«الإيواء السياحي» يحفز المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الشرقية

«الإيواء السياحي» يحفز المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الشرقية

تسعى المنطقة الشرقية لاستغلال منافذها البرية التي تشكل معبرا لعدد كبير من الخليجيين الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام لتصبح بذلك أولى البوابات الاستثمارية للحجاج من دول الجوار.
ويقول المهندس عبداللطيف البنيان المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في المنطقة الشرقية إن المنطقة تلعب دورا كبيرا من خلال موقعها الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والقاصدين للحج بشكل خاص من الطرق البرية، الذين يتخذون من الشرقية مركزا للعبور والبعض يقيم فيها لأخذ قسط من الراحة، وهنالك منطقة الحجاج في الأحساء، التي تعتبر من أهم المنافذ، سواء ذهابا أو إيابا.
وأوضح أن الشرقية تعتبر نقطة عبور مهمة، خلافا للزيارات الأخرى من دول المجلس، وأن هذه الميزة للمنافذ في موسم الحج تحتاج إلى مزيد من الدراسة للاستفادة منها لصالح المنطقة سياحيا، خاصة أن الشرقية تلعب دورا بارزا بحكم موقعها، ونمو الخدمات المتوافرة فيها كالمرافق السياحية التي باتت تشكل عامل جذب سياحي، كون حاضرة الدمام نقطة عبور وانطلاق لحجاج مواطني مجلس التعاون والمحافظات الأخرى للمنطقة.
وبين البنيان أن نظام التصنيف وآليات التراخيص الذي اعتمدته الهيئة منح قطاع الإيواء فرصة لنمو من ناحية النوع والكم، فمعايير التصنيف لهذا القطاع، شكل قفزة نوعية وكمية في الاستثمارات الخاصة في القطاع السياحي، وهناك توسع كبير في عدد الاستثمارات السياحية كالفنادق والشقق المفروشة، إضافة إلى سياحة التسوق، الذي تهتم الهيئة بتنميتها، فالمنطقة تمتلك أكثر من 40 مجمعا تجاريا خلافا للأسواق المفتوحة الأخرى، خاصة أن التسوق يجذب العابرين من خلال منافذ الشرقية كأحد العوامل التي تستقطبهم من خلال ما تمتلكه من مراكز تسويق.
من جانبه، قال عبدالله القحطاني رئيس اللجنة السياحية في غرفة الشرقية إن المنطقة تشهد نموا في القطاع السياحي خلال العامين الماضيين ومع قرب انتهاء البنى التحتية ستكون الفرص الاستثمارية في هذا القطاع متوافرة، وهنالك ورش عمل تنطلق من الشركاء في قطاع السياحة من بينها أمانة المنطقة التي عرضت فكرة تنمية مشروع منطقة شاطئ نصف القمر، كواحدة من الخطط التي تهتم بتنمية المناطق السياحية.
وأوضح أن المشكلة لا تكمن في ندرة الفرص، فالشرقية تزخر بمقومات عدة في كل المواسم، حتى مع موسم السياحة الدينية، فإن للمنطقة نصيبا منها فهي بوابة مواطني دول الخليج، لذلك يلاحظ نمو الإيواء السياحي واستعداداته تبدأ مبكرا للاستفادة من هذا الموسم، وتعويض الركود، مشيرا إلى أن هذا النمو لا تعود فوائده على المستثمرين، بل على الاقتصاد الوطني، وفتح مجالات وفرص وظيفية للشباب. ولفت إلى أنه حداثة هذا النشاط يمنح فرصة جديدة لبروز مشاريع صغيرة ومتوسطة يملكها ويديرها الشباب في المنطقة، خاصة في المواسم التي قد تصنع مشروعا ينمو تدريجيا.
وبين القحطاني أن هنالك بعض المعوقات التي قد تؤجل استثمار هذه الفرص من بينها تردد رجال الأعمال في الاستثمار في القطاع السياحي، فغالبية رجال الأعمال يبحثون عن الضمانات لمشاريعهم، موسمية هذا الاستثمار، حداثة الاشتراطات وصرامتها قد تكون سببا ثانويا، والتمويل أيضا أحد الأسباب التي حدت من نمو بعض الاستثمارات في قطاع السياحة في المنطقة خاصة الترفيه السياحي.
من جهة أخرى، يرى الدكتور عبدالله باعشن الخبير الاقتصادي أن النشاط السياحي في المملكة حديث العهد، وهنالك معوقات لا تساعده على النمو بسرعة وبالتالي الإقبال على هذا النشاط لا يكون محفزا، رغم أنه نشاط متنوع للخدمات اليومية، كالأسواق والمطاعم.
وأشار إلى توافر مقومات النشاط الاقتصادي السياحي في المملكة، خلافا للسياحة الدينية التي تعتبر من أكبر السياحة في العالم، فخلال موسم العمرة لديها ثلاثة ملايين معتمر يصنفون ضمن السواح، وبعض الدراسات تتوقع أن يصل عددهم خلال السنوات المقبلة إلى عشرة ملايين معتمر وحاج.
ولفت باعشن إلى أن السياحة الدينية قد تستفيد منها مناطق سياحية أخرى، ولكن ليست بصفة رئيسية إنما مجرد مرور من خلال المنافذ التي تشهد دخول الحاج أو المعتمر، إلا أن هذا القطاع لم يغر السائح الديني بالبقاء لأطول فترة ممكنة، على اعتبار أن نوعية الاستثمارات ما زالت تعتمد على الاستثمار الفردي وليس المؤسسي، فلا توجد هنالك شركات مدرجة في سوق المال سوى ثلاث شركات التي تهتم بالمجال السياحي، بينما أنه مجال متنوع يتطلب وجود شركات لديها فكر لمشاريع سياحية.

الأكثر قراءة