الأيدي العاملة المتخصصة وحرب الأسعار أبرز تحديات سوق التأمين السعودية
تناقش مجموعة من المختصين والمهتمين في مجال التأمين، جرائم الاحتيال في التأمين وأثرها في القطاع والمجتمع، إضافة إلى تقييم استراتيجيات إدارة المخاطر وتطويرها، كما يطرحون عددا من القضايا والتحديات ووضع خطط للنهوض بقطاع التأمين في السعودية، حيث ينظم المعهد المصرفي بالتنسيق مع اللجنة العامة للتأمين، المؤتمر السعودي الثاني للتأمين بعنوان ''الفرص والتحديات''، الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى غد، برعاية الدكتور فهد المبارك، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، وذلك في قاعة بريدة في فندق إنتركونتننتال الرياض.
وفي الوقت الذي سيتطرق فيه كثير من المتحدثين خلال مؤتمر التأمين السعودي الثاني إلى أوجُه مختلفة من التحديات في القطاع من النواحي الفنية والإدارية والملاءة المالية للشركات، فإن العمير سيتطرق في ورقة عمله اليوم، إلى النظرة المستقبلية لسوق التأمين الطبي السعودية وعوامل النمو في هذا القطاع.
وقال لـ''الاقتصادية'' صالح العمير، مدير عام شركة أمانة للتأمين التعاوني: إن توافر القوى العاملة المتخصصة المدرّبة وبخاصةً من السعوديين، إضافة إلى حرب الأسعار التي تشهدها السوق ومحاولات مؤسسة النقد للسيطرة عليها، من أبرز التحديات التي تواجهها سوق التأمين السعودية حاليا.
وبيّن العمير: ''قمت بدراسة بحثية حول إدارة التغيير في القطاع الصحي السعودي الخاص والعام، ومقاومته التغيير ونتائج تلك الدراسة، التي شملت عينة من متخذي القرار والمختصين في القطاعات الصحية من المستشفيات الخاصة والحكومية وشركات التأمين ومسؤولين من وزارة الصحة ومستشفى الملك فهد للحرس الوطني''، مضيفا أن الدراسة ركزت على أوجُه التغيير التي حدثت في تلك القطاعات بعد تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني، وكذلك الأنماط المختلفة لمقاومة التغيير التي واجهتها تلك القطاعات، ومسبباتها وما الاستراتيجيات التي استخدمتها تلك القطاعات للتعامل مع مقاومة التغيير الذي حدث في القطاعات الصحية جرّاء تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني. وأكد العمير أن هذا المشروع البحثي يعد الأسلوب النوعي للبحوث، وسيتم الكشف عن تفاصيل الدراسة والنتائج والمقترحات خلال ورقة العمل، التي ستغطي سبل السيطرة على التلاعب في سوق التأمين الصحي، حيث سيكون التركيز على ظواهر التلاعب في أركان التأمين الرئيسة من شركات التأمين، وشركات معالجة المطالبات التأمينية، كذلك حَملَة الوثائق التأمينية ووسطاء التأمين ومقدمي الخدمة الطبية من مراكز طبية ومستشفيات، كما ستتضمن الورقة أيضاً توصيات حول مقدمي الخدمة الطبية وعلاقتهم بشبكات تقديم الخدمة لشركات التأمين. ويشمل برنامج اليوم الأول كلمة الدكتور فهد المبارك، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ثم ورقة عمل ''التصور العام للتأمين في المملكة''، يقدمها علي السبيهين، الرئيس التنفيذي للتعاونية، تليها ''السعودية وسوق التأمين بحوث السوق''، يقدمها سامي العلي، الرئيس التنفيذي لشركة الأهلية للتأمين التعاوني ''كوم''، فورقة عمل ''الاحتيال في مجال التأمين'' للبروفيسور كريستوفر بارسونز، والسير جون كاس بيزنس سكول، و''مكافحة الاحتيال الدولية'' لجايل أدامز، لوكس الإكتواريين.
وتتوالى أوراق العمل والنقاشات حول عديد من المواضيع، أبرزها مخاطر الحكم وإدارة الامتثال، وإدارة المخاطر ''التقييم والتقييم وتقييم الخسائر''، للسيد كيفن الجرمن الرئيس التنفيذي لشركة ماثيوز دانيال، و''كيف ينظر إلى المخاطر'' وكتبها المؤمن السيد سيريل صليبي، و''إدارة المخاطر المؤمن له.. الحاجة''، لبول أيرد.
فيما يناقش المشاركون الأربعاء: تسعير المنتجات، ''نقطة الإكتوارية'' لبراد سميث، وإعادة التأمين في السعودية للرئيس التنفيذي لشركة إعادة التأمين السعودي كوم، والنظرة المستقبلية للسوق السعودية لفاسيليسكاتسيبيس، وكيفية ضمان المستقبل المالي على مستوى الشركات لروان فان.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة القضايا والتحديات ووضع خطط للنهوض بقطاع التأمين في السعودية، وتعزيز مكانته ووضعه في مصاف قطاعات التأمين العالمية المتقدمة، وذلك في ظل التطور الكبير الذي تشهده صناعة التأمين العالمية والمحلية، ويهدف الاستفادة من الفرص التي يتيحها النمو المتوقع للاقتصاد الوطني.
كما أنه يتيح الفرصة لتجمع المختصين والمهتمين في مجال التأمين وتبادل الأفكار والتعرف على الخبرات والتجارب والمستجدات في مجالات التأمين وإدارة المخاطر، وكذلك الاستفادة من التجارب الناجحة وتلافي الإخفاقات في ممارسات التأمين مع التركيز على الموارد البشرية والتدريب ونشر الوعي العام بالتأمين، إضافة إلى مناقشة أوضاع سوق التأمين عمومًا في الحاضر والمستقبل، والتوعية بجرائم الاحتيال في التأمين وأثرها في قطاع التأمين والمجتمع ككل، إضافة إلى تقييم استراتيجيات إدارة المخاطر وتطويرها، كما يناقش محاور عدة تتعلق بإعادة التأمين من منظور محلي وعالمي، وسياسات تطوير الموارد البشرية في سوق التأمين، وآليات تطبيق أفضل المعايير المهنية الدولية، والعناصر التي تقود سوق التأمين والنظرة المستقبلية، فضلا عن تقديم حلقة نقاش لما تم تقديمه من بحوث ودراسات ومن ثم إصدار النتائج والتوصيات.
يذكر أن قطاع التأمين قد نظم مؤتمر التأمين السعودي الأول خلال شهر شباط (فبراير) 2011، الذي خرج بتوصيات أسهمت في تطوير عدد من السياسات التي كان لها أثر إيجابي في صناعة التأمين في السعودية خلال العامين الماضيين.