إكراماً لضيوف الرحمن لم تطبق غرامات على من يلقي النفايات

إكراماً لضيوف الرحمن لم تطبق غرامات على من يلقي النفايات
إكراماً لضيوف الرحمن لم تطبق غرامات على من يلقي النفايات
إكراماً لضيوف الرحمن لم تطبق غرامات على من يلقي النفايات

يرى المهندس نواف إبراهيم جوهرجي عضو مجلس منطقة مكة المكرمة أن الاهتمام بالبيئة يعد أمراً ضرورياً، وأن على الجميع أن يتعاون مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تنفيذ أهدافها والخطوات الوقائية للحد من زيادة الملوثات، موضحاً أن على المجتمع دور مهم جداً بجميع شرائحه تجاه البيئة في ثلاث مراحل، أولاها الترشيد في استخدام الموارد، والثانية عمل الفرد على تثقيف ذاته ومحيطه للحفاظ على البيئة من بيت وشارع ومكان عمل وحي ومدينة ثم الوطن بشكل عام بما يتكون منه من أرض وبحر وفضاء، والالتزام بتعليمات السلامة البيئية، والثالثة الاستثمار البيئي وهو الأمر الأهم اليوم، فعلى كل فرد أن يستثمر بعضا من وقته وطاقته في مجال البيئة حتى يتم توارثها للأجيال القادمة، وهي في حال يتناسب مع المحبة للأبناء والأحفاد، لافتاً إلى أن التعميم يلقي مسؤولية أكبر على العاملين في مجالات الاقتصاد والصناعة وكذلك مجالات الخدمة .. إلى تفاصيل الحوار :

## بصفتك عضواً في مجلس المنطقة كيف تقرأون الجهود المبذولة من قبل القطاعات العاملة في موسم الحج, خاصةً تلك التي تعنى بالإصحاح البيئي؟

القطاعات العاملة في موسم الحج تؤدي واجبها حسبما توافر لديها من إمكانات وخاصةً أنه بمقارنة بسيطة بين بعض الدول التي قمت بزيارتها للاضطلاع على الجهود المبذولة في مجال البيئة بصفة شخصية وللحصول على معلومة مفيدة تبين لي بوضوح أن تلك الدول قد تفد إليها أعداد مقاربة لأعداد الحجيج، ولكن نجد أن تلك الدول تستوعب تلك الأعداد على مساحة شاسعة من أراضيها وخلال فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، بينما نحن في مكة المكرمة تجد أن الحجيج يقيمون في المنطقة المركزية ويتنقلون عبر مساحات محدودة في المشاعر، وكذلك فإن هناك فترة ملزمة للإقامة والتجمع، وهذا يزيد من معدلات التدفق ويقلص زمن المعالجة.

## كيف ترون عنصر التوعية المعمول به لتوعية الحجاج بيئياً؟

التوعية والاهتمام بالبيئة واجب على الإنسان المسلم والوعي البيئي ليس بجديد، وإن ما يحدث هو تهاون البعض في التقيد بما تمليه علينا عقيدتنا قبل كل شيء، ولكننا نحتاج إلى التذكير والتوجيه، كون ظروف الحج تختلف عن قضاء فترة في أي مكان آخر في العالم، وأعتقد أن على الدول الإسلامية تقديم برامج توعوية وتثقيفية عن بيئة الحج، المتمثلة في تثقيف الحاج لإسهامه في بيئة نظيفة وتجنب بعض الممارسات غير الحضارية وخاصةً في مكة المكرمة، ونذكر دائماً بأن الإقامة في مكة لها روحانية خاصة ومن الصعب أن يستشعرها الحاج، وقد يتوضأ مثلاً في مكان صلاته أو يأكل ويترك المخلفات ليتأذى بها غيره في ساحات الحرم، أو يرمي النفايات في الشارع وغير ذلك من الممارسات السيئة التي أعتقد أنه من واجب الجميع إزالتها لنظافة المكان واستشعار القبول عند أداء الفريضة، كما أن هذه المسألة تكلف الأمانة كثيرا من الجهد، فقد تجد حاويات النفايات فارغة، وللأسف تجد من حولها النفايات ملقاة على الأرض أو في الشارع، وقد ترى لوحة تشير إلى مقت ذلك السلوك في المكان نفسه وبعدة لغات أيضاً، لذلك أتمنى على جميع المسؤولين في الدول الإسلامية أن يكثفوا التوعية البيئية للحجاج القادمين من بلادهم حتى يهنأوا بحجهم في صحة وعافية.

## كيف يمكن للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تؤدي أدوارها بشكل صحيح في ظل غياب التعاون من بعض أفراد المجتمع؟

الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تؤدي دورها بشكل صحيح وفاعل، وغياب التعاون من بعض أفراد المجتمع، وأظنك تعني بعض المؤسسات والشركات العاملة في المجالات الاقتصادية والخدمية المختلفة وكذلك بعض الصناعيين غير المتعاونين مع الرئاسة، ففي اعتقادي أن لديهم فجوة تحول دون بلوغهم تحقيق مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم واقتصادهم أو صناعتهم وبيئتهم، لذلك هم أحوج للتوعية والتثقيف، فجميعنا يدرك أن كثير من المنتجات تم حظرها عالمياً وأخرى يعمل على إيقافها، وكذلك فإن استنزاف الموارد يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الذي هو الضامن الأساس لبيئة سليمة، وذلك كله يؤدي إلى تقليص زمن الإنتاج وبالتالي تقليص كمية الإنتاج، مما يحتم تكليفهم بخطوات إجرائية أو وسائل حماية للحد من التلوث ستكون مكلفة جداً، وفي المقابل فإن كثيرا من أفراد المجتمع هم على وعي كامل ويتمتعون بحس عالٍ من المسؤولية والمواطنة وعلى تعاون وثيق مع الرئاسة أو غيرها من الجهات المهتمة بالبيئة.

## هل هناك أسباب معينة مسؤولة عن إحداث التلوث البيئي في مكة المكرمة؟

الأسباب من وجهة نظري تشابه الأسباب في أي بيئة أخرى وفي أي مدينة أخرى، وتتمثل في الإسراف في استخدام المتاح من الموارد، وكذلك عدم الاستفادة من التوظيف الصحيح للمتاح لتقليص الاستفادة من المخزون الطبيعي لتقليص الكم المدخل الجديد وتدوير السابق لتغطية الاحتياجات اللازمة.

## كيف للحاج أن يلحق الأضرار بالبيئة؟

الحاج هو ضيف الرحمن، وكما أسلفت فإن خدمته شرف للجميع، وكذلك فإن ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من جهود ظاهرة لا تخفى على أحد، ولا أعتقد أن الحاج يرغب في إحداث الإضرار بالبيئة، ولكن ما يحدث هو ممارسات خاطئة تؤدي إلى سلبيات كلنا يعرفها، ولرغبة حكومتنا الرشيدة في تيسير رحلة الحاج وحسن استضافته فهي تهيئ له الاحتياجات وباحتياطيات مضاعفة أحياناً تحسباً لتفادي أي سلوك خاطئ، وذلك من باب التيسير، فلم تطبق غرامات جزائية مثلاً على من يلقي مخلفات في الشارع كما هو معمول به في دول كثيرة وغيرها من الإجراءات التي دائماً نرى بلدنا يتعامل معها بإيجابية ولا يفرض الجزاءات والعقوبات إكراماً لضيوف الرحمن.

#2#

## أعرج بك قليلاً على أعمال اللجان في المجلس .. ما مدى انسجام الأعضاء في مناقشة القضايا المتعلقة بمكة المكرمة؟

من دون شك فإن أعضاء المجلس يعملون جميعهم بلا استثناء لتحقيق كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن سواءً كانوا من أمناء ورؤساء قطاعات حكومية وكذلك من تشرفوا بالثقة الملكية من مولاي خادم الحرمين الشريفين، وأكتفي بالقول إن درّة هذا المجلس هو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وعن القضايا المتعلقة بمكة المكرمة فهي متداولة علناً، وكل مواطن منح الحق من القيادة بإبداء رأيه في إطار التطوير، ولكن هناك ملاحظة يجب على الجميع مراعاتها وهي أن القرار يبنى على ركائز عديدة فقد أتقدم بمقترح لحل مشكلة أو موضوع ما ويكون فيه الصواب لذلك القطاع، إلا أنه يؤثر في جهة أخرى أو في مسار آخر، لذا فإنه في اعتقادي أنه على الجميع تقديم ما لديهم من مقترحات هادفة للتنمية والتطوير، وبدون أدنى شك فإن ذلك محل اهتمام القيادة، ولكن هناك أولويات وكذلك دراسات شاملة لأبعاد قد تخفى على أي ممن يقترح مشروع أو خطوة إنمائية.

## من خلال موقعكم في المجلس، كيف تنظر إلى مستقبل مكة المكرمة خلال الفترة المقبلة؟

جميعنا يدرك أن مكة المكرمة تمر بمرحلة تطوير قدرة الاستيعاب والتأسيس من جديد لتوسع مرحلي بناءً على الخطط العشرية في هذا العهد الميمون عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - يحفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير سلطان والنائب الثاني الأمير نايف، بإمارة وإدارة حكيمة من الأمير خالد الفيصل، وإني على يقين بإذن الله تعالى أن مكة المكرمة بعد بضع سنوات ستكون إن شاء الله تعالى في مصاف المدن الأول من حيث تقييم الإنسان (المواطن) وكذلك المكان.

## لماذا التلوث البيئي في مكة المكرمة بدرجات مختلفة حتى ولو كانت متدنية, وما الحلول للتخلص منه بشكل نهائي؟

أولاً لا توجد حلول للتخلص من التلوث بشكل نهائي ولا في أي مدينة في العالم، إلا إذا عدنا إلى الحياة البدائية، ولكن طالما أن الإنسان موجود وطالما أنه يستفيد مما سخره الله له فهو منتج للملوثات، ولكن بيئتنا بخير إذا ما قارناها بكثير من الدول، وهذا لا يتنافى مع واجباتنا تجاه البيئة، فلا نزال نحتاج للاستثمار في البيئة وذلك لتقليص تراكمات إنتاجية الملوثات وكذلك لتقليص معدلات التلوث المؤثرة في البيئة.

## هل نجح مشروع نقل الحركة الترددية الذي تم تطبيقه على مؤسسات الطوافة عند نقلها لحجاجها من مشعر إلى آخر؟

في اعتقادي أن الإقدام على مثل هذه الخطوات لم يكن بالتجربة للحصول على فاعلية الخطوة أو عدم فاعليتها، واعتقادي الجازم أن أي خطوة من هذا النوع لم تقر إلا بعد الدراسة الوافية والمستفيضة المؤدية لجدوى الخطوة، واسمح لي أن أشير إلى نقطة مهمة تتمثل في انسجام الأداء بين فرق العمل المحققة أو العاملة على تحقيق هدف ما أو مشروع ما، فإذا التزم الجميع لتحقيق أعلى معدلات الانضباط في أداء مسؤولياتهم تحقق الهدف بأعلى معدلات النجاح.

## ماذا تعني لك ظاهرة الافتراش, وهل أسهمت حملة «لا حج بلا تصريح» في التخفيف من هذه الظاهرة؟

هذه حملة تصب في تنظيم القادمين للحج وليست لمنع أي من الراغبين، فإذا ما تقدم أي شخص لم يستهلك الفرصة للحج واستوفى احتياجات الحج من السكن في جميع مراحله وكذلك النقل، فستكون أموره ميسرة لدخوله في منظومة الحجيج المنظم، وما كان يحدث من ظاهرة افتراش تمت معالجتها بشكل كبير خلال السنة الماضية، التي كانت من إفرازاتها في السابق إعاقة حركة الحجاج، وبتصرف لم يدرك من خلاله الحاج المفترش خطورته على ذاته وعلى الآخرين.

#3#

## هل تعتقد أن هذه المشاريع تكتفي المشاعر المقدسة, وأنها ستكون إسهاما في حل الإشكالات البيئية التي قد يتسبب فيها الحاج أولاً؟

دعني أذكر مقولة للأمير خالد الفيصل وهي «دائماً نسعى للأفضل فمن يسعى للأفضل لا تتوقف طموحاته وبذله لتحسين الخدمة والأداء»، ولذلك لن تكتفي المشاعر بالمشاريع، بل دائماً بما تتطلبه من تبعات لتطوير الخدمة في مجالات متعددة وكذلك أمن وراحة الحجيج نحن بحاجة إلى مشاريع مضافة.

## نلاحظ أن مكة المكرمة تنتج كميات كبيرة من النفايات سنوياً نظراً لضخامة عدد الزوار الذين يفدون إليها سنوياً, فلماذا لا نرى القطاع الخاص يتوجه إلى مشاريع التدوير لها؟

اتجاه القطاع الخاص للاستثمار يبنى على جدوى المشروع ونسبة دخله من رأس المال المستثمر، إضافةً إلى عوامل أساسية هي متحققة في هذا البلد الآمن بفضل من الله تعالى، والاستثمار في تدوير النفايات من المشاريع المجدية تماماً في جميع أنحاء العالم، وهناك أمران أعتقد أنهما فاعلان في هذا النوع من الاستثمار، الأول أن مكة المكرمة مدينة موسمية وتحتاج إلى إمكانات خاصة لمعالجة كميات موسمية (لفترات محدودة) تتدفق عليها في وقت قصير، فهذا يحتاج إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمصانع الفرز والتدوير، أما الأمر الآخر فهو اعتبار أن جدول مكون نفايات المنازل محدد بناءً على دراسات إحصائية وعينات، فحينما يفرز منها العناصر ذات القيمة المرتفعة تبقى مكونات أو عناصر لا جدوى من تدويرها بل تتطلب دعما ماديا لاستمرارية التدوير وكذلك امتياز للتسويق أو الاستهلاك، وهنا يتطلب الأمر منع بعض المقيمين من الفرز المسبق من حاويات النفايات المنزلية، والعمل على إقامة مشروع حكومي أو أهلي أو مشترك للاستفادة من تدوير النفايات عوضاً عن الإنفاق على السبل التي تخلصنا منها ومن أضرارها البيئية.

## هل ترون أن وضع الغرامات على المخالفين أمر سيحد من فرز النفايات, أم سيدفع القطاع الخاص للدخول في مثل هذا النوع من المشاريع ؟

أعتقد أن معالجة الأمر من جهة المستفيد النهائي قد يكون مفيداً أكثر فطالما وجد الراغب في الشراء لتلك العناصر سواءً مؤسسات أو شركات أو مصانع للتدوير فإن المسألة ستستمر حتى يقتنع المخالف بعدم جدوى المردود، ولكن إذا امتنعت المصانع المستفيدة من شراء تلك العناصر (المواد) إلا من مصادر تناط بها مسؤولية تدوير النفايات فعندها أتوقع القضاء على تلك الظاهرة .

## هل يعني ذلك أن النفايات التي يتم فرزها حالياً بشكل يومي ستتسبب في معضلة أمام الراغبين في الاستثمار في مجال التدوير؟

ليس الأمر بهذا القدر من السلبية فالجهات المعنية تقوم بدور رائد في تقليص حجم وتأثير المشكلة، ولكن سعياً لبيئة أفضل فإن الأمر يتطلب استثمارا بيئيا لتقليص حجم وضرر أي تراكمات من أي ملوثات.

## هل هناك تشريعات فعلية ورقابة على فرز النفايات من قبل بعض المستفيدين منها قبل وصولها إلى أيدي بلديات المدن المسؤولة عن النظافة والتخلص من النفايات ؟

أعتقد أن البلديات والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لديها الإجابة الأوفى عن هذا السؤال، ولكن من ناحية أخرى أجد أن الغرض من ممارسة العامل هذا العمل قد أختلف وأن هذا التصرف فيه تجاوز لمسؤولية الأمانات.

## في الختام أريد رؤيتك حول التوجه الحالي لدى مستثمري المشاريع العملاقة إلى استخدام المواد الصديقة للبيئة في إنجاز المشاريع؟

من دون شك أن استخدام المواد الصديقة للبيئة سيكون له أثر كبير في جانبين وهما تقليص استنزاف الموارد والثاني تقليص إنتاجية الملوثات، وبدون شك فإن ذلك سيسهم بفاعلية في تحقيق الإصحاح البيئي.

الأكثر قراءة