السيف: على المسلم أن يستحضر سنة نبي الرحمة عند الذهاب للمسجد
أوضح الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض أن حياة المسلم جميلة بالذكر والدعاء والخوف والرجاء، والذل لله والبكاء من خشيته والعمل على التقرب من الله، والسير على نهج أفضل الخلق فيما يأمرنا به وينهانا عنه.. إنها لبساتين غنّاء في حياتنا، لعلنا نقطف زهرة منها؛ نشم عبيرها؛ ونحيا نسيمها، ويضيف أن المسلم عندما يتجه إلى المسجد لأداء الصلاة ينبغي له أن يستحضر سنة الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في هذا الموقف ويردد بعض الأدعية التي كان يرددها المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ عند ذهابه للمسجد ومنها قوله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ''اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً''.
#2#
والنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ يطلب من ربه النور؛ لأنه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ يعلم من أين يأتي النور؟ ومن أين ينبثق؟ ومن أين ينتشر الضياء؟ قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، والله ـــ عز وجل ـــ يجعل لعبده من النور بقدر ما يقترب إليه؛ فكلما ناجاه، وطلب رضاه، وترك ما يأباه؛ آتاه نوراً وهداه؛ فمن النور ما يكون في الصلاة كما في الحديث عن أبي مالك الأشعري ـــ رضي الله عنه ــــ قال: قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: ''الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها''، ''(الصلاة نور) معناه أنها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب؛ كما أن النور يستضاء به'' إنك ترى النور في من قام يصلي لله ـــ عز وجل ـــ في الأسحار؛ قيل للحسن البصري ـــ رحمه الله تعالى ــــ: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: ''لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره''.
ويواصل السيف حديثه بقوله: إن نبينا عليه الصلاة والسلام يحثنا على التسابق على الخيرات والأعمال الصالحة، ومن ذلك ما يرويه بريدة ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: ''بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة''، وأهل الإيمان لا يستوي نورهم؛ فمنهم المقل، ومنهم المكثر، كل يجازى بحسب طاعته، ثم ينصرف أهل المساجد، أهل الصلاة، أهل القرآن؛ ينصرفون إلى النور؛ ينصرفون إلى ربهم، وهو النور الذي لطالما اشتاق أولياؤه إليه، فيمنُّ عليهم ربهم بأعظم نعيم في الجنة ألا وهو النظر إليه، فيزدادون نضارة إلى نضارتهم، ونوراً إلى نورهم.