الاتصالات وتقنية المعلومات أدوات رئيسية للوصول إلى اقتصاد المعرفة ورفاهية المجتمع

الاتصالات وتقنية المعلومات أدوات رئيسية للوصول إلى اقتصاد المعرفة ورفاهية المجتمع

تنظم الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات المؤتمر الدولي لتقنيات الاتصالات 2010، والمعرض المصاحب له، وذلك في جامعة الملك سعود في الرياض، في الفترة من 18 إلى 20 كانون الثاني (يناير) الجاري برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وأوضح الدكتور صالح الحارثي عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الإعلامية والعلاقات العامة للجمعية السعودية لهندسة الاتصالات ومدير عام التخطيط والأداء في قطاع الأعمال في شركة الاتصالات السعودية، لـ ''الاقتصادية'' أن المؤتمر الذي سينطلق تحت عنوان (نحو صناعة اتصالات وطنية متقدمة تُفعّل الاقتصاد المبني على المعرفة) هو أول مؤتمر دولي تنظمه الجمعية، كما ستتم مناقشة عدد من المواضيع ذات الاختصاص، مثل: اتصالات النطاق العريض، قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، والمواد المستخدمة في صناعة أجهزة الاتصالات اللاسلكية في المستقبل.
وبين الحارثي أنه سيتحدث خلال المؤتمر نخبة من الخبراء والإخصائيين الدوليين والمحليين من القطاعات المختلفة ذات العلاقة.. مع الحوار:

هل لك أن تعطينا نبذة عن الجمعية ومجال عملها ؟
نشأت الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات بقرار مجلس التعليم العالي رقم (10/15/1420هـ) في جلسته (15) بتاريخ 1/2/1420هـ، المتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي بالتوجيه الكريم رقم (284/2 وتاريخ 16/3/1421هـ، وبقرار من مجلس جامعة الملك سعود في جلسته (4) بتاريخ 27/10/1423هـ، كإحدى الجمعيات العلمية والمهنية المتخصصة في مجال هندسة الاتصالات.
أما مجال عمل الجمعية فيشمل جميع النشاطات ذات العلاقة بتخصص الاتصالات وتقنية المعلومات والتي تشمل (وليست محصورة في) التالي:
الآثار الاقتصادية والبيئية لهندسة الاتصالات وتقنية المعلومات نظرية المعلومات، الاتصالات الرقمية، الاتصالات اللاسلكية النقالة. الهوائيات وانتشار الموجات الكهرومغناطيسية، معالجة الإشارات والصور، الاتصالات العسكرية، اتصالات الأقمار الصناعية، الاستكشاف عن بعد، التأثيرات الصحية والبيئية للمجالات الكهرومغناطيسية، اتصالات الوسائط المتعددة، شبكات الاتصالات، الاتصالات الآمنة وأمن المعلومات، الاتصالات البصرية، الأنظمة الإلكترونية، التنظيمات والتشريعات، المواصفات والمقاييس والمعايرة، والاتجاهات الحديثة للاتصالات وتقنية المعلومات.

ما أهداف الجمعية بشكل عام؟
تتركز أهداف الجمعية في عدة نقاط، هي تنمية الفكر العلمي والهندسي في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات، والتنسيق بين قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال التواصل بين العاملين فيها، تشجيع إجراء البحوث والدراسات وتقديم المشورة العلمية في مجال الاتصالات، الندوات والحلقات الدراسية والدورات في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات، إصدار الدراسات والنشرات والدوريات العلمية في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات، المشاركة في المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، العمل على تطوير التعليم والتدريب في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وأخيرا تطوير معايير ممارسة المهنة في قطاع الاتصالات.

ما سياسة العضوية؟ وهل هناك شروط للانتساب للجمعية؟
عضوية الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات متاحة للعاملين والمهتمين بمجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات الحاصلين على درجة علمية ذات علاقة بعمل الجمعية ، ويصبح العضو عاملاً بعد دفع الرسوم المقررة، كما تقدم الجمعية عضوية شرفية لمن قدم خدمات مالية أو معنوية مرموقة للجمعية من الأفراد أو المؤسسات، ويمكن للمؤسسات والشركات والهيئات العاملة في مجال الاتصالات الحصول على عضوية هيئة تتيح لمجموعة من منسوبيها الاشتراك في نشاط الجمعية، كما تقدم الجمعية عضوية انتساب للفنيين والعاملين في مجال اهتمام الجمعية كما تقدم عضوية انتساب مخفضة الرسوم للطلاب الدارسين في مجال هندسة الاتصالات.

الداعمون ومصادر الإيرادات
من يدعم الجمعية ومن أين تحصل الجمعية على إيراداتها؟
لله الحمد، الداعمون للجمعية كثر، وفي هذه المناسبة أحب أن أرفع باسم أعضاء مجلس إدارة الجمعية وأعضاء الجمعية كافة أسمى آيات الشكر والعرفان للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على تبرعه الكريم لدعم الجمعية وعلى رعايته الكريمة للمؤتمر الذي تنظمه الجمعية تحت عنوان ''المؤتمر الدولي لتقنيات الاتصالات 2010'' كما أشكر الأمير فيصل بن سعود بن محمد آل سعود الرئيس الفخري للجمعية على جهوده المستمرة لدعم الجمعية وأشكر جامعة الملك سعود على دعمها الكبير للجمعية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على دعم الجمعية من خلال برنامج (بادر) ولا يفوتني شكر شركة الاتصالات السعودية على دعمها برعايتها الرسمية الحصرية للمؤتمر.
ومن أهم الداعمين للجمعية أعضاؤها من خلال اشتراكاتهم، إضافة إلى المصادر الأخرى من الإيرادات المعتمدة على نشاطات الجمعية.

محاور المؤتمر وأهم ما سيناقش
حدثنا عن المؤتمر الذي ذكرته وهل هو أول مؤتمر للجمعية؟
المؤتمر الدولي لتقنيات الاتصالات 2010 الذي سيعقد تحت رعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في جامعة الملك سعود في الرياض، في الفترة من 3-5 صفر 1431هـ، الموافق 18-20 كانون الثاني (يناير) 2010م، وتحت عنوان (نحو صناعة اتصالات وطنية متقدمة تُفعّل الاقتصاد المبني على المعرفة) هو أول مؤتمر دولي تنظمه الجمعية.
ويهدف المؤتمر إلى توفير بيئة صالحة لتبادل المعلومات والتجارب والخبرات بين الخبراء والمختصين والعاملين في قطاع الاتصالات، وطرح مفاهيم التطوير الحديثة في قطاع الاتصالات أمام العاملين في هذا القطاع بما يُسهم في تعزيز مُتابعتهم المستمرة للمستجدات، وما ينجم عن ذلك من تفعيل للأداء. وتمكين نشر وتبادل العلم والمعرفة بسهولة، ودعم الاقتصاد الوطني عن طريق توفير وسائل اتصال آمنة تساعد على انتشار التجارة الإلكترونية، وتطوير البنية الأساسية للاتصالات، ومن الأهداف كذلك تفعيل دور كل من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في إيجاد الحلول المُثلى لمشاكل الاتصالات في القطاعات الحكومية ودراسة متطلباتهم وتوفير الدعم اللازم، والإسهام في تطوير نظم الاتصالات الخاصة بالقطاعات الحكومية من أجل تسهيل تفعيل برامج الحكومة الإلكترونية.

ما أبرز الجهات المشاركة في المؤتمر؟
يتحدث خلال المؤتمر نخبة من الخبراء والإخصائيين الدوليين والمحليين من القطاعات المختلفة ذات العلاقة مثل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة الاتصالات السعودية وعدد من ممثلي الجامعات والوزارات والشركات الأخرى.
ولا يفوتني التنويه بالشركات المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي سيوفر الفرصة للمختصين للاطلاع على ما تقدمه هذه الشركات كما سيكون فرصة للالتقاء وتبادل الخبرات، إضافة إلى جلسات المؤتمر.

ما أهم محاور المؤتمر وأهم ما سيناقش فيه؟
لعلي ألمح إلى أهم المحاور وهي سوق الاتصالات والمنافسة العالمية، وخدمات الاتصالات الأساسية والمضافة: تطوير الأداء وتخفيض التكلفة، وتقنية الاتصالات المستقبلية، وإدارة الطيف الترددي، ودور تقنية الاتصالات والمعلومات في التحول إلى مجتمع المعرفة، إضافة إلى عديد من المحاور والمواضيع علما أن بعض هذه المحاور ستدمج ويضاف إليها ويتم تغييرها حسب الأوراق المقدمة من الباحثين.
أما ما سيناقش في المؤتمر فهو معلن على الموقع الرسمي للمؤتمر www.icct2010.com وعلى سبيل المثال ستتم مناقشة عدد من المواضيع ذات الاختصاص مثل اتصالات النطاق العريض، وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، المواد المستخدمة في صناعة أجهزة الاتصالات اللاسلكية في المستقبل، قياس معدل امتصاص الجسم للأشعة الكهرومغناطيسية، اللبنات الأساسية لبناء الجيل الخامس من شبكات الاتصالات اللاسلكية، نظم التشفير، التعاملات الحكومية الإلكترونية، تطوير سياسة وطنية لأمن المعلومات، إدارة الطيف الترددي في المملكة، قطاع الاتصالات كمحفز اقتصادي، الحماية القانونية للاتصالات والمعلومات والتعاملات الإلكترونية في أنظمة المملكة، وأبحاث أخرى أكاديمية محكمة.

اقتصاد المعرفة
ما المقصود بمجتمع المعرفة أو اقتصاد المعرفة؟
هما مصطلحان مختلفان ولكنهما مرتبطان، مجتمع المعرفة يمكن تعريفه بأنه المجتمع المولد أو المنتج للمعرفة knowledge والمستفيد منها لتحقيق التنمية المستدامة، وأشير هنا إلى أن توليد المعرفة في حد ذاته غير كاف للوصول إلى الاستفادة منها بل لا بد أن تنشر هذه المعرفة في المجتمع لكي تتم الاستفادة منها. وتقوم بعملية النشر مؤسسات المجتمع المعرفية وهي كثيرة ومنها الإعلام. وهذا ما وددت أن أشير إليه هنا وهو أهمية الإعلام الواعي والمدرب على نشر المعرفة والإسهام في التنمية المستدامة للمجتمع.
أما اقتصاد المعرفة knowledge-based economy فهو ذلك الاقتصاد الذي ينجح في استخدام تكنولوجيات المعرفة مثل هندسة المعرفة وإدارة المعرفة knowledge management لإنتاج مردود أو فوائد اقتصادية للمجتمع.
ولكن كيف يمكن توضيح الربط بين تقنيات الاتصالات والمعلومات ومفهوم اقتصاد المعرفة؟
إن تقنيات الاتصالات والمعلومات تعد الأدوات الرئيسية التي يمكن لأي مجتمع إذا استخدمها وأجاد فهمها والتعامل معها وإدارتها الحصول على مردود اقتصادي والوصول إلى تنمية مستدامة تسهم في رفاهية ذلك المجتمع. وتشير بعض المصادر إلى أن تقنيات الاتصالات والمعلومات تسهم بنحو 3 إلى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهذه النسب وإن اختلفت من دولة لأخرى إلا أنها في نمو متسارع في الدول المتقدمة. والمردود الاقتصادي لتقنيات الاتصالات والمعلومات ليس المقصود به فقط الإيرادات لهذا القطاع علما بأن الإيرادات لهذا القطاع كبيرة جدا حيث تقدر وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن إيرادات القطاع داخل المملكة بلغت نحو 49 مليار ريال للثلاثة أرباع الأولى من عام 2009م. إن المردود والنفع الاقتصادي الكلي لتقنيات الاتصالات والمعلومات يتعدى ذلك بكثير من حيث إسهامها في زيادة الكفاءة والإنتاجية وتخفيض التكاليف لجميع قطاعات الاقتصاد المختلفة.

الأكثر قراءة