صناعة السجاد والموكيت في السعودية تنمو وتزدهر والطلب مرتفع

صناعة السجاد والموكيت في السعودية تنمو وتزدهر والطلب مرتفع
صناعة السجاد والموكيت في السعودية تنمو وتزدهر والطلب مرتفع
صناعة السجاد والموكيت في السعودية تنمو وتزدهر والطلب مرتفع

تكشف مسيرة مشوار مجموعة السريع على مدى أكثر من نصف قرن قصة نجاح حافلة بالكفاح والمثابرة والإنجاز لعائلة شقت طريق تجارتها عبر مشوار طويل في خريطة الاقتصاد الوطني من خلال تخصصهم في صناعة السجاد والموكيت، مما أضاف إلى نتاج هذه الصناعة القفز بترتيب السعودية في قائمة الدول المصنعة للسجاد والموكيت عالميا، ووصل بالمنتج السعودي إلى الأسواق العالمية كافة.
في هذا الحوار يكشف صالح بن ناصر عبد العزيز السريع العضو المنتدب لمجموعة السريع جزءا من قصة كفاح والده وعمه، وكيف كانت تجربة المغامرة من التجارة إلى الصناعة، فلم تكن قصة نجاحهم ضربة حظ ولا بداية لفشل مشروع، لكنها تجربة أناس تدرك أهمية العمل والسعي في طلب الرزق والتعامل في العمل بين البائع والمشتري.
يحمل تاريخ السريع مشوارا كبيرا بدأت بتجارة بسيطة في بيع السجاد في مكة المكرمة مرورا بالتجارة والاستيراد من إيران والهند وباكستان والكويت ودول أوروبا الشرقية، حتى تأسيس مصنع للسجاد في بلجيكا قبل ثلاثين عاما لتبدأ الانطلاقة في التصنيع المحلي بعد عامين من تجربة التصنيع الذاتي في بلجيكا. وتصل طاقتهم إلى نحو 75 مليون متر من السجاد والموكيت.
تقف اليوم مجموعة السريع ضمن أكبر مائة شركة سعودية وتحتل ريادة بين الشركات الصناعية السعودية والعربية إذ تمكنت من تسجيل نجاح باهر في صناعة الموكيت والسجاد قفز بها إلى المرتبة السابعة عشر عالميا.
يتذكر السريع الذي عاد من الولايات المتحدة في أوائل الثمانينيات الميلادية بمؤهل تعليمي عال في تخصص المحاسبة كيف كان الاحتفال بقصة الإنتاج بقوله " كان منتجنا عبارة عن نموذج وكنا نتابع مروره عبر خطوط الإنتاج، لكننا شعرنا في ذلك الوقت بالفرحة والفخر في آن واحد، كان إحساسا عصاميا وبطوليا شعرنا به".
لم يبخل الشيخ صالح السريع بنقل التجربة لجيل المستقبل مدركا أن في نفوس العديد من الشباب من يسعى إلى التعرف على أسرار وتجارب البيوت التجارية، وكيف استطاعوا جيل المؤسس تجاوز الصعوبات والتحديات وعبور الأزمات لإنشاء وتطوير وتنمية أعمالهم التجارية والصناعية. خاصة الجيل الذي يجتمع في نفوسهم الطموح ويسعون للبحث عن أي معلومة من شأنها التأثير الإيجابي في مستقبل أعمالهم..
لا يتوقف حوار السريع عند حدود نقل قصة النجاح والتجربة بل ينقل معاناة صناعة وطن ومستقبل أجيال أمة تحتاج إلى وقفة شجاعة من كل السعوديين مسؤولين ومستهلكين، حينما يكشف واحدة من أخطر الحروب المدمرة على العلامات التجارية الوطنية بقولة: "للأسف أن كثيرا من المنتجات التي تصنع محلياً تباع على المستهلك بأنها بضاعة مستوردة، رغم أننا نبذل قصارى جهدنا لعمل ختم في الخلف بأنها صناعة محلية لكن بعض من العملاء الذين نتعامل معهم يبيعون هذا المنتج على أساس أنه خارجي أوروبي، أمريكي وخلافه، وهذا أمر يزعجنا لأن جودة منتجاتنا ينبغي أن تجير لنا وليس للغير".
#2#
أسئلة كثيرة تتنوع بين قصة البداية مرورا بنجاح مغامرة التصنيع ومفهوم التسويق والتحول من شركة عائلية إلى شركة مساهمة نقلب فيها أوراق رجل الأعمال الشيخ صالح بن ناصر السريع العضو المنتدب لمجموعة السريع التجارية، إلى تفاصيل الحوار...

كيف كانت بداية مشوار السريع في التجارة وقصة التحول إلى الصناعة؟
بداية المشوار في مجموعة السريع قصة كفاح جميلة لم تكن ضربة حظ ولا بداية لفشل مشروع في مشوارهم التجاري، لكنها تجربة أناس تدرك أهمية العمل والسعي في طلب الرزق والتعامل في العمل بين البائع والمشتري. فمفهوم العمل في حياة والدي - رحمه الله - وعمي أطال الله في عمره مؤسسي هذا الكيان "مجموعة السريع التجارية الصناعية"، هو ارتباط وتعامل بصدق مع أنفسهم قبل أن يكون مع الآخرين لذا تجد أن مشوار حياتهم كان تاريخا عظيما في التعامل والصبر والثقة بالله في الغد والإخلاص والوفاء لعملهم آيا كان مردوده المادي، تنوعت أعمالهم التجارية آنذاك واستقر العمل على تجارة السجاد اليدوي والتي بدأت من البيع والشراء في السجاد في مكة المكرمة ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية بعد الاستقرار على هذا النوع من التجارة والتركيز فيه بالاستيراد من الكويت خاصة أنواع السجاد الإيراني والباكستاني والهندي المتوافر آنذاك في أسواق الكويت. بعد ذلك تطور العمل إلى الاستيراد من المصانع والشركات العالمية مباشرة حيث كان السجاد اليدوي غاليا وأصبح المستورد أرخص منه بكثير ثم تحول مشوار حياتهم التجارية إلى الاستقرار في التصنيع.

ما العوامل التي دعتكم للتحول من التجارة إلى التصنيع؟
أول ما بدأت فكرة التصنيع كنا وقت ذاك من أوائل وأكبر المستوردين للسجاد من بلجيكا وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا وهنقاريا وبولندا وغيرها، ثم بعد ذلك فكرنا في التصنيع، وأنشأنا مصنعا للسجاد في بلجيكا لأننا كنا نستورد كميات كبيرة منها ولا تغطي الطلب ولهذا أنشأنا المصنع مع شريك لنا هناك وكان اسم المصنع (سمارا) بحيث يمدنا بالسجاد في السعودية، كان ذلك عام 1980م، وفيما يخص مصنعنا الذي أسسناه في بلجيكا كنا نعده خطة لإنتاج السجاد للسعودية وكنا نستورد منه السجاد والبوبلين. وفي بداية الثمانينيات 1982م، وقتها تخرجت من الولايات المتحدة الأمريكية ووجدنا أن مؤسسي هذا الكيان والإخوان قد حصلوا على رخصة صناعية وأخذوا موقعاً في المدينة الصناعية في جدة وبدأنا في غضون ثلاث سنوات من عودتي بتطوير الفكرة وبدأنا إنشاء المصنع في أواخر عام 1985م، وبدأ الإنتاج عام 1987م، وبدأ الإنتاج بأربع مكائن موكيت ومثلها للسجاد، وكان إنتاج الموكيت أربعة ملايين متر سنوياً في تلك الفترة، وكان السجاد القطع لا يتعدى مليوني متر تقريباً، بعد ذلك تدرجنا في عمليات التطوير ووصلت طاقتنا الإنتاجية اليوم – بحمد الله – 75 مليون متر مربع منها عشرة ملايين متر مربع سجاد والآخر موكيت.
#3#

دعنا ننتقل إلى أبرز المقومات التي اعتمدتم عليها في نجاحكم لأكثر من نصف قرن خلال مسيرتكم الماضية؟
أولاً وأخيراً هو توفيق - الله عز وجل، ثم مؤسسي هذا الكيان اعتمدوا على المصداقية في التعامل والجودة وليس التركيز على الربحية فقط، ولا نفرط في الجودة على حساب الربح، كنا نركز على بناء سمعة جيدة ولهذا فإن سمعتنا اليوم وجودتنا مميزة (السريع علامة تجارية في عالم السجاد والموكيت) في العالم أجمع وليس في السعودية فقط، إضافة إلى متابعتنا للتطورات والأحداث في عالم الموكيت والسجاد أولاً بأول.

هل تتذكر أول قطعة إنتاج؟
بالتأكيد أتذكر ذلك جيداً كان في عام 1989م، كانت عبارة عن نموذج لكننا شعرنا في ذلك الوقت بالفرحة والفخر في آن واحد، كان إحساسا عصاميا وبطوليا شعرنا به، ومن ثم تابعنا مراحل نمو المصنع وتولى بعضاً من الإخوان متابعة مشاريع التطوير والإنتاج.

بالمناسبة ما أبرز التحديات التي واجهتكم في صناعة السجاد والموكيت؟
الصناعة ليست بالعمل السهل فهناك مصروف ثابت سواء أنتجت أم لا، ومن العقبات التي واجهتنا في البداية قطع الغيار، لكننا تجاوزنا ذلك عندما أنشأنا ورشا لعمل جميع القطع التي تحتاج إليها المكائن البسيطة مما قلل التكلفة الإنتاجية علينا وسرعة التسليم.

كم تبلغ مساحة مصانعكم اليوم؟ وكم عدد العاملين فيها؟
في الواقع لدينا عدة مصانع تصل مساحتها إلى أكثر من 100 ألف متر وعدد العاملين في مصانعنا كافة تتجاوز 1600 موظف.

كم يبلغ عدد الفروع التابعة لكم؟
فروعنا المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة تتجاوز 50 فرعاً، فيما لدينا مكاتب خارج السعودية للتوزيع في الولايات المتحدة الأمريكية وآخر في الصين، وفتحنا أخيرا مكتبا في الإمارات، كما أن لدينا توجها لافتتاح مكاتب في إفريقيا أمريكا الجنوبية وغيرها من المناطق.

كم يغطي إنتاجكم من احتياج سوق السجاد والموكيت في السعودية؟
مجموعة السريع تستحوذ على 35 في المائة من السوق المحلية.

هل تعتقد أنكم تأخرتم في عملية الانتشار في الدول المجاورة ودول القرن الإفريقي وغيرها من المناطق؟
في الحقيقة نحن نصدر منتجاتنا لأكثر من 65 دولة حول العالم، من ضمنها إفريقيا كاملة وأمريكا، اليابان، وأستراليا، أي نصدر ما يقدر بـ 30 إلى 35 في المائة من إنتاجنا خارجياً، بالتأكيد الدول العربية قاطبة إضافة إلى الشرق الأقصى، باعتقادي أننا لم نتأخر في الانتشار ولكن كان يمكننا التوسع أفقياً ورأسياً في عملية التصنيع خارج المملكة.

هل صحيح أن الطلب على الموكيت والسجاد يشهد انخفاضا سنوياً؟
هناك مفهوم أو تصور لدى البعض بأن وجود السيراميك أو الرخام يخفض الطلب على الموكيت بالنسبة إلينا، وخلال السنوات الماضية الطاقة الإنتاجية لم تنخفض وهي في ازدياد يراوح بين 8 و12 في المائة سنوياً، وحتى السجاد لا يمكن الاستغناء عنه فلابد أن تحتاج إلى قطعة سجاد على الرخام لأنه أصبح نوعاً من الموضة، علماً أن القصور والفنادق والأماكن الراقية جميعهاً تحرص على استخدام السجاد والموكيت أكثر من الرخام، وتستخدم الرخام ومشتقاته في الممرات وأجزاء من الصالات.

هل لديكم مواصفات معينة تعتمدون عليها في طرح منتجاتكم؟
من الطبيعي أن هناك معيارا معينا للمواصفات في أي صناعة، فمثلاً السجاد المصنوع في السعودية أو أمريكا أو غيرها من الدول يسير على وزن ومواصفات الخيط ويكون المنتج واحدا لأن الماكينة واحدة والخيط واحد كذلك، الاختلاف من بلد لآخر يكون عن طريق النقش أو التصميم والأوزان، لكن كما قلت يوجد معيار واحد بالنسبة لعملية الإنتاج.

كيف تقومون بعمليات تصميم منتجاتكم؟
في الواقع عمليات التصميم اليوم تأثرت كثيراً بالتطور الحاصل في التقنية حيث يمكنك التصميم في أمريكا وتعمل النقش هنا في السعودية عن طريق الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" نحن لدينا مكاتب دولية متخصصة في عمليات التصميم نتعامل معها، معلوم أن لكل سوق ومنطقة لونا خاصا ومواصفات خاصة سواء من جهة اللون أو التصميم وغيرها، طبعاً لدينا مكتب تصميم في المصنع مزود بأحدث التقنيات اللازمة، لكن هناك تعاونا مع مكاتب أوروبية وأمريكية وفي الشرق الأقصى مع مكاتب تصميم متخصصة وتوجد اتفاقيات عمل مع كثير من هذه المكاتب، لأن هذه السوق تعتمد على الذوق والفن الرفيع، لأن السجاد أصبح اليوم موضة وذوقا.

هل ذوق السعوديون في مجال السجاد والموكيت عال؟
نعم السعوديين أصحاب ذوق، من الأشياء التي تمتاز بها السعودية وجود ذوق رفيع، لأنهم أصحاب سفر واطلاع وثقافة عالية ولهذا تجدهم يقتنون آخر الصرخات في مجال الموضة والفن.

تأثرتم بالأزمة العالمية؟
الأزمة المالية أزمة عالمية ونحن جزء من العالم، الذي أثر فينا في السعودية هو أننا أصبحنا في وضع تشاؤمي، عندما ترى وضع المملكة مالياً ورسميا نجده سليما ولا يوجد ما يدعو للخوف، لكن الناس متأثرون نفسياً لاسيما بعد تأثر بعض الدول الخليجية المجاورة إما من الطفرة العقارية أو الالتزامات المالية.

هل تأثرتم بموجة الغلاء التي حدثت العام الماضي؟
موجة الغلاء أزعجتنا، وأثرت فينا بشكل كبير حيث خسرنا كثيرا من الأرباح لأننا كنا ننتج وكانت هناك زيادة غير مبررة من (سابك)، والتي كانت أسعارها تزداد شهرياً في ذلك الوقت، وكما هو أساس عملنا عندما نرتبط مع عملاء تكون عقود التسليم خلال 60 – 90 – 120 يوما فلا يمكننا تخزين كميات كبيرة من المواد الخام لثلاثة أو أربعة أشهر الأمر الذي يضطرنا للشراء شهرياً، وهو ما أثر كثيراً في أرباحنا العام الماضي.

دعني أعود لمشكلات الغش والتقليد في السجاد والموكيت.. ما المشكلات التي تواجهكم في هذا القطاع؟

الغش موجود في السوق السعودية وللأسف الشديد، اليوم منتجات المصانع السعودية معروفة وذات سمعة جيده في الداخل والخارج، ولكن للأسف أن كثيرا من المنتجات التي تصنع محلياً تباع للمستهلك على أنها بضاعة مستوردة، رغم أننا نبذل قصارى جهدنا لعمل ختم في الخلف بأنها صناعة محلية لكن بعضا من العملاء الذين نتعامل معهم يبيعون هذا المنتج على أساس أنه خارجي أوروبي أو أمريكي وخلافه، وهذا أمر يزعجنا لأن جودة منتجاتنا ينبغي أن تجير لنا وليس للغير، وفي الوقت الراهن بدأ المستهلك السعودي أو المقيم يدرك جودة المنتجات المحلية وأنها تضاهي أي منتج عالمي، ويجب ألا ننسى أن الحكومة ساعدتنا كثيراً سواء بدعم صندوق التنمية الصناعي ودعم عملية الصناعة بشكل عام، ومن المشكلات التي واجهتنا في هذه الصناعة قيام بعض الدول العربية بأخذ جمارك علينا عند التصدير رغم وجود اتفاقيات مع هذه الدول بينما منتجاتهم تعفى من قبلنا وكذلك يوجد إغراق للبضائع من بعض الدول للسوق المحلية وبضاعة مستوردة بكفاءة رديئة.

ماذا عن مشكلة التقليد في السوق المحلية؟
التقليد يمثل مشكلة كبيرة جدا في السعودية، ونحن بدورنا نطالب وزارة التجارة بحماية التجارة من هذه الظاهرة المنتشرة في الأسواق، فنحن نصمم منتجاتنا بجودة عالية وعندما يقوم أي شخص بإجراء تعديل طفيف عليها وتقليدها لا توجد جهة يمكن لها توفير الحماية المطلوبة وتأخذ الإجراءات فترات طويلة، عمليات التقليد موجودة وتشمل المنتجات الجيدة حيث يتم تقليدها بالنقش والتصميم نفسها لكن من الخارج بأسعار أقل وتكلفة وجودة ضعيفة، ومن يذهب ضحية هذه العمليات هو المستهلك، ولهذا ينبغي على المستهلك التحري والتدقيق عن شرائه أي منتج والتأكد من مواصفاته.

لماذا لا تهتم المؤسسات والمصانع المحلية بإنشاء مراكز للدراسات والبحوث، وهل أنتم بصدد إنشاء مثل هذه المراكز لمتابعة احتياجات عملائكم لتطور المنتجات وحمايتها؟
في الحقيقة لدينا قسم يسمى (قسم التطوير) ولدينا قسم التسويق وهو القسم الذي يعنى بمتابعة المنتج نفسه عالمياً ومحاولة اقتناء التقنية المتعلقة به، ونحن في طور إنشاء مراكز تدريب للنسيج، تهدف إلى تجهيز أشخاص في المملكة لهم علاقة بالنسيج وعالم السجاد ليكونوا متدربين في هذا المجال، للأسف لا توجد دراسات في صناعة النسيج في السوق المحلية وتؤخذ فقط عن طريق الخبرة.

هل مراحل التسويق لمنتجاتكم صعبة؟
تسويق المنتج ليس بالسهل، لأن المنتج نفسه تجده يباع في أرقى المحال وفي المحال الشعبية ولاشك أن المحال الراقية لها مواصفات معينة، وكثير من المستهلكين لا يستطيعون تقييم المنتج عبر مواصفاته الفنية، ولدينا تسويق للجملة وآخر للقطاعي.

ما الغاية من مشروع تحولكم من شركة عائلية إلى مساهمة؟
اليوم إذا أرادت أي منشأة مالية أن تحافظ على تملك كل مقومات استمرار النجاح لابد أن تسعى إلى تأصيل جذورها بالاستمرار عبر الزمان وتعاقب الأجيال، والطريق الوحيد للاستمرارية هو عمل النظام الجيد الكفيل بالشفافية والاستمرارية - بعد توفيق الله - هو التحول من عمل عائلي إلى مؤسساتي، والتحول من عمل شركات فردية أو تضامنية إلى شركات مساهمة سواء مغلقة أو مساهمة عامة التي تضمن الاستمرارية للأجيال القادمة، ولا يخفى على الجميع اليوم أن الكثير من الشركات العائلية خصوصاً عندما يكثر عدد أبنائها يكثر اختلاف وجهات النظر وتبدأ المشاكل، الوالد - يرحمه الله - كان يقول الناس لا يختلفون على الدين لكنهم يختلفون على الدرهم والدينار، اليوم يجب أن يكون لدينا بعد نظر ووعي وإدراك بأن تعمل الأمور بعقلانية بعيداً عن العاطفة، من أجل تهيئة جميع السبل والطرق السليمة لاستمرارية العمل وإعطاء كل ذي حق حقه، ولا تتفكك الأسر وتكثر المشكلات فيما بينهم ويخسروا أنفسهم لهذه الأسباب، وأنا أقول إن العقلاء والحكماء عليهم الاتعاظ من مشاكل الآخرين، وعلى كل أب ومسؤول عن أسرته العمل على وضع أساس متين وتنظيم واضح لكيلا تتعرض الأجيال لاختلافات في وجهات النظر والذي سوف يؤثر في الاستمرارية وهدم ما بناه المؤسسون لذلك أنا أؤيد بأن يكون هناك دستور ونظام مؤسساتي لكل الشركات العائلية وفصل الإدارة عن الملكية سواء إدارة فردية أو شركة، وفي حال كان الشركاء كثيرين أو الشركة كبيرة من الأفضل التحول إلى شركة مساهمة سواء مغلقة أو عامة.

هل تتذكر في أي عام قمتم بتصدير أول منتج خارج السعودية؟
أول منتج قمنا بتصديره كان في عام 1989م، حيث اشتركنا في ذلك العام في أول معرض في ألمانيا في مدينة فرانكفورت، وعمليات التصدير بدأناها بالدول العربية اليمن والإمارات وغيرها، أول شحنة بدأناها في ثلاثة مواقع هي الكويت، الإمارات، واليمن، وكان من أهدافنا عدم التركيز على بلد واحد، فإذا كان لديك إنتاج مستمر من المفترض ألا يكون تركيزك على سوق معين ومحدد، لذلك كان هدفنا الانتشار عالمياً وما زالت السعودية حتى الآن تعد أكبر مستهلك لمنتجاتنا، بالنسبة للتصدير شعرنا بالفخر كسعوديين ونحن نصدر منتجاتنا للأسواق العالمية وننافس المنتجات الأوروبية وغيرها، ولا أخفي سراً عندما أقول إننا واجهنا حروباً قاسية من بعض الدول الغربية عن طريق غزو الأسواق القريبة منا.

ما انطباعكم عندما تم اختياركم للفوز بتزويد الأولمبياد الأخير في الصين؟
في الحقيقة نحن اليوم وصلنا إلى المرتبة 17 عالمياً وهذا بحد ذاته مفخرة للسعودية ونحن ضمن أفضل 100 شركة سعودية من دون شك واختيار منتج مصانع السريع كان مفخرة للوطن ومفخرة للصناعة الوطنية لكل أبناء الوطن الذين يشاركون معنا في تصنيع المنتج وإدارة الشركة وتسويق المنتج الكل يعمل معنا يفتخر بمنتج السريع والسعوديون أيضا يفتخرون بما وصلت إليه جودة منتجاتنا - ولله الحمد.

هل ما زالت السوق تزخر بفرص استثمارية في مجال السجاد والموكيت؟
#/ بالنسبة لنا كصناعة – ولا أحب إقفال الباب على أحد – المصانع الموجودة اليوم لديها القدرة على تغطية السوق المحلية، وأكبر دليل على ذلك تصديرها للأسواق الخارجية، أعتقد أن أي مصنع جديد لن يكون من السهولة استمراريته في وضع الظروف الحالية.

ماذا عن فرص الاستثمار في الصناعات المرادفة لصناعة السجاد والموكيت؟
هناك فرص واسعة في صناعة الخيوط الأكدليك أو الصوف والنايلون ومن الممكن أن يجد سوقاً في هذا المجال.

كم يشكل حجم الموكيت المستورد من الأسواق الخارجية؟
حجم الموكيت المستورد من الأسواق الخارجية يتراوح بين 15 إلى 20 في المائة فقط، أما السجاد فالمصانع المحلية تغطي من 60 إلى 70 في المائة من حاجة السوق المحلية، فيما تستورد السوق نحو 30 في المائة معظمها من تركيا.

الصناعة والتجارة والعقار أي من تلك المحافظ الاستثمارية أكثر ربحا وأقل إزعاجا وأريح نفسيا؟
أعتقد أنه من المهم لأي رجل أعمال أن تكون لديه استثمارات متنوعة ولا يركز على قطاع في حد ذاته، يوجد لنا استثمارات شخصية عقارية، صناعية ومالية، لكن العقار هو عقر للمال، والوالد - رحمه الله - كان يقول "التاجر الذي ليس لديه عقار فهو ليس بتاجر" ولهذا من المهم وجود التنويع في الاستثمارات، أما إذا جئنا للأسهل من هذه القطاعات بالتأكيد النشاط العقاري هو الأسهل والأقل جهداً مقارنة بالنشاط الصناعي، لكن بالنسبة لنا أصبح القطاع الصناعي جزءا منا، ولا يمكننا الاستغناء عنه بعد أن بذلت فيه الأسرة كل طاقاتها في تأسيس هذا الكيان. وأصبحنا اليوم، بفضل الله - عز وجل - ثم بتضافر الجهود من الشركات العملاقة المعروفة على النطاق المحلي والعالمي.
وأحب أن أختم حديثي، أن أي عمل يجب أن يكون القائمون عليه ذوي كفاءة وتخصص ومواكبيه للزمن ومتابعين للتطور ويحذرون منهج الشركات الناجحة والتعلم منها.

الأكثر قراءة