تحول الشركات إلى مساهمة يسهل عمليات تطبيق الحوكمة ويضمن الاستمرارية
كشف مصعب المهيدب عضو مجلس إدارة مجموعة المهيدب والرئيس التنفيذي لشركة المهيدب للتجهيزات الفنية، عن أن المجموعة عملت على تحليل الأسواق التجارية التي تعمل فيها المجموعة، وخرجت بنتائج تحديد نطاق عملها في ثلاثة مجالات هي: الاستثمار المالي، العقاري، والاستراتيجي، مشيراً إلى أن تحول الشركات العائلية في الخليج إلى شركات مساهمة عامة أو مقفلة سيعود بالفائدة على الشركات العائلية.
وأكد المهيدب أن اندماج إحدى شركات المجموعة مع "صافولا" كان ناجحاً جداً، مؤكداً أن أهم معوقات الأسواق التجارية يتمثل في عدم وجود الكوادر البشرية المؤهلة، إضافة إلى أمور أخرى يكشف عنها في الحوار التالي:
كيف ترى وضع المجموعة خلال الفترة الحالية وما التحولات الجديدة فيها؟
منذ عام 2006 قررت المجموعة تطوير هيكلتها الداخلية وطريقة تعاملها مع استثماراتها في الداخل والخارج، واستعانت بشركة لها خبرة طويلة في هذا المجال Booz & Company لتكون هي الداعم الأساس والمستشار الرئيس لتعديل النظامين الداخلي والخارجي والطريقة المتبعة في إدارة الشركة بشكل عام، وبعد تحليل السوق، وتحليل المعلومات الداخلية الخاصة بالشركة قررت المجموعة أن تحدد نطاق عملها في ثلاثة مجالات: الاستثمار المالي، الاستثمار العقاري، وكذلك الاستثمار الاستراتيجي في الشركة صاحبة الريادة في مجال عملها بنسبة كبيرة ليكون هناك مقعد للمجموعة في مجلس إدارة تلك الشركة، ومحاولة النهوض بتلك الشركات من خلال خبرتها التي اكتسبتها في عدد من الأسواق والقطاعات، وتكون بذلك إضافة حقيقية لها أكثر من كونها مجرد شركة مستثمرة ليس لها أي دور فاعل في تلك الشركة. فالتحول الجديد هو تحول استراتيجي لمحاولة النهوض بعجلة الاقتصاد والرقي بالمنتجات من خلال الاستثمار في شركات رائدة لتعزيز هذه الريادة وتقديم المنتج النهائي للمستهلك بجودة عالية ومواصفات عالمية وسعر يتناسب والقيمة الخاصة بتلك المنتجات بشكل عام.
ما رؤية الشركة في ظل التحول الجذري للشركات العائلية في منطقة الخليج إلى شركات مساهمة؟
التحوّل إلى شركات مساهمة (عامة أو مقفلة) يفيد الشركات ويسهل عملية الحوكمة، ويدعو إلى استمراريتها - في حال وجود إدارات وكفاءات تدير تلك المنظومة - وفيما يخص المجموعة بشكل عام أو الشركة القابضة بشكل خاص، فالفكرة طُرحت للنقاش بشكل كبير جداً خلال الفترات الماضية، وتم الاتفاق على أن يتم تحويل الشركة القابضة إلى شركة مساهمة مقفلة، ونحنُ الآن في المراحل النهائية من هذه النقطة، أما ما يخص الشركات التابعة للمجموعة بشكل مباشر (المهيدب لمواد البناء، المهيدب للمقاولات، المهيدب للتجهيزات الفنية، المهيدب لتجهيزات البناء، المهيدب للأغذية، المهيدب للنقل البري) فهذه الشركات - وهي مملوكة بالكامل لمجموعة المهيدب - من المحتمل أن تندمج بشراكات استراتيجية مع شركات أخرى (كما تم في الشركات السابقة للمجموعة مثل: الشركة المتحدة لمنتجات الأخشاب والتابعة لمجموعة المهيدب تم دمجها مع شركة الفوزان للأخشاب، وتأسيس (بوان للصناعات الخشبية)، كما تم الحال في الصناعات الحديدية والخرسانة الجاهزة، وأصبحت (بوان) نتاج اتحاد شركتين لهما التوجه نفسه، وأصحاب ريادة في مجال الصناعة الخشبية، والنتائج المرجوّة من هذا التحالف - وغيره - هو تقديم منتجات أفضل والتركيز على الإضافة الجادة لهذا المجال بشكل كبير ومتخصص) .. لكن لم يتم بشأن هذه الشركات أي قرارات نهائية، هي مجرد أفكار مطروحة للنقاش، سيكون لها إعلان في المستقبل حال اتخاذ أي قرار يخصها - بإذن الله.
كيف ترى وضع الأسواق التي تعمل فيها المجموعة قبل الأزمة وبعدها، وما التغير الذي واجهتموه مع الأزمة؟
نسبة كبيرة من عمل الشركة واستثماراتها داخل المملكة، وأعتقد جازماً أن السعودية بشكل خاص - ومنطقة الخليج بشكل عام - من أقل الدول تأثراً بالأزمة الاقتصادية، وأتكلم هنا عن الجوانب الاستهلاكية، هناك تأثر من النواحي المالية والمصرفية كذلك في قطاع العقار ومواد البناء، وهي جزء من عمل المجموعة لكن هناك جوانب أخرى كانت داعما رئيسا للمجموعة - بحمد الله، والأزمة هي مرحلة صحيّة لترتيب النفس والوقوف على الأخطاء ومعالجتها، وتعزيز مكامن القوّة لدى الشركات - وبحمد الله - نحنُ في المجموعة بدأنا مشروع إعادة الهيكلة في عام 2006، وانتهى المشروع من الناحية النظرية في أيلول (سبتمبر) 2008 (في الأيام الأولى من الأزمة الاقتصادية)، وبدأنا بتطبيق هذه الهيكلة والخطة على أرض تستحق التجربة والمخاطرة واختبار هذه الهيكلة والخطط، والنتائج لا يمكن الإحساس بها بعد عدة أشهر، لكن النتائج المبدئية مطمئنة - بحمد الله - وتبشر أننا نسير وفق الخطط المرسومة والمتوقعة.
انتشار المجموعة حول العالم، هو ما تعبر عنه المجموعة في هويتها الجديدة، إلا أنه يشكل تحديا كبيرا لمتابعة تلك الاستثمارات المنتشرة حول العالم؟
التوجه الجديد للمجموعة يرتكز على (الاستثمار الاستراتيجي في الشركات صاحبة الريادة)، إضافة إلى الاستثمار المالي والعقاري، وهي القطاعات الثلاثة التي تركز عليها الشركة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، واستراتيجية الشركة تكمن في تملك حصص في شركات رائدة بنسبة تؤهلها للحصول على مقاعد في مجالس الإدارات، ليكون لها التأثير وتستطيع إضافة قيمة إلى تلك الشركات في مجال عملها، بحكم الخبرة المكتسبة لدى الشركة في تلك المجالات. سواءً كانت تلك الاستثمارات داخلية أو خارجية، مع تركيزنا بشكل أساس على الاستثمارات الداخلية لاستقرار السوق وسهولة الأنظمة بشكل عام ومعرفتنا بالسوق وخبرتنا فيها من سنوات طويلة - ولله الحمد.
ما الأسواق التي تعمل فيها الشركة؟
تعمل الشركة بشكل أساس في المملكة كواحدة من أكبر وأعرق الأسواق في المنطقة، إضافة إلى بقيّة دول الخليج، ولدى الشركة استثمارات في كل من: سورية، الأردن، لبنان، مصر، العراق، إيران، الهند، وباكستان، إضافة إلى بعض الشركات في أوروبا كالمملكة المتحدة وسويسرا وغيرهما. وترتكز تلك الاستثمارات في القطاعات التي نشأت عليها الشركة: مواد البناء، المقاولات، الأغذية، الصناعة .. بشكل أساس، إضافة إلى بعض الاستثمارات المالية والخدمية وقطاع الاتصالات.
بعد الاندماج الكبير مع "صافولا" من خلال المخازن الكبرى، ألا تنوي المجموعة التحالف مع عدد من شركاتها المختلفة؟
الاندماج مع مجموعة صافولا - من خلال تملك مجموعة المهيدب حصة في "بنده" بعد دخول المخازن الكبرى - وحصول الشركة على نسبة 20 في المائة من أسواق بنده، يعد من الاندماجات الناجحة في المنطقة، وبني هذا الاندماج على دراسات متخصصة وتوحيد مصالح مشتركة للمجموعتين، لكن مبدأ التحالفات ليس بجديد على الشركة، فقد تم تأسيس الشركة الأولى للتطوير بالتحالف مع مجموعة الفوزان القابضة، للاستثمار العقاري من خلال الشركة الأولى، وفي مجال الصناعة تم تأسيس شركة (مداد القابضة)، وهي بالشراكة مع مجموعة الفوزان أيضاً في مجال الاستثمارات الصناعية، وكذلك تم تأسيس شركة أكوا بور بالشراكة مع مجموعة أبو نيان والراجحي، والمتخصصة في الطاقة والمياه والكهرباء، وكذلك "بوان" للصناعات (المعدنية والخشبية والخرسانة الجاهزة) وهي نتاج اندماج شركات ومصانع بين مجموعتي المهيدب والفوزان في تلك الصناعات. كل هذه الاندماجات تصب في مصلحة المنتج النهائي والمقدم للعميل والمستهلك، وهي الرسالة الأسمى التي نؤمن بها - كما ذكرنا سابقاً، إننا نحرص في المجموعة على تقديم المنتج النهائي بجودة عالية ومواصفات عالمية وسعر مناسب، ولن يتم ذلك إلا بتحالفات واندماجات تكون كفيلة بالوصول إلى ذلك.
دخلتم إلى أسواق العقار، كيف ترون وضع السوق العقارية خلال الفترة المقبلة؟
المسكن من أهم مقوّمات الحياة، وموضوع العقار والإسكان أُشبع دراسةً وتحليلاً، والواقع يقول: إن نسبة الشباب كبيرة جداً وبطبيعة الحال يحتاجون إلى مساكن حتى يستطيعوا تكوين أسر فاعلة في المجتمع، والمطوّرون العقاريون لن يستطيعوا استيعاب حجم الطلب، فسوق العقار سوق واعدة لمن يرغب في الاستثمار طويل الأمد من خلال تطوير أحياء ومدن سكنية تستوعب الطلب المحلي، والمجموعة لها استثمارات كبيرة في هذا المجال من خلال الشركة الأولى، وكذلك شركة ثبات - بالشراكة مع مجموعة طلعت مصطفى ومجموعة بن لادن السعودية - إضافة إلى استثمارات الشركة في "إعمار الشرق الأوسط". وهذه الشركات لها مشاريع في المناطق: الشرقية، الوسطى، والغربية لمحاولة تلبية احتياجات السوق، وتطوير أحياء سكنية ومدن تكون معيارا من معايير الجودة والتقييم للسوق العقارية بشكل عام.
ما المعوقات التي تعتقدون أنها ستواجه المجموعة خلال الفترة المقبلة، وما حلولها من وجهة نظركم؟
سوق العمل - في هذا الوقت بالذات - تحوي فرصا كبيرة وكثيرة، هذه الفرص تحتاج إلى مَن يمتلك الجرأة ليكون صاحب المبادرة الكبرى، هذه الجرأة ترتكز على عوامل بشرية مؤهلة، وصاحبة خبرة وتجربة .. وهو ما ينقص سوق العمل بكل أمانة، قد يكون المعوق الأهم في وقتنا الحاضر هو الشباب المؤهل صاحب الخبرة والدراية والعلم، وهي عملة نادرة جداً، فمتى كان ذلك حاضراً كانت العقبات أسهل، نحتاج إلى ربّان سفينة يقودها إلى برّ الأمان، هناك معوقات أخرى تتعلق بالأنظمة والقوانين، لكن جزءا كبيرا منها قد تمت معالجته، خصوصاً بعد وجود هيئات متخصصة لتنظيم العمل، كهيئة الاتصالات والهيئة العامة للاستثمار، وهيئة المدن الصناعية، وكلها هيئات تنظيمية بُنيت على أسس راقية سهّلت - وبشكل كبير وملحوظ - كثيرا من العمليات الإدارية المتعلقة بالمشاريع التنموية للبلد بشكل خاص.
#2#
ألا يشكل التضخم تحديا لكم في ظل تجارتكم في السلع الأساسية، وما الحلول لمواجهة ذلك التضخم خاصة في قطاع السلع الأساسية والغذائية؟
أعتقد أن التضخم أصبح جزءا من الماضي، فمع الطلب المتناقص عالمياً أصبحت أسعار السلع بشكل عام في تناقص مستمر، ووصلت في بعض القطاعات إلى معدلاتها الطبيعية، والبعض الآخر لم يعد يشكل التضخم بالنسبة لهم أي هاجس، ورغم الأزمة العالمية ومساوئها وأضرارها، إلا أن معالجة التضخم كانت من أهم ميزاتها، وهي مصححة للسوق بشكل عام أكثر من كونها مضرّة له.
ما الرسالة التي تسعى لها المجموعة من خلال استثماراتها؟
تم العمل على تأسيس الاستراتيجية الجديدة للمجموعة على أساس تقديم منتج ذي مواصفات عالمية وجودة عالية وسعر مناسب للمستهلك النهائي، وكانت الطريقة المثلى لتحقيق ذلك هي الاستثمار طويل الأمد في القطاعات المالية والعقارية والاستراتيجية (في التخصصات والقطاعات التي تمتلك المجموعة فيها خبرة كبيرة كقطاع مواد البناء والعقار والمقاولات والأغذية بشكل عام)،
ما دور المجموعة في أعمال خدمة المجتمع؟
تسعى المجموعة خلال الفترة الحالية لتأسيس المهيدب لخدمة المجتمع، والهدف من هذه الجمعية هو خدمة المجتمع في نطاق محدد وطويل الأمد، وعملت الشركة بحثاً موسعاً عن المجالات التي من الممكن طرقها (والتي لم يتم التطرق إليها من قبل شركات أخرى) حتى لا يكون هناك تكرار في العمل، بل نسعى إلى أن نكون مكمّلين في العمل التطوعي وخدمة المجتمع لا أن نكون مقلّدين، ففي نهاية المطاف هي جزء من مهمتنا وواجبنا تجاه بلدنا.. وأكثر الرؤى والتوجهات ستكون لفئة الشباب في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ذكوراً وإناثاً لتطوير المهارات الخاصة بهم - غير المنهجية - من خلال برامج مدروسة ستكون موزعة طوال العام، وسيتم الإعلان عنها - بإذن الله - في وقتها. ستسهم هذه البرامج في زرع الثقة والإحساس بالمسؤولية وتنمية المهارات الأخرى لديهم بشكل كبير - بإذن الله.
وجود جيل جديد في المجموعة هل يضعف حركة القرارات فيها؟
بالعكس، الشركات بشكل عام تقوم على الموازنة بين الشباب وأصحاب الخبرة من الإداريين الناجحين، الشباب باندفاعه وتجديده وأفكاره وطموحه، يلتصق بالخبرات الكبيرة، والتي من شأنها تسيير عجلة النجاح وإدراك المخاطر والتوجهات العامة بحكم التجربة والخبرة. وهذا التمازج يعطي الشركات كثيرا من التوازن في مجال عملها، ونحن في المجموعة - بحمد الله - نفخر بوجود خبرات تجاوزت 25 عاماً في مجال عملها - ضمن المجموعة أو خارجها - وبشباب حديث التخرج يعمل بطموح وثقة وأمل.
هل هناك إضافة ترغب فيها في هذا الحوار؟
أشكر لكم إتاحة الفرصة لي، وآمل أن نكون قد أضفنا شيئاً للقارئ الكريم ..