ما بين وبين !
شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية لكل فرد، ليس بسبب كونه وقفة إيمانية مهمة في العام ومحطة لشحن الروح وبنائها فقط! بل إضافة إلى ذلك يتميز ببركة في الوقت تنعكس على أداء الفرد اليومي وعلاقته بالأسرة والمجتمع.
اجتماع الأسرة على وجبتي الإفطار والسحور بوصفهمها حدثين مهمّين يومياً يتيح لجميع أعضائها بالتواجد في ذات الوقت والمكان ذاته، بل يعتبر من المستغرب عدم حدوث ذلك.
ومع أنّ الإجازة الصيفية قد بدأت منذ نحو شهرين إلا أنّ ذلك لا يعني كون جميع العائلة في إجازة صيفية. لكنّ ساعات الدوام في رمضان وامتداد فترات السهر تيسّر لهم اللقاء والتحدث حول شتّى الأمور.
هذا الشهر مبارك لأن التواصل العائلي مهمّ وإن امتدت فترات الإنشغال طويلا، فإن الوالدين والأبناء سيجدون الكثير للتحدث عنه.
من بينها مناقشة المشكلات اليومية التي يتعرضون لها ولا يجدون الوقت الكافي ولا المزاج المتاح من قبل الوالدين لمساعدتهم في حلّها.
والحديث عن الأحداث القائمة في المجتمع والعالم ككلّ في محاولات لمعرفة ما يفكّر به الأصغر سناً وإيجاد مقاربة وشرح لما يتعسر عليهم فهمه وتقبّله.
أيضاً يصنع الوالدين مثلاً طيباً لأبنائهم خلال الشهر في صلة الأرحام ومساعدة المحتاجين والمثل هنا يكون واضحاً وبأثر أدوم عندما يدعون للمشاركة فيها وتعلّمها مباشرة.
في رمضان يتسابق الأقارب والأصدقاء على بناء ذواتهم بصورة إيجابية، وأقول بناء لأنّ الأعمال الخيرة التي يشيعها جوّ الشهر الكريم تكفل للفرد البناء والتحول لإنسان أفضل.
على جانب آخر وبالقدر نفسه يعرّض الأفراد أنفسهم للهدم ، والخسارة الأولى التي سيقعون فيها هي تفويت هذا الشّهر وكلّ ما فيه من فرص.
ماذا لو وقفنا مع أنفسنا قليلاً وفكّرنا ، ماذا لو كان هذا الرمضان الأخير في حياتنا ؟ كيف سنقضيه؟ ومع من ؟