فن الانتصار: لا يمكن تجنب الصراعات ولكن يمكن تجنب الهزيمة!
في هذا العالم المتغير لا يمكننا تجنب الصراعات، ولكن بالطبع يمكننا تجنب الهزيمة. فمن خلال فهم التطور الطبيعي للحضارات والمجتمعات يمكننا تجاوز مرحلة التأقلم مع التغير إلى مرحلة الازدهار والتفوق في جميع المجالات: الشخصية والمهنية والعالمية.
يعتمد مؤلف الكتاب جيفري كوبلي، عالم التاريخ والاستراتيجيات العالمي، على عشرات السنوات من الخبرة في تقديم المشورة للقيادات السياسية والعسكرية، ليقدم للقراء رؤية شاملة ومتوازنة لاستراتيجيات بسيطة للنجاح. تتضمن هذه الرؤية 28 قاعدة أساسية للتعايش والازدهار في مواجهة الموجة المكتسحة من التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والبيئية التي نواجهها.
يتعلم القراء من الكتاب أن الانتصار في حد ذاته يبدأ بخطوة واحدة، وأنه الهدف الأساسي لأي مجتمع، وأنه يفوق قدرات أي فرد بمفرده، وأن الضعف لا يمكنه توليد الانتصار تحت أي ظروف، وأن الانتصار لا يمكن أن يكون كاملا أبدا وهنا تكمن روعته، وأن الانتصار غير قابل للبيع أو الشراء ولكن يمكن تحقيقه.
تهدف الدروس التي يقدمها الكتاب إلى تحقيق التقدم والازدهار على جميع المستويات وفي جميع السياقات، من ردهات القوى السياسية إلى غرف الشركات إلى غرف المعيشة في المنازل.
يبدأ الكتاب بدعوة القارئ إلى التوقف للحظة وإعادة النظر إلى حياته وإلى ما بناه البشر من حضارة وتقدم خلال آلاف السنوات. بالنظر إلى ما بنته الأمم السابقة على مرّ العصور، نجد أن ما بقى منها هو بعض الأطلال والأعمدة الرخامية التي تشهد على حضارة ولّت.
وعندما ننظر إلى ما عليه العالم اليوم، لا بد أن نشعر بأن حقبة التغيير التي نعيشها الآن مختلفة تماما عن كل الخبرات التي مر بها البشر من قبل، وربما نشعر بأن المستقبل لا يمكن توقعه أو توجيهه. ولكن حقيقة الأمر مختلفة عن هذا، فالبشر قادرون على إحداث تغيير في محيطهم وربما تكون قدرتهم على هذا الآن قد زادت أكثر بكثير عن ذي قبل.
ومع ذلك فإننا حاليا في مركز الإعصار الذي تموج فيه مجموعة هائلة من التغيرات والتحولات العالمية، وفي هذا العصر التركيز على القيم الإنسانية، حيث تتسارع معدلات التغير، ليس فقط في المجالات العلمية والتكنولوجية، وإنما أيضا تتزايد أعداد البشر وتنتقل سرعة التغيير إلى المجالات الاجتماعية، لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في الماضي وإعادة اكتشاف مظاهر الطبيعة البشرية التي تقود غريزة البقاء لدينا ثم نطبق ما فهمناه على عصر التحولات العالمية الذي نعيشه.
بني الكتاب على أساس دراسة تاريخية موسعة أجراها الكاتب عن الذكاء وسياسات المجتمع الاستراتيجية حول مفاهيم وأساسيات الانتصار، ويركز على ظهور الاتجاهات المستقبلية وتطورها.