سوق التأمين السعودية تعيش عصرها الذهبي.. و«التكافلي» ترسم لها طريق التفوق
أكد عبد العزيز بن محمد السديس الرئيس التنفيذي لشركة تكافل الراجحي، أن من أهم العوامل التي ساعدت على نمو قطاع التأمين في المملكة، هو الإنفاق الحكومي وتنويع الاقتصاد، إضافة إلى ظهور منتجات تأمينية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وقال السديس: تعد شركة تكافل الراجحي أبرز الشركات السعودية المساهمة التي تقدم خدمات تأمينية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حيث حصلت على التصاريح اللازمة من الجهات ذات العلاقة لتقديم خدمات التكافل. وأشار في الوقت ذاته إلى أن ''تكافل الراجحي'' لا تطلق أي منتج تأميني أو الدخول في أوعية استثمارية إلا بعد إجازتها من قبل الهيئة الشرعية والتي تتألف من فقهاء بارزين في الشريعة والمعاملات المالية.
وأفاد السديس في مقابلة له مع ''الاقتصادية'' أنه نظراً لتنوع الطرق لتحقيق نمو قوي في قطاع التأمين، فإن المشاريع الكبيرة التي تجري حالياً في هذه القطاعات من المتوقع أن تزيد الطلب باضطراد على خدمات التأمين بشكل خاص خلال السنوات المقبلة. إضافة إلى ذلك فإن زيادة نمو التكافل من شأنه أن يوفر دفعة قوية لقطاع التأمين، ''فالتأمين التكافلي الذي يتوافق مع الشريعة الإسلامية يحظى بجاذبية كبيرة بين المواطنين والمقيمين في المنطقة، وأعتقد أنه يرسم حاليا طريق السوق إلى القمة''.
ويرى السديس أنه من المتوقع أن يقدم توافر المزيد من منتجات التأمين التكافلي الإسلامي، دفعة قوية لنمو صناعة التأمين. وتلعب النماذج الجديدة للتوزيع بما فيها تلك المرتبطة مع البنوك (التأمين المصرفي) دوراً بارزاً في دفع عجـــــــلة النمو في السوق.
وعلى مستوى الخدمات التي تقدمها ''تكافل الراجحي''، أشار السديس إلى أن الشركة عملت على تصميم حلول تكافلية خاصة بالأفراد، وأخرى خاصة بقطاع الأعمال، حيث تقدم الشركة لهم منتجات التكافل الصحي، والتكافل العام والتي تشمل على سبيل المثال تكافل المركبات، تكافل السفر، كما أن الشركة ستطلق قريبا تأمين التكافل العائلي.
وتحدث الرئيس التنفيذي لـ ''تكافل الراجحي'' عن مسيرة الشركة وتطلعاتها، والأهداف التي تصبو إليها في ظل المنافسة الحالية في سوق التأمين.
إلى تفاصيل اللقاء:
كيف تقيم مستوى نمو قطاع التأمين في المملكة؟ وما تطلعاتكم لمستقبل سوق التأمين التكافلي تحديدا؟
قطاع التأمين في المملكة ينمو بمستوى جيد وبخطى ثابته، ومن أهم العوامل التي ساعدت على نمو قطاع التأمين في المملكة، هو الإنفاق الحكومي وتنويع الاقتصاد، إضافة إلى ظهور منتجات تأمينية متوافقة مع الشريعة الإسلامية. وتعد ''تكافل الراجحي'' أبرز الشركات السعودية المساهمة التي تقدم خدمات تأمينية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حيث حصلت على التصاريح اللازمة من الجهات ذات العلاقة لتقديم خدمات التكافل.
ونظراً لتنوع الطرق لتحقيق نمو قوي في قطاع التأمين، فإن المشاريع الكبيرة التي تجري حالياً في هذه القطاعات من المتوقع أن يزداد الطلب باضطراد على خدمات التأمين بشكل خاص خلال السنوات المقبلة. إضافة إلى ذلك فإن زيادة نمو التكافل من شأنه أن يوفر دفعة قوية لقطاع التأمين، ''فالتأمين التكافلي الذي يتوافق مع الشريعة الإسلامية يحظى بجاذبية كبيرة بين المواطنين في المنطقة''.
والحقيقة إنني أتوقع أن يقدم توافر المزيد من منتجات التأمين التكافلي الإسلامي، دفعة قوية لنمو صناعة التأمين في المملكة والخليج أيضا، كما تلعب النماذج الجديدة للتوزيع بما فيها تلك المرتبطة مع البنوك (التأمين المصرفي) دوراً بارزاً في دفع عجلة النمو في السوق.
تأمين التكافل العائلي قريباً
ما الخدمات التأمينية التي تغطيها ''تكافل الراجحي''؟ وما أبرز المميزات التي تتمتع بها منتجاتكم؟
تقدم ''تكافل الراجحي'' كشركة متخصصة في التكافل جميع الخدمات التأمينية بطريقة مبتكرة، حيث عملنا على تقسيم السوق إلى فئات مختلفة بهدف تفصيل الخدمة بما يتلاءم وتطلعات كل شريحة مستهدفة.
وعلى هذا الأساس تم تصميم حلول تكافلية خاصة بالأفراد، وأخرى خاصة بقطاع الأعمال، حيث تقدم الشركة لهم منتجات التكافل الصحي والتكافل العام والتي تشمل على سبيل المثال تكافل المركبات، تكافل السفر، وقريباً إنشاء الله التكافل العائلي.
أما أبرز المزايا التي تتمتع بها منتجاتنا فهي: الشفافية المطلقة التي تكتنف كل منتج، التزامنا التام بالقيم التي نؤمن بها، مهنيتنا العالية التي يتمتع بها خبراء التأمين لدينا من الكفاءات الوطنية، احترامنا المطلق لعملائنا، مبدأ المشاركة الذي يشكل المحور الأساس في مختلف برامجنا المقدمة، وقبل كل ذلك المفهوم الأساس الذي تنبني عليه جميع منتجاتنا وخدماتنا ألا وهو مبدأ التكافل والتعاون فيما بيننا وبين عملائنا.
انتشار مدروس
ما خططكم المستقبلية على صعيد الانتشار في المملكة؟
وضعت الشركة منذ البداية خطة مدروسة للانتشار في أغلب مناطق المملكة وذلك لخدمة عملاء الشركة بشكل سريع، لذلك فقد تجاوز عدد فروع الشركة 25 فرعاً لتغطي المدن الرئيسة كافة، ومازال العمل جاريا لإنجاز المزيد من الفروع خلال الأشهر القليلة المقبلة.
العصر الذهبي للتأمين
في رأيكم هل السوق السعودية مهيأة حالياً لاستيعاب هذا العدد من شركات التأمين، ولا سيما إذا عرفنا أن معظم هذه الشركات دخلت إلى السوق المحلية في أوقات متقاربة؟
دون أدنى شك فإن سوق التأمين السعودية تشهد حالياً عصرها الذهبي، ومن وجهة نظرنا فإن الترخيص لأكثر من 30 شركة تأمين في المملكة لهو مقياس لمدى ضخامة حجم هذه السوق، ومدى تعدد وتنوع متطلباتها التأمينية، وبلا شك أن هذا التنافس سيصب في نهاية المطاف في مصلحة العميل الذي سيجد نفسه أمام مدى لا محدود من الخيارات والعروض والمزايا والأسعار التنافسية التي تخطب وده، وهذا في حد ذاته ظاهرة صحية تحتم على الجميع التفاعل مع معطيات السوق بكل جدية وواقعية.
حرية تسعير الأخطار
هل أنت من المؤيدين لحرية شركات التأمين في تسعير الأخطار؟ ولماذا؟
أنا مع الحرية المقيدة بضوابط محددة من قبل الجهات الرسمية، وسبب ذلك من وجهة نظري أنه لا بد من ترك مساحة خاصة لكل شركة لتسعير الأخطار وفقاً للمعايير التي تراها كل شركة، ولكن دون أن يؤثر ذلك في جودة الخدمة المقدمة للعميل.
الاختيار بيد العميل
هناك مطالبات من قبل المتعاملين في السوق بأن تخفض شركات التأمين أسعارها وتتعامل بواقعية وشفافية مع السوق المحلية باعتبارها قليلة المخاطر.. هل تؤيد الاقتراح الداعي إلى إيجاد صيغ عقود موحدة لوثائق التأمين تلتزم بها جميع شركات التأمين وتكون معتمدة من مؤسسة النقد؟
من وجهة نظر شخصية أرى أنه من الصعب تطبيق مثل هذا المقترح، لا سيما في الوقت الذي تلقي فيه المعطيات الاقتصادية الجديدة بظلالها على الأسواق المحلية في المملكة. هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فإن وجود عدد كبير من شركات التأمين في المملكة لمن شأنه أن يتيح فرصة أكبر أمام العميل لاختيار أنسب هذه الشركات والتي تقدم خدمات متميزة للعميل وتلبي إحتياجاتة المختلفة بقيمة سعريه منافسة، وبالتالي فإن قرار الاختيار بيد العميل أكثر مما يكون بيد شركات التأمين.
التزام بالشرعية
كما تعلم نحن نعيش في مجتمع محافظ، فما مدى تناغم منتجات ''تكافل الراجحي'' مع متطلبات الشريعة الإسلامية؟ وهل لديكم هيئة شرعية للرقابة على منتجاتكم التأمينية؟
من الثابت أن شركة ''تكافل الراجحي'' تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية بجوانبها كافة، سواء كان ذلك على مستوى الشروط والأحكام، أو الأنشطة والتعاملات، بحيث لا يتم إطلاق أي منتج تأميني أو استثمار أموال الشركة إلا بعد إجازته من قبل الهيئة الشرعية والتي تتألف من فقهاء بارزين في الشريعة والمعاملات المالية.
76% سعودة
كيف تنظر إلى مدى إقبال الشباب السعودي على العمل في قطاع التأمين؟ وما نسبة السعودة لديكم في تكافل الراجحي؟
بشكل عام تعتبر ثقافة العمل في قطاع التأمين لدى العديد من طالبي العمل ثقافة جديدة، وما من شك فإن القطاع بات يشهد في السنوات الأخيرة إقبالاً متزايداً من قبل الشريحة الوطنية الشابة الباحثة عن العمل ضمن قطاع واعد.
ونحن في ''تكافل الراجحي'' قطعنا شوطاً لا بأس به في مجال توطين أكبر قدر ممكن من شواغر العمل لدينا، فاليوم تبلغ نسبة السعودة في الشركة أكثر من 76 في المائة من موظفي الشركة، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل اعتمدت الشركة عدداً من البرامج التدريبية المتخصصة لاستقطاب المزيد من الكفاءات الوطنية للعمل في الشركة.
ويعد برنامج قادة المستقبل أحد أبرز هذه البرامج كونه يتيح للمتدرب على مدى ثلاث سنوات فرصة التدريب على رأس العمل، يتخرج بعدها المتدرب في واحدٍ من التخصصات التأمينية الدقيقة التي يوفرها له البرنامج، بحيث يدرس المتدرب في عدة برامج في التأمين المتقدم ثم يتخصص بعد ذلك في مجال معين مثل التأمين الصحي أو تأمين الحماية والادخار وغيرها من التخصصات بحيث يحصل على زمالة معهد التأمين القانوني التي تجعله خبيرا في مجال التأمين الذي يعاني حالياً ضعفا في توافر كفاءات سعودية في مجال التأمين.
الاستثمار في الموارد البشرية
إذن التدريب والتأهيل في مجال صناعة التأمين, كيف تقرأونه؟ وما دوركم في الإسهام في تنميته؟
تؤمن «تكافل الراجحي» أن الاستثمار في الموارد البشرية هو الاستثمار الحقيقي الذي يخدم أية منشأة, لأن هذا النوع من الاستثمار هو الناجح بعينه, وأتمنى أن يكون لدينا في الشركة العدد الأكبر من الكوادر الذين يعدون دعامة لنا في الاستمرار, والتميز الدائم.
لكن يجب أن نعترف أن الخبرات في هذا المجال قليلة, والمنافسة قوية بين الشركات العاملة في قطاع التأمين والأخرى التي تعمل في قطاعات قريبة مثل قطاع البنوك، وعلى الشركات القيام بتدريب موظفيها كي يكون هناك استثمار حقيقي في البشر, وهو ما يتماشى مع التوجيهات الحكومية السامية.