لائحة «سايمون» العجيبة
يمارس اليهود كل الأساليب لجعل العالم يصدق أنهم ما زالوا ضحايا ''الكراهية'' و''الإساءة'', ومغلوبين على أمرهم بدعاية ''ظالمة'' لهم تتهمهم بما ليس فيهم لمجرد الكراهية والعنصرية ضدهم كيهود..!!
هذا النمط الدعائي الديماغوجي يستخدمه اليهود دوما منذ واقعة المحرقة النازية التي ضخموها ونفخوها حتى أصبحت بالونا معلقا على رأس العالم حتى يومنا هذا وإلى أمد غير منظور, لدرجة أصبح إنكار أو مناقشة صحة عدد اليهود الذين أحرقوا في أفران الغاز النازية جريمة يعاقب عليها القانون في العالم المتطور الغربي بديمقراطيته وحرية تعبيره! أما ما يمارسونه هم من خلال كيانهم الصهيوني العنصري من جرائم حرب وإبادة وقمع بكل الوسائل الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وسرقة وطنه بادعاءات كاذبة, وتزييف للتاريخ, واختلاق أساطير لا سند لها, فهو مجرد دفاع عن النفس..!!
ضمن هذه الحالة اليهودية الصهيونية, أصدر معهد يهودي اسمه ''سايمون ويزنتال'' ومقره في الولايات المتحدة, التي يسرح فيها اليهود الصهاينة ويمرحون طولا وعرضا بلا حسيب ولا رقيب, لائحة بأسماء أشخاص صنفتهم بالأكثر ''إساءة'' لليهود في العالم, ولم يكن مستغربا أن تتصدر اللائحة هيلين توماس عميدة مراسلي البيت الأبيض السابقة، التي تعرضت لحملة صهيونية شرسة ولا أخلاقية حتى اضطرت للاستقالة بعد تصريح شهير لها طالبت فيه اليهود بمغادرة ''إسرائيل'' والعودة لأوطانهم الأصلية في ألمانيا وبولندا وأمريكا وغيرها, وحل ثانيا المخرج الأمريكي أوليفر ستون لقوله إن ''التركيز على المحرقة يساعد اليهود في السيطرة على وسائل الإعلام'', وإن إسرائيل ''أفسدت السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات'', وجاء في المرتبة الثالثة الدكتور محمد مهاتير رئيس وزراء ماليزيا السابق لقوله ''إن اليهود طالما كانوا مشكلة في الدول الأوروبية, وحتى بعد المجزرة النازية عاشوا مصدرا لمشاكل العالم'', وفي المرتبة الرابعة وكيل وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية المتوكل طه لنفيه لوجود أي رابط ديني أو تاريخي لليهود بالحرم القدسي وحائط البراق الذي يسميه اليهود ''حائط المبكي'', وتستمر اللائحة بتعداد أسماء أوروبية وأمريكية سياسية واقتصادية وإعلامية مثل المدير التنفيذي في المصرف المركزي الألماني تيلو سرازين, والمفاوض التجاري الأعلى في الاتحاد الأوروبي كاريل دي جوشت, ومستشار وزارة الداخلية اللتوانية بيت راس ستانكيرس, والمراسل السابق في شبكة ''سي إن إن'' ريك سانشيز, والصحافية في جريدة ''الإندبندنت'' البريطانية كريستينا باترسون, وعشرات مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل الـ ''فيسبوك'' و''تويتر'' لما تنشره من تعليقات تعتبرها اللائحة مسيئة لليهود.
ما يلاحظ على هذه اللائحة عدة أمور لافتة للنظر, أولها أنه كان المتوقع أن تكون الأسماء العربية والإسلامية هي الغالبة فيها وليس مجرد اسمين فقط عربي وإسلامي, فهل هذا يعود لعدم تأثير وأثر الصوت العربي والإسلامي عالميا.. أم أن ''ثقافة'' السلام استحكمت فينا فجعلتنا بهذه الوداعة والتسامح..؟ وثانيها أنها كشفت لنا عن مواقف غربية شجاعة وشريفة عبرت عن رأي حر وضمير حي بالرغم من الثمن الباهظ الذي يمكن دفعه في مواجهة السطوة الصهيونية في الغرب، كما حدث لهيلين توماس وهي في الـ 90 من عمرها قضت معظمها سيدة مراسلي البيت الأبيض, وثالثها أن قوى الضغط الصهيونية والجمعيات والمراكز اليهودية تمارس الحجر على حرية الرأي والتعبير بقمع وترهيب كل من يبدي رأي ووجهة نظر في مسألة تخص الكيان الصهيوني أو تسلط اليهود المالي والإعلامي في تعارض صارخ مع حرية الرأي والتعبير ''المقدسة'' في الغرب, وأخيرا تساؤل حول هذا الغياب العربي والإسلامي عن الساحة السياسية والإعلامية في كشف وفضح العدوانية الصهيونية ومتابعة الإساءات الحقيقية ضدنا كعرب ومسلمين, أليس حريا أن يكون لنا صوت وموقف قويان دفاعا عن قضايانا كما يفعلون..؟