بعد أن تدفقت العطايا للمواطنين.. الوطن ينتظر دور أبنائه

بعد أن تدفقت العطايا للمواطنين.. الوطن ينتظر دور أبنائه

قال رئيس أمريكي سابق لأبناء شعبه يوما ما: "لا تقل ماذا قدمت لي أمريكا، بل قل ماذا سوف أقدم أنا لأمريكا"، كثيرون في المدن السعودية يشعرون الآن أنهم بصدد هذا الدور الذي يتاح لهم فيه أن يقدموا شيئا لهذه المملكة. ما زالت القاعدة العريضة من الشعب السعودي تتلقى النتائج الباهرة للأوامر الملكية الصادرة ظهر الجمعة الماضية في تحسين أحوالهم المعيشية، لكن كثيرا من المشكلات المزمنة كالبطالة والإسكان هي رهن المشروعات الحكومية القادمة. "كثير من الشبان في السعودية ما زالت نظرتهم تقتصر على ما يمكن للدولة أن تعطيهم ليعيشوا حياة باذخة أو مترفة في أقل الأحوال" كما يقول شاب سعودي مثقف يعتقد أن هناك أيضا نسبة لا بأس بها تأمل في أن تتاح لها الفرصة في عرض أفكارها لحل المشكلات المعاصرة ومساعدة الدولة وتخفيف أعبائها لا وضع أحمال إضافية عليها. يقول المهندس حمد عامر (35 عاما) إن مشكلات مثل البطالة والإسكان وازدحام المدن هي مشكلات يمكن أن تحل وفق رؤية واحدة تمهد لخلق مشروع وطني شامل ينهض بسواعد الشباب وطموحاتهم ويستثمرها أفضل استثمار ليبني الشاب بيته بنفسه ويخطط مدينته ويضع لها خدمات البنية التحتية بالاستعانة بخبرات بيوت خبرة دولية أو محلية، لكن ذلك مرهون بفتح المجال لإقامة مدن جديدة إلى جانب المدن المزدحمة يقوم عليها بالكامل مواطنون سعوديون هم من يستفيد من سرعة إنجازها. هذه المدن المقترحة التي تقوم عليها مجاميع بشرية متشابهة في القيم والسلوك، سوف تقود لمجتمع متماسك مترابط تنحدر فيه مستويات الجريمة إلى ما يقارب الصفر مع انشغال طاقاته كافة بأعمال خلاقة لمدينتهم ومجتمعهم، كما يقول المهندس عامر الذي يؤكد أن الفكرة قد تبدوا حلما صعب المنال "لكن ما الضير في أحلام قامت على كثير منها أفضل مشروعات المعمورة". شاب آخر يبدو عليه الشعور بالرضا والامتنان لقرار تعويض الباحثين عن عمل بمبلغ شهري ألفي ريال، لكنه يرجو أن يكون ذلك لقاء عمل يقوم فيه برفع شأن البلاد الفريدة من نوعها، التي تحتضن الحرمين وتطبق الشريعة الإسلامية إذ يقول محسن الصبحي (27 سنة): "من السهل الحصول على المال في الوقت الراهن عبر وسائل كثيرة أتاحتها الحكومة، لكنني أعتقد أن الحاجة أكبر لتحويلنا نحن كشباب إلى قيمة مضافة منتجة تخدم هذه الدولة وتصبح مصدر دخل لها في المستقبل، لا مجرد عبء يثقل مسؤولياتها، ويعقدها تجاه العجزة والطاعنين في السن الذين هم أولى بالدعم". وحول ما يمكن أن يقدمه كشاب لخدمة الوطن قال الصبحي: "نحتاج إلى التوجيه فقط؛ لأننا نملك الاستعداد، هناك كثير من مجالات العلم والفن تحتاج إلى كوادر، لكننا دائما في حاجة إلى من يوجه طاقاتنا". المعلم عبد الرحمن الجابري يرى في أعداد الشبان المستعدين للعمل طاقة كامنة في حاجة إلى الاستغلال، ولعل استخدامهم لحفظ الأمن في مجالات أمنية اجتماعية في الأحياء السكنية ومنحهم التدريب الكافي والثقة سوف يسهم حتما في توطيد عرى المجتمع ورفع مستوياته الأمنية الاجتماعية إلى درجات باهرة.

الأكثر قراءة