مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بحاجة إلى دعم كافة شرائح المجتمع وليس رجال الأعمال

مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بحاجة إلى دعم كافة شرائح المجتمع وليس رجال الأعمال

يعقد في المنطقة الشرقية غدا «الأحد» اللقاء الخامس للمؤسسين لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة تحت رعاية الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ، ويستضيف هذا اللقاء عبد الرحمن علي التركي أحد المؤسسين الداعمين للمركز.
وتوقع عبد الرحمن التركي في حوار له مع «الاقتصادية» أمس الأول أن يخرج اللقاء الخامس بتوصيات مهمة تسهم في دعم أهداف وبرامج المركز خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن هنالك عددا من البنود المهمة المدرجة على جدول الأعمال التي ستتم مناقشتها من خلال الجمعية العمومية للمركز.
وقال التركي إنه تم توجيه الدعوة لعدد كبير من الأمراء في المنطقة ورجال الأعمال والمسؤولين في الجهات الرسمية للتفاكر حول السبل الكفيلة بتوفير الدعم اللازم للمركز حتى يتمكن من تحقيق أهدافه النبيلة التي أسس من أجلها.
وتحدث التركي عن عدد من المحاور المتعلقة بمسيرة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وعلاقات التعاون التي تربط بين المركز ومراكز إقليمية ودولية تعمل في مجال الإعاقة. فالي تفاصيل الحوار:

شرف عظيم

كيف تنظرون لاستضافتكم في المنطقة الشرقية اللقاء الخامس للمؤسسين لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة؟
أولا: أشكرك على إتاحة هذه الفرصة لأتقدم نيابة عن رجال الأعمال المؤسسين في المنطقة كافة بخالص الشكر والتقدير للأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية على تفضله ورعايته الكريمة للقاء الخامس، كما أتقدم بالشكر للأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على تشريفي بقبول استضافتي اللقاء الخامس للإخوة المؤسسين والجهات المؤسسة في المنطقة، ولعل استضافة الشرقية اللقاء الخامس دليل واضح على أن دعم المركز يأتيه من مناطق المملكة كافة، باعتبار أنه مشروع وطني. وأتمنى أن تسهم توصيات هذا اللقاء في دعم أهداف المركز.

بدعم متواصل

منذ تأسيس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لاحظنا نقلة نوعية تجاه المعوق في المملكة, والجديد في هذه النقلة أنها نتيجة شراكة بين كافة القطاعات وبدعم من مؤسسات وشركات ورجال أعمال, فكيف تنظرون لدور رجال الأعمال في هذا المجال؟
قبل الحديث عن دور رجال الأعمال في دعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، دعني أشير هنا إلى فكرة تأسيس المركز، فخلال ترؤس الأمير سلطان بن سلمان جمعية الأطفال المعوقين لاحظ زيادة في عدد الأطفال المعوقين في الجمعية، حينها أيقن أن الوقت حان لـتأسيس مركز علمي متخصص يبحث عن مسببات الإعاقة وانتشارها في المملكة وكيفية التصدي لها, وقد لقي المركز منذ تأسيسه اهتماماً خاصاً من الأمير سلمان بن عبد العزيز مؤسس المركز الذي قام بوضع اللبنات الأولى لانطلاقته، ودعا إلى دعمه من مختلف القطاعات الأهلية والحكومية، وهنا جاء دور المؤسسين من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال الذين وجدوا أنّ المركز بأفكاره وأبحاثه وجهوده يعد من الأعمال الخيرة التي يعود نفعها على فئة غالية علينا في المجتمع, ومن فضل الله علينا في هذا البلد أنّ رجال الأعمال فيه يدركون واجبهم تجاه المجتمع, وبما أن المعوق هو أحد أبناء هذا الوطن كان لزاماً علينا أن ندعم المركز بكل ما نستطيع سواءً كان هذا الدعم مادياً أم معنوياً, وأنا هنا أشيد برجال الأعمال والمؤسسين لما يقدمون من جهود تمكن المركز على تحقيق أهدافه.

أبحاث ولدت من رحم معاناة المعوق

كيف تقيمون مسيرة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة منذ تأسيسه؟
أعتقد أن المعوقين وأسرهم هم الأجدر بتقييم مسيرة المركز، على اعتبار أنهم المستفيدون الأوائل من خدماته، ولكن رأيي الشخصي والمتواضع وبصفتي قريبا جدا من المركز أعتقد أن ما تم إنجازه طيلة السنوات الماضية يدل على أن مسيرة المركز العملية التطبيقية كانت مميزة للغاية ويكفي أن أبحاث وبرامج المركز ولدت من معاناة المعوق وأسرته ووفرت احتياجاته، خاصة أن المركز منذ تأسيسه حدد أهدافه وأبحاثه العلمية في مجال الإعاقة. فهنالك ثقافة تكونت لدى المجتمع السعودي بحقوق وواجبات المعوق حتى أصبح له دور فاعل يمارسه في مختلف قطاعات الحياة اليومية، وهذا الأمر تحقق بفضل جهود المركز الذي وضع على عاتقه أن تكون أبحاثه علما ينفع الناس، ولعل الإنجازات التي تحققت حتى الآن هي التقييم الحقيقي لمسيرة التسعة عشر عاما الماضية.

حدثنا عن طبيعة هذه الإنجازات التي أشرت إليها؟
لقد أسهم المركز بشكل رئيسي في إقرار نظام رعاية المعوقين ، من خلال مشاركته في تنظيم عديد من المؤتمرات الدولية للإعاقة، وقدّم عددا من الحلول العلمية المدروسة في مجال الإعاقة, إضافة إلى دعمه عددا من العلماء والأطباء والباحثين, ونشر ثقافة البحث العلمي المتخصص, وإقامة شراكات دولية لإنجاز بحوث علمية في مجال الإعاقة. كما رعى المركز تحالفات محلية تصب في مصلحة المواطن المعوق وأسرته، إضافة إلى حضورنا ومشاركتنا توقيع اتفاقيات مع أشهر الجامعات العالمية لإنجاز أبحاث يتوقع لها أن تؤثر في مستوى الإعاقة في العالم وغيرها من الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة المركز. ويكفي أن أشير هنا إلى أنه بفضل هذه الجهود رأينا طفلاً تم إنقاذه من الإعاقة وهو في رحم أمه, وآخر استطاع تحريك يده وهي مشلولة, وثالث تم ابتعاثه للدراسة في الخارج, ورأينا أباً استطاع التفاهم مع ابنه المصاب بالتوحد, وشهدنا معايير تطبق في مراكز الرعاية النهارية للرفع من مستواها، وجامعة تغير ممراتها وطرقها كافة لتتناسب مع احتياجات المعوق.

المؤسسون .. فكرة رائدة

بصفتكم أحد المؤسسين للمركز, حدثنا عن دوركم في دعم أهداف وبرامج المركز؟
فكرة (المؤسسين) في مركز علمي، في حقيقته وقف خيري تعتبر فكرة رائدة, جعلتنا نتفاعل بشكل إيجابي معها, فمبالغ الدعم المادي التي نقدمها تدار كوقف خيري من قبلنا نحن المؤسسين, حيث شكّل المركز لجنة للاستثمار وتنمية الوقف من الأعضاء المؤسسين, كما شكل المركز لجنة للاستثمارات والعقارات وإدارة الأموال والأوقاف الشرعية ويتم تخصيص تلك العوائد لتمويل المشاريع والبرامج البحثية للمركز, وجمعية المؤسسين هي السلطة العليا في المركز, ودورنا تمثل في وضع السياسات العامة والإشراف على تنفيذها والقيام وكل ما من شأنه تحقيق أهداف المركز.
هذا إلى جانب دور المؤسسين الفاعل في عديد من البرامج والأبحاث والتحالفات العالمية التي تمت خلال السنوات الماضية. ونحن نتطلع في المستقبل القريب إلى زيادة عدد المؤسسين وتوسيع نطاق الدعم من أجل تحقيق أهداف المركز.

تبرع الأمير سلطان

ما أنجع السبل التي ترونها مناسبة حتى يتواصل دعم رجال الأعمال للمركز ؟
لقد أعجبتني كلمة الأمير سلطان بن عبد العزيز أثناء اللقاء الرابع للمؤسسين الذي استضافه أخي عبد المقصود خوجة في جدة عندما أعلن اعتزازه بالمركز وتبرعه بعشرة ملايين ريال دعما سنويا للمركز، حيث قال بالحرف الواحد « لا اقصد بتبرعي السمعة أو المظهر والله يعلم ذلك، ولكن أقصد بها خدمة الذي يحتاج للخدمات، ومع ذلك أكرر شكري لأخي الأمير سلمان وللعاملين معه في هذا المركز». والشاهد في الأمر أن تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز يعتبر دافعا قويا لرجال الأعمال السعوديين للتبرع لدعم المركز. كما أن مشروع «جرب الكراسي» يعد فكرة مميزة للغاية لما لها من معان ومدلولات عميقة، عندما يعيش الأسوياء منا تجربة المعوق مع الكرسي، وكما ذكرت هؤلاء المعوقون جزء مهم لا يتجزأ منا كمجتمع مترابط، ونحن رجال الأعمال جزء من هذا المجتمع. فأنا على قناعة تامة بأهمية دعم ومساندة رجال الأعمال لبرامج المركز. وحقيقة الأمر أن هنالك تزايد في عدد المؤسسين في المركز يقدمون باستمرار الدعم للمركز وأبحاثه وبرامجه وأعماله سنويا.

التوسع خليجيا وعالميا

هل هنالك توجه لتعميم فكرة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في دول مجلس التعاون؟
فكرة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ليست حكراً على المملكة فقط، بل متاحة لجميع الدول ولا نبخل في تقديم معلومة أو مشورة أو رأي بل نحن سابقون لذلك، فنحن نعقد اجتماعات على هامش المؤتمرات العلمية التي تهتم بالإعاقة إقليمياً ودوليا، التي من خلالها يتم تبادل الخبرات بين المركز والخبراء المشاركين في المؤتمرات. ونحن نتطلع إلى أن نرى مراكز أخرى لأبحاث الإعاقة في دول الخليج.

ما طبيعة علاقتكم وتعاونكم مع مراكز خليجية تعمل في مجال أبحاث الإعاقة؟
لدينا علاقات وتعاون مثمرين مع عدد من المراكز الخليجية العامة في مجال الإعاقة وسبق أن تم توقيع اتفاقية شراكة مع الجمعية الخليجية للإعاقة، مقرها البحرين. واتفاقية شراكة أخرى مع مركز تقويم وتعليم الطفل بالكويت، وما زال الباب مفتوحا أمامنا لبناء شراكات جديدة خليجيا وعالميا.

آلية قبول الأبحاث

ما طبيعة الأبحاث التي ينجزها المركز؟ وهل لكم أن تقدمون نبذة عن آلية قبول الأبحاث واعتمادها وتمويلها؟
مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يهتم بكل ما يخص الإعاقة من أبحاث أو برامج بحثية ودراسات، وهي تتنوع ما بين أبحاث علمية صرفة، وسلوكية وتقنية، وتشمل جميع أنواع الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية والكلامية والإدراكية والتخلف العقلي وغيرها، بالطبع هناك لجنة للبحوث ولجنة علمية تقوم بتحديد أولويات ومجالات وحقول الأبحاث والدراسات بحسب المستجدات العلمية، على أن يتم التركيز على الجوانب التطبيقية، التي تسهم بشكل مباشر في التخفيف من وطأة الإعاقة والحد من آثارها والتشخيص والتدخل المبكر قبل حدوثها أو قبل استفحال مضاعفاتها، وهذه الأبحاث والدراسات تكون وفقا لأنظمة وشروط خاصة بقبول البحوث، حيث يتم عرضها على قسم الدراسات والأبحاث في المركز، بعد ذلك تعرض على لجنة البحوث للتقييم، واختيار المناسب منها للتحكيم من قبل خبراء ومختصين على المستويات: المحلي والإقليمي والعالمي، وبعد ذلك يوافق المركز على تمويل الأبحاث المجازة من الخبراء. مع العلم أن المركز يدعم الباحثين سواء كانوا سعوديين أو عربا أو أجانب، فقد قام المركز بتمويل باحثين من مصر وسورية والسودان وأمريكا وكندا وبريطانيا.

رؤية مستقبلية

ما رؤيتكم المستقبلية كمؤسسين في تطوير أعمال المركز ودعم برامجه وأهدافه؟
ينجز مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة سنويا عدداً من البحوث العلمية المهمة ويبدأ في إنجاز بحوث أخرى، ونسعى عاقدين العزم على التوسع في تمويل مشروعات الأبحاث الأساسية والتطبيقية ذات الجودة العالية والمردود المباشر لخدمة وعلاج هذه الفئة الغالية من مجتمعنا في أنحاء المملكة كافة، والشرق الأوسط، وكذلك تكوين فرق بحث متعددة الأنظمة لعلاج المشكلات البحثية الكبرى التي تتطلب الخبرة الواسعة، وأيضاً أن يكون المركز أحد المساهمين في إجراء دراسات بحثية دولية متعددة المواقع، وهو ما سنصل إليه بإذن الله تعالى وهو طموحنا جميعاً.

دعم المجتمع

هل المركز بحاجة لدعم رجال الأعمال السعوديين فقط أم شرائح المجتمع كافة؟
نعم .. مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بحاجة لدعم من الجميع وليس رجال الأعمال فقط، فالمركز ولد من رحم المجتمع الذي هو أساس الدعم، فجميعنا يجب أن نتكاتف من أجل توفير الدعم للمركز، سواءً علمياً أو مادياً أو معنوياً ولكن يبقى الدور الرئيس لرجال الأعمال، ورغم ما بذل رجال الأعمال من جهد ومال فهو جهد المقل، وقاعدة المؤسسين أخذت تكبر بانضمام إخوة أعزاء من رجال الأعمال كمؤسسين.

ما الرسالة التي تودون توجيهها لرجال الأعمال السعوديين لحثهم على دعم برامج المركز؟
رجال الأعمال ليسوا بحاجة لرسالة لدعوتهم، الكل يساهم وينفق في أوجه الخير المتعددة، وللحق هناك رجال أعمال غير مؤسسين قاموا بتمويل بحوث ودراسات لصالح المركز، وأتمنى أن يزدادوا فالمركز بحاجة لدعمهم، وهو أقل واجب وطني على رجال الأعمال.

منتدى المؤسسين

هل تعتزمون تأسيس منتدى للمؤسسين ليسهم في تطوير أعمال المركز؟
حقيقة فكرة تأسيس منتدى للمؤسسين تعد فكرة جيدة وذلك للإسهام مع لجنة الاستثمار وتنمية الموارد للالتقاء بعدد كبير من رجال الأعمال، وتقديم عرض كامل عن المركز وجهوده وخططه وتطويره، وعرض إنجازاته ومشاريعه المستقبلية، وكما قلت ما زالت فكرة وتحت الدراسة ولإقرارها متى ما كانت ذات جدوى فاعلة لدعم المركز.

آفاق للتواصل

هنالك لقاء آخر مصاحب للقاء الخامس الذي تستضيفونه في المنطقة الشرقية يعقد تحت رعاية حرم أمير المنطقة الشرقية وضيافة حرمكم. ما الهدف من هذا اللقاء؟
دعني انتهز هذه الفرصة لأن أقدم جزيل الشكر والتقدير للأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز على رعايتها لقاء أسر المؤسسين. حقيقة الأمر الذي لا يخفى على أحد أن النساء شقائق الرجال، ولهن دور بارز في دعم المؤسسين والمركز، ويأتي هذا اللقاء لفتح آفاق جديدة من التواصل الاجتماعي بين أسر المؤسسين من جهة، وبين أسر المعوقين وأسر المجتمع كافة من جهة أخرى وأتمنى أن يتوصل اللقاء الذي يعقد تحت رعاية الأميرة جواهر بنت نايف إلى توصيات تدعم جنبا إلى جنب توصيات المؤسسين.

الأكثر قراءة