دعم بن همام للاتحاد الدولي .. واجب عربي

كما ذكرت في مقال سابق أن ترشح العربي القطري محمد بن همام البالغ من العمر 61 عاماً لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يعد فخراً لكل عربي معتز بعروبته ومؤمن بأن الإنسان العربي يمكن أن يكون إنساناً مبدعاً وخلاقاً ومنتجاً ومبتكراً متى ما وجد الشجاعة لارتياد ذلك. الإنسان العربي بطبعه فارس يمتطى صهوة الجواد، ويحقق الانتصارات. وهو إنسان يستطيع تغيير التاريخ متى ما وجد الفرصة أو أوجدت له الفرصة لعمل ذلك، ولكل رياضي يؤمن بالتغيير والتطوير وتجديد الدماء وتبديل المفاهيم. والشيء المفرح هو تلك الثقة الكبيرة التي يتمتع بها ابن همام، بل سعيه الجاد نحو تحقيق أهدافه، وذلك بتحركاته الماراثونية وزياراته المكوكية في أرجاء المعمورة كافة من أجل حشد أكبر تأييد وجمع أكبر عدد من الأصوات لتساعده في الوصول إلى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''. والتي تجري الانتخابات على رئاستها في الأول من حزيران (يونيو) المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية، حيث يواجه ابن همام منافسة صعبة من المرشح أمامه والرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر. وبدأت خطواته واثقة نحو الرئاسة، حيث بدأ رحلاته من إنجلترا التي كانت أول الداعمين لترشيحه، مما قد يساعد في انضمام داعمين أكثر لابن همام نظراً لمكانة إنجلترا الكبيرة وتأثيرها القوي في بقية بلدان الاتحاد الأوروبي التي أبدت مساندتها لبلاتر، كما تحرك ابن همام بشكل بارز في الاتحادات الإفريقية، فضلاً عن الدعم الذي يحظى به آسيوياً بحكم موقعه في رئاسة الاتحاد الآسيوي، حيث أعلن عديد من الدول الآسيوية دعمها المطلق لابن همام وهو يعتمد في حملته على الأصوات التي تسانده في القارتين الإفريقية والآسيوية بشكلٍ خاص، رغم اعتقاد بلاتر الذي أكد أنه يحظى بدعم ما لا يقل عن 50 في المائة من الاتحادات الكروية في إفريقيا وآسيا.
وإضافةً إلى ذلك يملك ابن همام تأييداً عربياً واسعاً، حيث صرح في وقت سابقٍ أنه يحظى بتأييد كل الدول العربية تقريباً، بل هو شيء طبيعي أن تكون كل الدول العربية بلا استثناء مساندة لابن همام. أما في أمريكا الجنوبية فيبدو أن الاتجاه يسير نحو دعم بلاتر، وهو ما أعلنه الاتحاد رسمياً، ورغم ذلك وبشجاعة أصر ابن همام على حضور اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد أمريكا الجنوبية، وقدم ابن همام خطاباً في الاجتماع. وعلى الرغم من أنه قوبل بتصفيق فاتر من أعضاء الاتحاد الذي يمتلك عشرة أصوات من أصل 208، إلا أن ابن همام أعرب عن أمانيه بأن يتم منحه فرصة من قبل اتحادات القارة، ولكن لعبة الانتخابات ستكشف الكثير. ونحن على ثقة بأن برنامج ابن همام سيقلب الموازين والأفكار لمصلحته لأن الاتحادات تسعى لمصلحتها، ومصلحتها الآن في ابن همام. وهذا ما جعله أكثر تفاؤلاً في الفوز بالمنصب الذي من شأنه تحقيق طموحه الذي يصبو إليه من أجل تغيير جذري في منظومة ''فيفا'' وتغيير الكثير من الأمور الحالية.

#2#

كما أن نفى ابن همام أن تكون الوعود التي أطلقها خلال حملته من مضاعفة المساعدات المقدمة، وزيادة بعض المقاعد محاولة لاستمالة بعض الاتحادات وشراء أصواتها يشكل أساساً مهماً في برنامجه الانتخابي والذي يتصدره اعتماد الشفافية ومنح الفرصة للجميع في المشاركة في صناعة القرارات في ''فيفا''، وكذلك رفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية وتغيير تسميتها إلى هيئة الفيفا، مع منح عدد من القارات مقاعد إضافية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لاستمالة الجانب الأوروبي.
ويريد ابن همام رفع قيمة المساعدات المالية للاتحادات الوطنية من 250 ألف دولار سنوياً إلى 500 ألف، ورفع قيمة المساهمة المالية لمشروع ''الهدف'' إلى مليون دولار لكل اتحاد وطني، كما سيعمل المرشح القطري على تعزيز أواصر الوحدة والتضامن بين مختلف الاتحادات الوطنية، إلى جانب التوزيع العادل لأرباح كأس العالم بين مختلف الاتحادات من أجل تقوية مواردها المالية، مع الوضع في الحسبان الحاجات والمتطلبات الاقتصادية لبعض الاتحادات التي لا تلقى الاهتمام اللازم، وتقديم الدعم التقني والمادي لها من أجل مساعدتها على تضييق الفارق عن الاتحادات المتطورة في عالم كرة القدم.
محمد بن همام يبدو واثقاً من نفسه، متمكناً من قدرته على إحداث التغيير المطلوب، والذي تنشده بعض الدول التي ضاقت ذرعاً باستبداد الرئيس الحالي، ولعل أهمها إنجلترا التي ترى أنها تعرضت لطعنة في الظهر بعد خسارة ملفها لتنظيم كأس العالم 2018 لمصلحة روسيا. وهو واثق بوضعه الجيد فيما يخص ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي في مواجهة الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر، وهو يتطلع إلى إنشاء مكتب تنفيذي على أن يكون رئيسه هو رئيس فيفا، ورؤساء الاتحادات القارية أعضاء فيه، كما سيعمل على إنشاء لجنة شفافية تقوم على توطين جميع تصرفات ''فيفا'' أمام الرأي العام قبل أن يتم وضعها حيز التنفيذ، وأنه سيعمل على زيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية لـ ''فيفا'' إلى 40 عضواً في حال نجاحه في الانتخابات المقبلة، كما أنه سيزيد من دعمه للاتحادات الأهلية لتطوير اللعبة، وسيهتم أكثر بالاتحادات الأدنى. وقد وعد بمضاعفة المساعدات المقدمة سنويا للاتحادات المنضوية تحت لواء ''فيفا'' ورفعها إلى 500 ألف دولار لأن ''فيفا'' تملك أموالا طائلة ولابد أن تصرف هذه الأموال الضخمة على هذه الاتحادات حتى تقوم بنشر اللعبة وثقافتها في كل أنحاء العالم، وليس وضعها في البنوك بحجة أن ''فيفا'' يحافظ عليها. الأمر المنطقي الذي طرحه ابن همام هو فكرة أن تكون مضاعفة المساعدات الخاصة بالتنمية الكروية نابعة من مفهوم عميق، وليس نوعاً من أنواع شراء الأصوات أو الرشوة؛ بل لأن الناس يريدون سماع ما سيقوم به المرشح من أجل مساعدتهم. والحاجة إلى التمويل تعتبر أمرا أساسياً للاتحادات لأنها في حاجة إلى مشاريع تطويرية سريعة تخدم اللعبة من منتخبات وطنية، وفرق للشباب والناشئين، وتطوير وتأسيس المنشآت من ملاعب وخلافها. كل هذه الأمور تحتاج إلى رؤؤس الأموال وأيضاً فكرة تحديد مدة رئيس ''فيفا'' بدورتين فقط، مبرراً ذلك بأنها مدة كافية لأن أي رئيس لن يقدم أي جديد بعد انتهاء هذه الفترة، وأنه سيعتمد على نشر الشفافية داخل ''فيفا''، بعد أن زادت حدة الانتقادات الموجهة إلى الاتحاد الدولي في السنوات الأخيرة. ومن الأشياء التي تسرنا وتفرحنا جميعا ذلك الدعم المعلن من الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يرأسه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز والذي أكده أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم سعيد بن على جمعان، بأن الاتحاد العربي ممثلاً في رئيسه الأمير نواف بن فيصل وأعضاء لجنته التنفيذية واللجان المعاونة يرحبون بترشح محمد بن همام لنفسه لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وهذا الدعم يشكل قوة خاصة لها أهميتها ووضعيتها، كما رحّبت اللجنة التنفيذية لاتحاد دول شرق آسيا الذي يضم تسعة اتحادات وطنية بالإجماع بقرار محمد بن همام الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي للعبة. وأعرب تشونج يون تشو رئيس الاتحاد عن دعمه الكامل لانتخاب ابن همام من أجل الفوز برئاسة ''فيفا''. وقد أشاد ابن همام بالمساندة التي يلقاها من الدول العربية وخاصة من المصري هاني أبو ريدة والجزائري محمد روراوة، بل إنه يحظى بتعاطف كبير من أغلب الدول الإفريقية والآسيوية. وبلا أدنى شك فإنه سيحصل على مزيد من الدعم في حملته لمنازلة بلاتر، وربما يحصل على أكثر من نسبة 50 في المائة من الأصوات لأن العالم يرغب في التغيير، بل هو أصبح واجباً خاصة في ظل المعطيات والتوجهات الحديثة من أجل إحداث نقلة نوعية في طريقة إدارة إمبراطورية ''فيفا'' والتطلع لتطوير كرة القدم في العالم خاصة أن السويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي لفيفا ''لم يعد لديه أي جديد ليقدمه لكرة القدم. وهذا ما يجعل الفرصة أكبر لابن همام خاصة أن له علاقات طيبة مع الدول الآسيوية والإفريقية وكلها داعمة له ولجهوده. وكان هناك تخوف من عدم مساندة أوروبا له لظروف سياسية أو غيرها، وتخوفها من تواجد شخص عربي في منصب حساس مثل منصب رئيس الاتحاد الدولي، فإن الأيام كفيلة بأن تغير هذه الدول نظرتها حينما تجد في ابن همام المنقذ من هيمنة ذلك العجوز السويسري.
وقبل أيام من انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد ابن همام أن فرصته في منافسة جوزيف بلاتر متساوية في الانتخابات المقبلة والتي تنطلق في أول حزيران (يونيو) المقبل، ومن هذا المنطلق فإننا واثقون بأنه يسير في الطريق الصحيح نحو انتزاع رئاسة ''فيفا'' من السويسري جوزيف بلاتر. وهذه الثقة تؤكد لنا أن الفوز على بلاتر ليس صعباً ولا مستحيلاً. وعلى الرغم من أنه منافس قوي إلا أن له عيوب وأخطاء ونقاط ضعف كثيرة يمكن أن تستغل. وأهم من كل هذا وذاك أن الوقت حان للتغيير داخل ''فيفا'' ومنح الفرصة لأشخاص من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية بعد الحال المزرية التي بلغتها كرة القدم العالمية. ولنا الشرف بأن تكون هذه الفرصة لفارس عربي يحدث التغيير في المفاهيم والمبادئ والنظم، ويرسي قواعد سيسطرها التاريخ بأحرف من نور بأن الإنسان العربي له القدرة على الإبداع والابتكار والقيادة، وإحداث التغيير الفعلي خاصة أن هذا الفارس العربي تعهد بأنه في حال فوزه في الانتخابات المقبلة سيزيد عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي مما يعطى فرصة أكبر للتشاور وتوسيع رقعة المشاركة في اتخاذ القرارات الصادرة من ''فيفا''، وهيئة ''فيفا'' التي ستشكل من 40 عضواً ستمنح القارة الأوروبية أربعة مقاعد إضافية، ومثلها لكل من إفريقيا وآسيا، وثلاثة مقاعد للكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي)، ومقعد واحد لكل من أمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا، ستتيح مشاركة لها معنى آخر وهو ارتفاع نسبة صحة القرارات إلى ما يزيد على 95 في المائة لأن في هذه القارات عباقرة يستطيعون تسيير دفه العمل بصورة مثالية، كما أنها تقلص نسبة الفساد إلى 5 في المائة فقط لأنه إذا حدث ذلك في عضو أو خمسة أعضاء فلن يكون في ذلك تأثير في القرار.
وحسب الأنظمة، سيتعين على أي من المرشحين الحصول على أصوات ثلثي اتحادات الدول الأعضاء في ''فيفا'' البالغ عددها 208 اتحادات حتى يفوز بمنصب الرئيس، وهو ما يعني ضرورة الحصول على 138 صوتاً، وبالتالي ربما لن تحسم الأمور من الجولة الأولى، ولكن أملنا كبير في أن ينتهي الصراع لصالح ابن همام في الجولة الأولى، ولذلك فإن إمبراطورية ''فيفا'' على موعد مع سباق مثير بين السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي في انتخابات الترشح على مقعد رئاسة هذه الإمبراطورية، وبالتالي لن تكون مهمة ابن همام سهلة في مواجهة الخبير السويسري الذي يترشح لولايته الرابعة بعد أن تربع على رأس ''فيفا'' منذ 1998، وذلك رغم تأكيدات ابن همام أنه في حال فوزه لن يمضي أكثر من ولايتين في منصب الرئيس.
الآن وبعد أن قام ابن همام برحلات مكوكية لشرح برنامج عمله وخطته الانتخابية، لابد من وقفة عربية صلبة تدعم هذا الترشيح ليس بالأصوات العربية فقط بل باستغلال العلاقات العربية مع الشخصيات العالمية ذات التأثير في الانتخابات وضمان تجميع أكبر عدد من الأصوات حتى نضمن النجاح. وقبل هذه وذاك يجب أن نصفي النفوس العربية، وأن نزيل حالات الاحتقان التي حدثت بين جوانب كثيرة في الدول العربية. وهذه فرصة للتجرد ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة، فإن كنا نسعى للتغيير في إمبراطورية ''فيفا'' وإحداث التغيير فيها فعلينا أن نسعى لتغيير سلوكياتنا خاصة فيما يخص العلاقات بيننا كعرب، وأن نشعر بالمسؤولية، فالأمر لا يحتمل أي خلافات وملفات عالقة والتي شكلت مادة خصبة للخلافات العربية، خاصة من البلاد العربية التي لها تأثير في العمل الرياضي العربي والآسيوي والدولي، وأن تقف جميعها إلى جانب ابن همام لأن وقوفها هذا يعتبر ليس وقوفاً مع ابن همام في شخصه، بل هو وقوف مع الحق العربي، وقد سلبنا من حقوق عربية كثيرة. وقد آن الأوان لاعتلاء قمم المؤسسات الدولية بشخصيات عربية. والمنافسة شيء مهم ومفيد، ومن ذلك تنبع أهمية مواصلة التطوير والتقدم في الرياضة التي أصبحت عشق لكل شعوب العالم. وسعدت حينما قال الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي: ''العروبة والدم ستكون لها اعتبارات في تلك الانتخابات''، نعم إن العروبة تفرض علينا مساندة عربي مهما كانت اختلافات وجهات النظر معه، والدم كما يقال ''يحن لبعضه''. وبالطبع هذه الوقفة لن ينساها ابن همام ويجب أن تغير في مواقفه بشأن أمور كثيرة بالطبع حسب الأنظمة والقوانين الحاكمة في ''فيفا'' لأن من مسؤولية ابن همام الحفاظ على حق الجميع وتطبيق القانون بلا استثناء، وألا يميز دولة عربية على أخرى، بل يجب ألا يميز أي دولة عربية على أي دولة أخرى في العالم لأن ذلك يعتبر أمانة ومسؤولية تاريخية، وأن يفكر في طريقة تحسين أساليب العمل من أجل إحداث النقلة النوعية في مساعدة الاتحادات الوطنية والارتقاء بمستوياتها المادية والفنية حتى ترتقي قواعدها، وبالتالي يحدث التطور المنشود، ولكن على ابن همام أن يسعى جاهداً في تصفية خلافاته مع الجميع لتقوية موقفه ضد جوزيف بلاتر الطامح لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
لا يختلف اثنان على أن ترشيح ابن همام لنفسه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتبر نقطة انطلاق جديدة تحمل في طياتها مضامين وأبعاداً عظيمة ورؤية بعيدة المدى، وسلوكا متحضرا في ارتقاء المناصب، فهي المرة الأولى التي يترشح فيها عربي لهذا المنصب الحساس، مما يوحي بنجاح كبير في إدارة هذه الإمبراطورية بكفاءة واحترافية عالية، وسيسهم في تطويرها بصورة لم تحدث من قبل. لذا أصبح دعم العرب والوقوف خلف هذا الرجل وتسخير كل الإمكانات البشرية وغيرها يعد واجباً أخلاقياً يحرك الحسّ الوطني والقومي وسيصفي النوايا والمسألة. برمتها هي مسألة مبدأ وأخلاق وضمير عربي يوقظ فيه النخوة العربية التي تحتم علينا نسيان خلافاتنا السابقة والحالية ودفن أحقادنا وضغائننا، والتجرد من أجل دعم هذا الرجل في هذا الموقف، وإن لم نفعل ذلك الآن فمتى نفعله؟! وقد ضرب لنا الشيخ طلال الفهد والاتحاد الكويتي مثلاُ في الأصالة والحس العربي القويم، فعلى الرغم من الخلافات التي كان للإعلام دور كبير في تأجيجها بين الطرفين خلال الفترة الماضية، فقد أكد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ طلال الفهد أن بلاده تدعم حملة رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام للترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''. واستقبال ابن همام في زيارته إلى الكويت، صباح الأحد الماضي 8/5/2011، ما هي إلا إشارة للجميع بأنه لا خلاف بينه وبين الاتحاد الكويتي، بل طلبه المباشر لدعم الكويت ومنح صوتها له هو ليس بغريب بل طلب (ابن العم من ابن عمه)، وهذا ما يجب أن تكون العلاقات العربية، تصفيه الحسابات، وإنهاء الخلافات أولا بأول لأن المصير واحد والهدف واحد والدم واحد. ومهما كانت الاختلافات بين الناس لكن سيجمع شملهم حدث مثلما يحدث الآن في ترشيح ابن همام لرئاسة الاتحاد الدولي. وأقنعوني بالمنطق كيف لا نقف مع بن همام والعالم كله أخذ يتفاعل مع إعلان ابن همام الترشح لرئاسة ''فيفا''، فالإنجليز بادروا بالاتصال به وإعلان دعمهم له، كما أن هناك دعما غير معلن من باكنباور وروسيا، كيف لا والعالم العربي الذي يملك أربعة مقاعد الآن في المكتب التنفيذي وأصبح قوة ضاربة، كما أن آسيا كلها وقفت إلى جانب رئيسها وإفريقيا تبشر بالخير. وإذا استمر هذا الدعم وهذه الوقفة القوية من الجميع فإن ابن همام بلا أدنى شك سيسحب البساط من بلاتر الذي يقضي أيامه الأخيرة في إمبراطورية ''فيفا''، وكما قال هاني أبو ريدة نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا''، بأن هذا القرار تأخر كثيراً بالنسبة للدول العربية، وكان يجب أن يكون للعرب مرشح منذ سنوات طويلة حتى يحكم أكبر كيان كروي في العالم. وأكداً أن دعم ابن همام في الانتخابات القادمة أصبح واجباً قومياً ووطنياً على كل مسؤول عربي. هذا الحديث يخرج من رجل تجري دماء العروبة في قلبه مثله مثل الكثيرين من أبناء هذا الوطن الحبيب، ولكن نأمل ألا يكون دوره في منح ابن همام صوته فقط، بل يجب أن يكون له دور آخر كبير ومتعاظم من خلال استقطاب والحصول على أصوات أخرى خاصة في إفريقيا التي له فيها علاقات واسعة ومتينة. وهذا أيضاً ينطبق على بقية العرب في المؤسسات الرياضية الدولية والقارية حتى نضمن النجاح والفوز بالرئاسة التي ستغير المفاهيم، لأن نجاح ابن همام يعنى منح تأشيرة مفتوحة لكل الشباب العربي لارتياد مثل هذه المواقع، بل إن بن همام سيصبح مثلاً يحتذي به. وما أروع أن نضرب مثلاً بذلك، بل هو شاهد على قوة وصلابة الإنسان العربي لأن هذا الفارس امتطى صهوة التحدي ليقتحم أكبر مؤسسة عالمية وإمبراطورية لا تدانيها أي مؤسسة أخرى لا في شعبيتها ولا إمكاناتها المادية والبشرية ولا قوة قراراتها التي تطبق على الجميع مما لا يتوافر في أي منظمة دولية أخرى بما فيها مجلس الأمن. إن ابن همام اتخذ القرار بعد أن تحققت للعالم العربي نتائج إيجابية تمثلت في فوز قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، والذي منح ابن همام ثقة كبيرة، في القدرة على الدخول في منافسات منصب رئيس ''فيفا'' وهو أهل لذلك لأنه يمتلك العديد من الإمكانات الفكرية والعقلية والقيادية، ويتمتع بكفاءة مذهلة تؤهله ليكون رئيس ''فيفا''، لأن لديه خبرة كبيرة في هذا العمل الدولي من خلال تواجده في ''فيفا'' لعدة سنوات طويلة، ورئاسة الاتحاد الآسيوي سنوات طويلة، نجح خلالها في إدارة العديد من الأنشطة الكروية بنجاح منقطع النظير. وأعتقد أنه سيحصل على تأييد كبير في العديد من الدول خارج إفريقيا وآسيا.
وأؤكد هنا أن العرب الذين كانوا قادرين على منح بلاتر الأفضلية على خصمه الصلب ليونارد يوهانسن حين ترشيحات ''فيفا'' 1998 قادرين أيضا أن يدعموا الفارس العربي لكي يقصي السويسري الذي بات الآن أكثر تضعضعاً وركضاً طلباً للعون في مهمة الترشيحات الجديدة, ونحن على ثقة تامة بأن القيادات الرياضية العربية وعلى رأسها قائد الشباب العربي الأمير نواف بن فيصل.. ومعرفتنا بحرصه واهتمامه وتضحياته من أجل تطوير الرياضة العربية، ودعم الرياضيين العرب في المحافل الدولية خاصة، لهو قادر بدعمه لابن همام على إحداث الفارق لعلاقاته الواسعة وسلوكياته الحضارية في التعامل، خاصة إذا آمنا بأن التغييرات التي تحدث في كل مناحي الحياة منطلقين من وقائع وحقائق تجاه هذا الرجل تجعلنا متفائلين جداً بعمله المهم القادم خاصة أن العالم بات أكثر استعداداً لقبول رئيس جديد لـ ''فيفا'' من خارج القارة الأوروبية بديلا لبلاتر.. والآن والفرصة أصبحت سانحة، فعلى وزراء الشباب والرياضة في كل الدول العربية أن يقدموا دعمهم المطلق.. وعملهم الجاد ومشاركتهم الفاعلة وتوفير كل الإمكانات لدعم هذا الرجل خاصة أن بلاتر الذي تربع على عرش الكرة العالمية من خلال رئاسة ''فيفا'' منذ عام 1998 يدرك هذه المرة أنه أمام أشرس خصم قد يهدد بقاءه على هذا المقعد لأربع سنوات أخرى، فهو ليس يوهانسون الذي نافسه عام 1998، كما أنه ليس حياتو الذي تجرأ ووقف أمامه في 2002، وهو نفسه لا يصدق أنه سيواجه أكبر تحد في تاريخه، بل وفي تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم ومسيرة رؤسائه الذين تناوبوا على كرسيه منذ 108 عام، فهو سيواجه واحدا من اللاعبين المهرة في ملاعب الانتخابات، والذي كان له دور كبير في بقائه على هذا المقعد في المرات السابقة. وهذا يعطينا مؤشرات مبدئية على المنافسة المنتظرة بأنها ستكون شرسة وتحتاج لكل القوى المساعدة وأولها وزراء الشباب والرياضة العرب، ورؤساء الاتحادات العربية، والأعضاء العرب في الاتحادات القارية والدولية، واستغلالهم لمعارفهم وعلاقاتهم بباقي الدول في كل القارات لأن الصراع سيكون صراعاً شرساً ومثيراً. وستلعب العلاقات العامة و الشخصية والنفوذ أدواراً بارزة في ترجيح كفة الفائز بهذه الانتخابات.
ويأتي الدور المهم من السلطة الرابعة وهي الإعلام، ووسائل الإعلام تعتبر من أهم القوى التي تؤثر في العملية الانتخابية، فإضافة إلى ما تمثله وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة باعتبارها مصدراً مهمًا وتلعب دوراً في الحياة العامة والسياسية والرياضية خصوصاً في فترة الانتخابات ولها تأثيراً مباشراً في الرأي العام والخاص لأنه يلعب دوراً مهماً في عكس الصورة المشرفة لابن همام وتغطية الحملة الانتخابية له وإبراز النقاط الايجابية فيها. وهنا يجب أن يقتحم الإعلاميون العرب وسائل الإعلام الغربية ومخاطبتها بلهجتها وممارسة الرد على كل وسائل الإعلام التي تحاول تشويه صورة ابن همام وعكس الصورة الايجابية المقنعة لأن بن همام حتى بعد فوزه يحتاج أن تكون صورته مثالية أمام الجميع حتى لا توضع العقبات في طريق تنفيذه لبرنامجه الانتخابي الذي أعلنه، وذلك بعمل تغطية كاملة ودقيقة لبرنامجه الانتخابي وإشعار الجميع بأهمية التغيير التي يجب أن تحدث وبالطبع الالتزام في ذلك بالقواعد والنظم القانونية وما تتضمنه من تنظيم لعملية التغطية الإعلامية في فترة الانتخابات، وأيضاً متابعة ومراقبة العملية الانتخابية بجميع مراحلها من بدء الاقتراع وحتى إعلان النتائج.
ثم يأتي الدور الأخير وهو مطلوب من جميع أفراد الأمة العربية دون استثناء بالتضرع بالدعاء لابن همام بالنجاح والتوفيق لأن التوفيق بيد الله وحده وعلينا فقط الدعاء. وكلمة أخيرة نقولها لابن همام وهي أنك أيقظت فينا روح العزة والإصرار والعزيمة لاعتلاء قمم الجبال وفتحت الباب على مصراعيه لاقتحام وطرق باب رئاسة كل المحافل والمؤسسات والمنظمات الدولية وأن نكون فيها لاعبين أساسين بدلاً من أن نكون (كومبارس) في لجان فرعية، وفقك الله في كل خطوة تخطوها، وفي مقال آخر سنتطرق لكل النقاط السلبية والممارسات الخاطئة لبلاتر والتي تقنع بأهمية التغيير وفوز ابن همام برئاسة إمبراطورية الـ ''فيفا''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي