وفاء السعوديين تجاه دول الربيع .. وتغلغل إيران!

في مصر وتونس على وجه التحديد أصبحت الأوضاع الاقتصادية صعبة جدًّا، فقد كانت كلتا الدولتين تعتمدان لدرجة كبيرة على المساعدات والتسهيلات العربية الخليجية، وأصبح من المؤكد أن دولة إيران الفارسية تحاول التغلغل في أي دولة إسلامية شعبها متجانس عن طريق دعم أو إنشاء مجموعات موالية ومعتمدة عليها اقتصادياً، خاصة بعد الأوضاع غير المستقرة التي أعقبت الثورات. فتردد الدول الخليجية في مساعداتها لمصر وغياب حكومة لا تلقي بالاً للانتشار الفارسي أظهر في الأفق عددا من المشاريع الاقتصادية التي تخطط دولة الملالي لتنفيذها في مصر:
1) هناك أنباء عن استعداد مصر لاستقبال وفد اقتصادي إيراني يحمل مشاريع استثمارية تقدر بخمسة مليارات دولار في الوقت التي تمد فيه الحكومة المصرية يدها لطلب الاقتراض من البنك الدولي مبلغا يصل إلى ثلاثة مليارات دولار، وستوفر تلك الاستثمارات فرص عمل لأكثر من ستة آلاف مصري.
2) تدرس وزارة الطيران المصرية إمكانية تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وطهران، وبالطبع ستكون تكلفة زيارة طهران لا تصل إلى الربع من تكلفة زيارة مكة والمدينة. كما تدرس وزارة الطيران العرض الإيراني لاستخدام مطار القاهرة كمحطة ترانزيت للركاب الإيرانيين المتجهين إلى أمريكا وإفريقيا وآسيا، ما يدر دخلا إضافيا للمطار.
3) يطرح المستثمرون الإيرانيون على الحكومة المصرية خدمات عدة، منها شراء أصول وديون شركات مصرية متعثرة وإعادة تأهيل وتشغيل بعض مصانع شركات السيارات المتوقفة منذ فترة. فهذه الخدمات لا يمكن لأي حكومة متعثرة اقتصاديا وتمر بأزمة، أن ترفضها في ظل غياب الدعم العربي وعدم وجود بُعد أيديولوجي عند المسؤولين.
4) العجيب في تلك الاستثمارات الإيرانية أنها سترتكز على ثلاث محافظات لبدء العمل فيها وهي محافظات: بنى سويف والمنيا وسوهاج، وهي كلها من محافظات الصعيد التي كانت بعيدة تماما عن الاهتمام الحكومي والمحرومة مدة طويلة من الخدمات الحكومية، كما أنهم من الطبقة غير المتعلمة التي يسهل نشر الفكر الصفوي المدعي كذباً وزوراً حب آل بيت المصطفى - عليه السلام.
5) هنالك دعم مادي لبعض علماء الدين في مصر من قبل عناصر إيرانية، ولذلك لا غرابة أن تسمع أحد كبار العلماء في مصر من يسب بعض أئمة الإسلام مثل ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، ممن فضح عقيدة الانحراف التي جعلت من الدين الإسلامي عقيدة ترتكز على السب واللعن التي نهانا ديننا الحنيف عنها.
6) التصريح المنسوب لرئيس وزراء مصر كمال الجنزوري أن ''دولاً عربية وأجنبية تعهدت بتقديم مساعدات مالية لمصر لكنها لم تنفذ تعهداتها''، يحتاج إلى أن يؤخذ مأخذ الجد، فإن كانت دول مثل المملكة العربية السعودية وعلى لسان وزير الخارجية سعود الفيصل أكدت وفاءها بالتزاماتها تجاه الشعب المصري إلا أن دولاً أخرى ما زالت تحكمها المزاجية، فالواجب أن تكون المساعدات والعلاقات مبنية على المصالح الكبرى وتجنب ردود الفعل ونحوها، كما أنه لا بد من أن يلتزم من تسلم زمام الأمور في دول الربيع العربي بمحاربة التغلغل الفارسي الذي يسعى إلى تشتيت الأمة العربية وإفساد شعوبها التي عرفت بالتجانس وتعدد الأعراق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي