يا أهل الشورى.. أنصفوا الأوقاف
أضحى مستقبل الأوقاف في السعودية مرهونا بما سيسفر عنه تنظيم الهيئة العامة للأوقاف الذي يدرس حالياً بمجلس الشورى، وحيث شرفت بالحضور والمشاركة في ملتقى الأوقاف الذي عقد أخيرا بمبادرة كريمة من لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض بالتعاون مع مركز حقوق للتدريب القانوني، واتسم الملتقى بالمصداقية والشفافية والبعد عن المجاملة والمحاباة، وتناول واقع الأوقاف وما تعانيه من إشكالات ومعوقات وغياب لتشريعات تحمي الوقف وتحفظ كيانه وتبعث الطمأنينة والثقة لدى الواقفين الذين أحجموا عن تسجيل وتوثيق أوقافهم، وإبراز نماذج مشرفة لأوقاف أهلية تزخر بها بلاد الحرمين الشريفين، وقد خرج الملتقى بتوصيات غاية في الأهمية تهدف إلى الحفاظ على الأوقاف بوصفها أحد أهم الموارد الاقتصادية في البلاد، ويتطلع الجميع إلى أن يخرج مشروع تنظيم الهيئة العامة للأوقاف من مجلس الشورى ملبياً لاحتياجات الواقفين، ومسهماً في تبديد المخاوف المطبوعة في أذهان العامة من إمكانية تدخل الدولة في أوقافهم أو وضع اليد عليها، وأن يسهم التنظيم في توسيع دائرة الوقف في بلاد الحرمين الشريفين التي تعد من أكثر الدول الإسلامية التي لديها رصيد وقفي يزيد على 200 مليار ريال، ويشكل حجمها أهمية بالغة في معظم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ـــ إن أحسنت إدارتها ـــ مع أهمية أن تتمتع الهيئة العامة للأوقاف باستقلالية تامة، وأن يكون ارتباطها بالناظر الأعلى للأوقاف في السعودية خادم الحرمين الشريفين ـــ يحفظه الله ـــ فإن هذا سيضفي على الهيئة صفة اعتبارية عليا تمكنها من أداء مهامها بكل جدارة واقتدار، ولعل لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية المعنية بالأمر في مجلس الشورى أن تستأنس بآراء بيوت الخبرة المتخصصة، والمكاتب الاستشارية المعنية بشؤون الأوقاف، والقضاة المهتمين بواقع الأوقاف، وأصحاب الكيانات الوقفية الكبرى في البلاد، وذلك للوقوف على تجاربهم والمعوقات التي تعترضهم والرؤى والمقترحات التي تهدف إلى الارتقاء بواقع الأوقاف في المملكة ليخرج لنا نظام الهيئة العامة للأوقاف كمدونة فريدة تحفظ الأوقاف وتحميها وتلبي احتياجات الواقفين.