تطوير أقسام الدعوة في الجامعات السعودية

تحتضن ثلاث من جامعاتنا السعودية (الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى) أقساما علمية متخصصة في مجال الدعوة أسهمت في تخريج آلاف الدعاة والعلماء المتخصصين في مجال الدعوة إلى الله تعالى داخل المملكة وخارجها، وتأتي رسالة هذه الأقسام في سياق الدور الريادي الذي تضطلع به الدولة في تبنيها حمل رسالة الدعوة وجعلها ركناً رئيساً ضمن دستورها، حيث نصت المادة الثالثة والعشرون من النظام الأساسي للحكم على أن الدولة ''تحمي عقيدة الإسلام وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله''.
ومع ما نراه من اهتمام وتوسع في تأسيس أقسام الدعوة في الجامعات العربية والإسلامية إلا أن أقسام الدعوة في جامعاتنا السعودية ما زالت محدودة، مع أن الحاجة قائمة إلى التوسع في افتتاح كليات متخصصة في مجال الدعوة تتبعها أقسام علمية متخصصة في مجالات الدعوة الإسلامية المتنوعة والمتجددة لتغطي احتياج سوق العمل بالمتخصصين في هذا المجال، ولتهيئة كوادر مؤهلة تنخرط في مجالات الدعوة المعاصرة والحوار الذي يعد ركيزة أساس في مجال الدعوة لكون السعودية صاحبة الريادة في مجال الحوار، حيث تبنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله – الدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأثمرت الدعوة عن افتتاح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا.
كما تأتي أهمية العناية بالتوسع في افتتاح أقسام الدعوة أيضاً لمواجهة المد الصفوي الآخذ في التمدد والتنامي في العالم الإسلامي من خلال تقديم منح طلابية مغرية لأبناء الأقليات المسلمة في ظل غياب وضعف الاهتمام بأبناء الأقليات المسلمة من قبل جامعات الدول الإسلامية.
نتطلع إلى أن تتبنى وزارة التعليم العالي العناية بأقسام الدعوة وتطويرها وافتتاح كليات علمية متخصصة في مجال الدعوة إلى الله - تعالى - تبرز هوية الدولة وتواكب المستجدات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وأن تسهم جامعاتنا السعودية في استقطاب واحتواء أبناء الأقليات المسلمة في العالم من خلال التوسع في قبول الطلاب الوافدين في أقسام الدعوة لتأهيل دعاة إلى الله - تعالى - يتولون حمل رسالة الدعوة في أوطانهم سعياً لتحقيق الدور الريادي لبلاد الحرمين الشريفين بوصفها حاملة رسالة الدعوة وقبلة المسلمين ومحط أنظارهم.

عضو هيئة التدريس في جامعة سلمان بن عبد العزيز

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي