنا مسخرا لنا بعد الله تعالى جميع ما نحتاج إليه في أمورنا من قضاء ديوننا وتوظيف العاطلين منا، وتوفير السكن المريح لنا ولأبنائنا وحل جميع مشاكلنا"، وتطرق القحطاني إلى أن الضيافة الكريمة للأمير نايف بن عبد العزيز لتمكين أسر شهداء الواجب من أداء الحج منحت الفرصة لخمسة أفراد من كل عائلة لأداء مناسك الحج.
ويقول الشيخ حسن الشهري والد شهيد الواجب عبد الرحمن بن حسن الشهري، وهو أكبر حاج ضمن أسر شهداء الواجب قائلا" أقدم شكري لله أولا ثم لخادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده وإلى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، على كل ما قدموه وإلى الأمير أحمد بن عبد العزيز، نائب وزير الداخلية وإلى الابن البار الأمير محمد بن نايف، الرجل الوفي الذي يفعل ما يقول وهو بحق نعم الابن والأخ والمسؤول وإلى كل فرد من أفراد الأمن العام فجزاهم الله عنا خير الجزاء"، وأضاف الشهري وهو يعبر عما في خاطره من حب عميق لقادة هذا البلد المعطاء بقوله" إنني وزملائي من اسر شهداء الواجب على اتصال مباشر مع الأمير محمد بن نايف التقي الصالح، الذي يداوم في اتصالاته بنا ويطمئن كل دقيقة على أحوالنا".
وأشار الشهري إلى أن الرعاية العظيمة التي تلقيناها كانت منذ الساعات الأولى لاستشهاد أبنائنا في معركتهم أمام الفئة الضالة، والتي قاتلوا فيها في سبيل الله وخدمة الدين ثم لأجل الوطن ورفعة شأنه.
كما تداخل ابنه محمد الشهري وشقيق الشهيد عبد الرحمن الشهري بكلمة معبرة ومختصرة قال فيها "إن استضافة الأمير نايف بن عبد العزيز لنا لأداء مناسك الحج، هو في الحقيقة تحقيق لرغبة بعض شهداء الواجب في أداء مناسك الحج ولم تسنح الفرص لهم لتأدية الركن الخامس من الحج، وأهدي هذه الحجة لأخي الشهيد عبد الرحمن - رحمه الله.
وفي هذه الأثناء، تحدث بقلب مفتوح محمد يحيى جابر القحطاني وسلمان يحيى جابر القحطاني أولاد عم الشهيد يحيى عوض القحطاني، الذي قتل في موقعة حي السلي في الرياض عن شمولهم بالرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، والتي وصلت إلى أقرباء شهداء الواجب، متابعين أن أداء مناسك الحج أكبر هدية ومكرمة من ولاة أمورنا حفظهم الله".
فيما أشاد لاحق مصلح الشاطري وأخوه حداب مصلح الشاطري شقيقا الشهيد سعد مصلح الشاطري المتوفى في مداهمة في حي الروضة في الرياض، بالاهتمام البالغ بهم وبحسن التنظيم وكريم العطاء.
وشاطرهما كل من عبد الله علي سعد القرني، عثمان علي سعد القرني شقيقا الشهيد إبراهيم علي سعد القرني المتوفى في حادثة تفجير الأمن العام في الرياض، إضافة إلى خال الشهيد ناصر إبراهيم علي القرني.
من جهة أخرى، قال عبد العزيز الشهراني، مرافق أسر شهداء الواجب المكلف من وزارة الداخلية ممثلة في مكتب الأمير نايف للدارسات والبحوث "إننا نقدم خلال موسم حج هذا العام خدماتنا ورعايتنا بناء على توجيهات وتعليمات الأمير نايف وزير الداخلية والأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لـ 45 عائلة من أسر شهداء الواجب.
وأوضح الشهراني " لقد قامت وزارة الداخلية بوضع نقطتين لاستقبال أسر شهداء الواجب، الأولى كانت في أحد الفنادق في مدينة جدة والثانية كانت في مكة المكرمة، وذلك لتقديم جميع التسهيلات من تنقلات وإعاشة وسكن من الثامن وحتى الـ 12 من ذي الحجة، مشيرا إلى أن هنالك مجموعة من المرافقين يعملون كالفريق الواحد لخدمة أسر شهداء الواجب.
وفي جولة "الاقتصادية" داخل مخيم "الفارس"، الذي توجد فيه أسر شهداء الواجب، هرول إلينا ناصر القحطاني، مسؤول الاستقبال في المخيم لتعريفنا بما يتضمنه المخيم من خدمات وما يتمتع به من إمكانيات لا تتوافر في مخيمات أخرى لا من ناحية الفخامة ولا من ناحية قربه لجسر الجمرات.
وسارع القحطاني بأخذنا في جولة تعريفية على سكن المخيم الذي يبلغ فيه عدد الخيام ما يقارب 83 خيمة تتسع لنحو 600 حاج، تحتوي سريرا لكل حاج يمكن طيه ليتحول إلى مقاعد للجلوس كما يوجد في المخيم ثلاجات تحوي مشروبات باردة موزعة في نواحيه لخدمة أسر شهداء الواجب على مدار 24 ساعة.
وبعدها التقينا فارس الذيابي، المدير العام لمخيم الفارس لخدمات حجاج الداخل، الذي قال "إننا نستضيف 196 فردا من أقارب أسر شهداء الواجب للرجال والنساء، حيث وفرنا لهم رعاية عالية تليق بما جاءنا من توجيهات كريمة وقدمنا لهم إعاشة ممتازة عبر التعاقد مع مطعم لفندق خمس نجوم يقدم الوجبات المختلفة والمتنوعة الساخنة والمشروبات الباردة المنعشة بأسلوب البوفيه المفتوح، كما يحتوي المخيم على عيادة طبية متكاملة الأدوات الصحية والأدوية الضرورية، التي يحتاج إليها الحاج في موسم الحج.
وأضاف الذيابي أن المخيم كسب ثقة المسؤولين، مما حدا بهم إلى اختيار مخيم "الفارس" بناء على خبرتها في هذا المجال المشهود لها في تقديم خدمات VIP"".
فيما تولى بعد ذلك الشيخ فلاح القحطاني، رئيس برنامج التوعية الدينية في المخيم زمام الجولة ليعرفنا بالبرامج المقدمة للضيوف الأمير نايف بن عبد العزيز أسر شهداء الواجب، حيث يتوافر في المخيم وعلى مدار 24 ساعة مفتين ووعاظ معروفين في الوسط الدعوي على مستوى المملكة.
وكشف الذيابي أن مخيم "الفارس" استطاع أن يحصد درع أفضل توعية دينية، وذلك بناء على خطة عمل ناجحة تضمنت دعوة كبار العلماء والدعاة وذلك عبر إرضاء جميع الأذواق، وذلك عن طريق جذب دعاة مختلفين في أساليب الدعوة، مما أضاف نوعا من التميز لبرامج المخيم.
وتعتبر هذه الأيام بالنسبة للحجاج بشكل عام وللحجاج من أسر شهداء الواجب ذكريات لا تنسى يذكر فيها الحجاج الخدمات الجليلة، التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في جميع القطاعات الخدمية وسخرت مئات الملايين من الريالات، لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا بأداء مناسك حجهم في يسر وطمأنينة وراحة بال.