الخلايا الجذعية قد تساعد على علاج العمى!
منذ يومين سألني أحد المعارف وكان قد فقد بصره نتيجة لمضاعفات مرض السكري، وهل هنالك علاج لحالات العمى، فكان جوابي يعتمد على نوع الإصابة، فإذا كان العمى نتيجة لتلف العصب البصري، فهذه من الحالات التي من الصعب علاجها كغيرها من الأمراض التي تحدث نتيجة أي تلف في الجهاز العصبي. ومن باب المصادفة أن وصلتني رسالة تحمل ملخصات لروائع الأبحاث وأكثرها إثارة وأهمية تطبيقية علاجية فكان منها بحث قام به فريق من جامعة كلية لندن University College Londonومستشفى مور فيلد لطب العيون Moorfield Eye Hospital، وكانت الدراسة قد أجريت على فئران (جرذان) مصابة بالعمى. تتلخص هذه الرسالة التي نشر نتائجها في مجلة J Stem Cells Translation Medicine لآذار (مارس) 2012 بأن قام الفريق البحثي بأخذ خلايا جذعية من عيون بعض المتبرعين بقرنية العين، حيث قاموا بأخذ خلايا نادرة تسمى Muller glia stem cells التي حولت إلى حزمة عصبية شبكية Retinal Ganglion cells التي تشابه في عملها العصب البصري. وبعد ذلك تم نقل تلك الخلايا العصبية إلى فئران لا تبصر وليس لديها تلك الخلايا وعند تعريض عيون تلك الحيوانات المزروعة التى نقلت لها الخلايا الجذعية للضوء تبين أن المخ بدأ بالتقاط تلك الإشارات، أما الحيوانات التي لم يزرع فيها فلم تتمكن من نقل الضوء إلى المخ.
وقد صرحت الدكتورة Astrid Limb وهي أحد الباحثين بأن تلك الخلايا العصبية المزروعة لا تلتصق بالعصب البصري، لكن تتصل بأعصاب أخرى في الشبكية، وتعد نتائج تلك التجربة خطوة أولية نحو إيجاد وسيلة لعلاج العمى لدى الإنسان. حتى تنجح زراعة الخلايا الجذعية ينبغي وجود نسبة معينة من الأعصاب حتى يتم نقل الرسالة العصبية إلى المخ.
ويعد مرض المياه الزرقاء من أهم مسببات العمى، حيث إن تلك الحالات إن لم تعالج قد يزداد فيها الضغط في العين، وهذا قد يؤدي إلى تلف العصب البصري ومن ثم العمى، وهذا قد يحدث نتيجة مرض السكري، لذا فهنالك حاجة ماسة إلى إيجاد طريقة علاجية لإرجاع العصب البصري أو أي وسيلة تقوم يتوصيل الإشارات الضوئية إلى المخ.