حرب تصريحات حول عودة صالح إلى اليمن .. وأنباء عن حلول «توافقية»
تضاربت الأنباء أمس عن عودة الرئيس اليمني إلى بلاده بعد أسبوعين من العلاج في المملكة، وهو ما رفع حدة التنافس السياسي والإعلامي، فبينما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في السعودية قوله إن الرئيس صالح لن يعود إلى بلاده، ردت الحكومة في تصريحات بيتها وكالة رويترز للأنباء نفت فيه هذا الأمر وقالت إنه (صالح) عائد خلال الأيام المقبلة.
وقال مصدر في الرياض لوكالة فرانس برس إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في أحد مستشفيات الرياض إثر إصابته بانفجار لن يعود إلى بلده في حين كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء بين المعارضة والسلطة بحثا عن حل توافقي يتضمن تشكيل حكومة توافقية. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن ''الرئيس صالح لن يعود إلى اليمن''. وأضاف ''لم يتم تحديد مكان إقامته حتى الآن''، ملمحا إلى احتمال مغادرته السعودية. لكن مسؤولا يمنيا نفى عدم عودة الرئيس. وقال نائب وزير الإعلام عبدو الجندي لـ ''فرانس برس'' إن ''الرئيس صالح سيعود إلى اليمن خلال الأيام المقبلة'' دون مزيد من التوضيحات. وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل إلى الرياض السبت في الرابع من الشهر الحالي، غداة إصابته في انفجار استهدف المسجد في القصر الرئاسي. في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية لـ ''فرانس برس'' إن شخصيتين تمثلان السلطة والمعارضة في اليمن التقتا قبل أيام في أوروبا لبحث صيغة سياسية تؤدي إلى إخراج هذا البلد الفقير من أزمة مستعصية بدأت قبل أكثر من خمسة أشهر. وأوضحت المصادر أن ''اللقاء في إحدى العواصم الأوروبية، قد تكون لندن، جرى بين ياسين سعيد النعمان رئيس اللقاء المشترك المعارض وعبد الكريم الإرياني مستشار الرئيس علي عبد الله صالح للشؤون السياسية اللذين ناقشا صيغة حل توفيقي لإخراج اليمن من أزمته''.
#2#
وتابعت أن الحل قوامه ''تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمة في سبيل تحقيق ذلك''. يذكر أن المعارضة تضم أطيافا من مشارب عدة.
من جهة أخرى، أفاد شهود عيان أن أعداد أنصار الرئيس اليمني كانت أقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجه كما كان يحدث سابقا. في المقابل، شارك عشرات الآلاف في الصلاة في ساحة التغيير في صنعاء وميدان الحرية في إب والبيضاء والحديدة وغيرها. وللمرة الأولى منذ 29 أيار(مايو) الماضي عندما لقي نحو 20 شخصا مصرعهم، أدى عشرات الآلاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز. وهتف المتظاهرون في المدن اليمنية ''يا ملك عبد الله خذ علي عبد الله'' و ''الشعب أسقط النظام'' و''الشعب يريد مجلسا انتقاليا''. وفي هذا السياق، يواجه نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي ضغوطا داخليا وخارجيا لتحقيق مطالب المتظاهرين بتأسيس مجلس انتقالي، الأمر الذي من شأنه أن يمنع عودة الرئيس اليمني إلى السلطة.
وقد التقى وفد من ''شباب الثورة'' منصور هادي الأربعاء. ونقل عنه قوله إنه ''سيسعى إلى ما سماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين كحد أقصى''. ودعوا حينها نائب الرئيس إلى ''توضيح موقفه من الثورة خلال الساعات الـ 24 المقبلة، ومن مسألة مشاركته في المجلس الانتقالي من عدمها''. و''شباب الثورة'' هم المحرك الأساسي للحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما. ومن أبرز مهام المجلس الانتقالي بحسب ''شباب الثورة''، تولي إدارة البلاد خلال فترة انتقالية لا تزيد عن تسعة أشهر يقوم خلالها المجلس بـ ''تكليف شخصية وطنية لتشكيل حكومة كفاءات'' و''حل مجلسي النواب والشورى''، إضافة إلى تكليف لجنة لوضع دستور جديد والاستفتاء على هذا الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة. واعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن اللقاء أمر ''مشجع''. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند ''نحن متشجعون لكون نائب الرئيس هادي قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حوارا'' معها. وأضافت ''كما تعلمون نعتقد أنه لا يجوز إضاعة الوقت في تحديد المستقبل الديمقراطي الذي يستحقه اليمن''. وقد أصيب صالح بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة بحسب الرواية الرسمية. كما أصيب مسؤولون آخرون بينهم رئيس الوزراء ولقي 11 شخصا مصرعهم في القصف الذي اتهمت به إحدى القبائل. لكن مكتب ستراتفور الأمريكي للشؤون الاستخباراتية اعتبر أن سبب الانفجار قنبلة وليس قصفا بقذيفة هاون أو مدفع، مشيرا إلى محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه.
وبنى الخبراء الأمريكيون استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.