كفيف يترجم المصحف الشريف إلى الإنجليزية بلغة برايل
لم تقف الإعاقة يوما عائقا أمام المبدعين، الذين يجدونها فرصة لإثبات قدراتهم وإمكاناتهم، وسط الأصحاء، كما هو الحال مع الشاب السعودي عبد الله بدر السنافي (24) عاما الذي يعتزم ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بلغة برايل للمكفوفين. يقول السنافي خريج قسم العلوم السياسية الذي اختير أخيرا ضمن سفراء العرب المغردين في موقع تويتر لـ «الاقتصادية» إن القرآن مكتوب بلغة برايل منذ فترة باللغة العربية، لكن مع ذلك لم يفكر أحد في ترجمته للإنجليزية بطريقة يقرأه بها المكفوفون.
ويضيف: أخيرا قامت تركيا بكتابة معاني القرآن فقط باللغة الإنجليزية بطريقة برايل، واعتبر المصحف الأول والوحيد المصنوع بهذه الطريقة باللغة الإنجليزية، فقررت أن أكون أو من يطبع القرآن فعلا وليست معانيه فقط بلغة المكفوفين.
ويشير السنافي إلى أنه أصر بعد تخرجه على أن يوصل رسالة من شاب كفيف للعالم كله فمثلا من ضمن أولوياته أن مراكز رعاية المكفوفين لا تقبل الأطفال وتشترط أن يصل إلى عمر 18 عاما لقبوله ودمجه في أنشطتهم ومشاركاتهم، وهو ما يحرم الأطفال المكفوفين من وجود أماكن تبرز هواياتهم ومواهبهم، لهذا يخطط بعد الانتهاء من نشر القرآن، لتأسيس مركز رعاية يقبل الأطفال ويساعدهم في تنمية مواهبهم. ويذكر أنه لا يفكر حاليا بالعمل لأنه من خلال دراسته للعلوم السياسية عرف بوجود ناشطين اجتماعيين في مجالات كثيرة، وهو ما جعله يفكر أن يكون أحدهم للمطالبة بحقوق المكفوفين أو أي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويضرب مثالا بالمكتبات المنتشرة في دول الخليج فنادرا، إن لم يكن مستحيلا أن تجدي فيها قسما خاصا بالمكفوفين، أو أجهزة لقراءة الكتب بشكل صوتي تساعد هذه الفئة على القراءة والثقافة. في المقابل ينتشر هذا القسم في دولة كمصر على الرغم من أنها أقل في النمو الاقتصادي من دول الخليج إلا أن مكتباتها أكثر اهتماما، وهو ما يؤكد أن المشكلة مجتمعية وفكرية وليس لنقص الإمكانات أو الأدوات.
ويؤكد السنافي أن وسائل التقنية الحديثة من كمبيوتر وهاتف نقال سهلت الكثير على المكفوف، فالآن يستطيع أن يستخدم تويتر وفيس بوك أسرع من الشخص العادي لدرجة أنه يتبارى مع مستخدمين غير مكفوفين في: من أسرع من الآخر، وتكون النتيجة لمصلحته، فبالحساب هو لا يستغرق في قراءة الحرف المكتوب أو كتابته إلا ثانية واحدة ويستغرق في الرد على أي سؤال وجه له 30 ثانية.
ويواصل حديثه "مشكلة دمجنا كمكفوفين اجتماعيا موجودة ولكنها لا تطبق لأن المجتمع حتى الآن ينظر لنا على أننا غير مكتملين، في وقت لا تجدي فيه هذه النظرة في الخارج، ولهذا قررت أن أنشئ حسابا خاصا منذ ستة أشهر تقريبا ربما يكون الأول من نوعه ويعتني بالتواصل مع الناس و إشعارهم، بأن الشخص الكفيف قادر على أن يغرد ويتفاعل مثل أي شخص طبيعي، ويركز في تغريداته على نشر الفائدة، وإبراز إبداعات المكفوفين في كل المجالات، أو التعبير عن مشكلاتهم واحتياجاتهم".