هل تسهم المؤتمرات في تطوير المصرفية الإسلامية؟

تشهد المصرفية الإسلامية حول العالم انعقاد العشرات من المؤتمرات والندوات سنويا والتي يهدف منظموها إلى مناقشة القضايا المهمة التي تسهم في تطوير المصرفية الإسلامية والبحث عن الحلول لأبرز المشكلات التي تواجه المصرفية الإسلامية..
وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد هذه المؤتمرات وتوسع انتشارها الجغرافي فرأينا العديد من الدول التي لم تكن تطبق المصرفية الإسلامية قبل سنوات تستضيف اليوم في السنة الواحدة أكثر من مؤتمر عالمي حول قضايا الاقتصاد والمصرفية الإسلامية، حتى أصبح في بعض الأحيان صعبا على القائمين على الإعلام تغطية هذه المؤتمرات نظرا لكثرتها من جهة وتكرار مواضيعها من جهة أخرى..
ويرى العديد من القائمين على المصارف الإسلامية والهيئات الشرعية والمتخصصين في الاقتصاد أن المؤتمرات مجمع علمي رائع وأنها تساهم بشكل فعال في تطوير المصرفية الإسلامية والاطلاع على تجارب الآخرين، إضافة إلى أن الدراسات المقدمة والتوصيات الناتجة من هذه المؤتمرات كان لها الأثر العظيم في إيجاد عشرات الحلول للعقبات أمام المصرفية الإسلامية، إلا أن هذه الأمور في نظر آخرين ليست كافية لصرف الأموال الطائلة لعقد ندوة واحدة والتي لو صرفت للفقراء لأشبعت بطون آلاف الجوعى من المسلمين، وذلك نظرا لما تشهده هذا المؤتمرات من بذل وإسراف شديد أحيانا كما أن تكرار مواضيعها أصبح أمرا مشاهدا، ثم إن أغلب المؤتمرات في نهاية المطاف تسلك سبيلا واحدا للنقاش وتعود من حيث بدأت المصرفية الإسلامية وتناقش قضاياها العامة، ولذلك قيل كثيرا إن جدوى هذه المؤتمرات ما هو إلا حبر على ورق..
ما أعتقده شخصيا هو أننا بحاجة في مؤتمراتنا إلى التركيز على مواضيع محددة تناقش بشكل واضح ودقيق وبتفصيل وتفعيل ما تخرج به هذه المؤتمرات من توصيات واقتراحات ولعل ذلك يكون بمتابعة الجهة المنظمة للمؤتمر حيث إن دورها لا ينتهي فقط بترتيب المؤتمر وتنظيمه، كما أقترح أن تقوم الجهات المهتمة بالمصرفية الإسلامية كهيئة المحاسبة والمراجعة أو المجلس العام للبنوك الإسلامية بالتنسيق بين هذا المؤتمرات حتى نتجنب التكرار ونخرج بالفائدة المرجوة للمصرفية الإسلامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي