اتركوا التعصب وشجعوا المنتخب
أخفق المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا الأخيرة ولم يقدم أي شيء يذكر، فطالب الجميع بغربلة المنتخب والتعاقد مع مدرب (عالمي) وإقالة المصيبيح وإبعاد عدد من اللاعبين، في مقدمتهم كابتن المنتخب ياسر القحطاني، الذي واجه هجوماً عنيفاً من بعض الكتاب المتلونين، وأول هؤلاء اعترض على اعتزال الكابتن دولياً.
في الأسبوع الماضي كتبت مقالا بعنوان (إعلاميون ولكن..) وتطرقت لبعض الإعلاميين المتقلبين وأصحاب الآراء المتباينة والباحثين عن الإثارة والجدل على حساب المنطق والحياد، فبعد خروج المنتخب تم التعاقد مع (العالمي) فرانك رايكارد الذي لا يحتاج إلى تعريف ولا تلميع فإنجازاته كلاعب وكمدرب كافية لأن يواجه بالاحترام والدعم، ولكن إعلاميي (الكروش) والمفطحات لم يعجبهم الحال ولم يقنعهم مدرب البلوقرانا ورفيق درب خولييت وفان باستن، فهم يرون أنهم يعرفون كرة القدم أكثر منه، ويخططون لمستقبل الكرة السعودية أفضل من الهولندي الشهير، وأنا أكاد أجزم بأن همهم الأول والثاني والثالث هو أنديتهم.
كان هؤلاء يطالبون بلعب مباريات ودية قوية واستغلال "أيام فيفا" والجميع يتفق معهم على ذلك، ولكن فجأة وكالعادة تغيرت لآراؤهم وأصبحت المباراة الودية أمام بطل العالم وأوروبا لا داعي لها! وإذا عرف السبب بطل العجب، فهؤلاء مجرد إعلاميي أندية حريصون على وجود اللاعبين الدوليين مع أنديتهم المفضلة، وهذا دليل آخر على أن آخر همومهم هو منتخب الوطن، وأنهم أفنوا حياتهم الإعلامية وبلغوا من العمر عتياً وما زالوا مشجعي أندية، يتشدقون بالحرص على سمعة ومستوى المنتخب وهم كاذبون.
حضر المسحل وغيّر كثيرا من البرامج والخطط بجانب رايكارد، فلأول مرة أشاهد المنتخبات السنية تقيم معسكرات طويلة، ولأول مرة أشاهد منتخبات تحت ١٤ و١٦ و١٨ و٢٠ و٢٣ سنة ومنتخب رديف وأول، كل هذا العمل المنظم لا ننتظر منه نتائج فورية بل نتائج بعيدة المدى وبشكل تدريجي، فالبحث عن نتائج سريعة وكأن رايكارد والمسحل لديهما عصا سحرية تحول لاعبي الأندية إلى لاعبين خارقين يجندلون المنتخبات العالمية، ليس إلا أحد طرق الإحباط والشوشرة على العمل المخطط له.
إعلاميو الأندية هم أحد أسباب إخفاق المنتخب في السنوات الأخيرة، وذلك بزرع التعصب والتشكيك في قدرات المدربين وإدارة المنتخب والعزف على وتر التدخل في اختيار التشكيلة والتمييز بين اللاعبين، فمتى ينضج هؤلاء إعلامياً وتصبح رسالتهم سامية بعيداً عن التعصب لألوان أنديتهم على حساب منتخب الجميع؟؟
نقطة توقف
- من المفترض أن يلعب البارحة النصر والهلال مباراة دورية، الهلال أقرب للفوز والنصر أكثر حاجة إليه.
- ويسلي لوبيز يحتاج فقط للوقت والتوظيف الصحيح وسيقدم نفسه بشكل جيد مع مرور الوقت.
- أخفق المنتخب بوجود ياسر فطالب بإبعاده، واعتزل ياسر دوليا فاعترض على قراره، قاتل الله تعصب (الكهول)!