السويد تسوّق لقيمها الديمقراطية عبر «تويتر»
''مرحباً بك في السويد! لقد أنشأنا هذا الموقع آملين أن يُلهمك لتعلم المزيد عن بلدنا وشعبنا، ونتمنى أن تزور السويد شخصياً يوماً ما. وحتى ذلك الحين نرجو أن تستمتع باكتشاف السويد في الفضاء الإلكتروني.'' بهذه المقدمة البسيطة أعلنت أكبر الدول الإسكندنافية عن نفسها عبر الإنترنت، أولاً عبر إنشاء موقع إلكتروني باللغة العربية يضم تفاصيل شاملة عن طبيعة البلد وشعبه وجغرافيته وبيئات العمل والدراسة فيه، ثم عبر حساب عربي على تويتر موثق حظي بمتابعة نحو 30 ألف شخص. وعلاوة على صور الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها السويد، يغرد الحساب بأهم القيم الديمقراطية وأسلوب التعايش الذي تتميز به البلاد، وتحظى هذه التغريدات بتداول واسع بين العرب الذين يتوجه لهم الحساب، فقبل نحو أسبوعين غرد الحساب بمعلومة عن الشفافية كتب فيها ''من ضمن قوانين الشفافية في السويد: يحق لأي مواطن أن يسأل أي جهة حكومية عن مصروفات أي موظف من المال العام، والرد في مدة أقصاها عشرة أيام فقط''. وهي تغريدة أصبحت شهيرة في تويتر، حيث حظيت بنحو 2700 إعادة تغريد. وأظهر تقرير نشرته ''فرانس برس'' الأسبوع الماضي، أن السويد أصبحت جنة يحلم بها اللاجئون من كل دول العالم ومن بينها سورية، حيث تقدم نحو 11 ألف شخص منذ مطلع 2013.
وفي السياق ذاته بادرت السويد إلى إنشاء حسابها الإنجليزي الذي يتابعه نحو 66 ألف شخص بطريقة فريدة، بحيث يقوم شخص واحد مختلف كل أسبوع بتسلم الحقوق الحصرية لحساب الدولة الرسمي على موقع تويتر Sweden@ بغرض تقديم السويد إلى العالم الخارجي. وتهدف السويد عبر استخدام هذه الطريقة إلى إظهار الروايات المختلفة لكل شخص، وبالتالي عدم حصر مظهر البلاد في صورة نمطية واحدة تعكس آراء مدير الحساب، بل في صور عدة تظهر انفتاحها على الآخر.
وتكشف ''ريبيكا مارتن'' وهي صحافية سويدية أنه بتسليم حساب تويتر السويدي الرسمي إلى مواطنين سويديين عاديين، أمثال المحامي والمعلم والكاتب وخبير التسويق، تحمي السويد بذلك سمعتها كواحدة من أكثر الدول ديمقراطية في العالم. ويقول المعهد السويدي والموقع الإلكتروني: ''زوروا السويد''، وهما الجهتان اللتان تشرفان على إدارة هذا الحساب، إنهما تختاران الناس النشيطين في مجال ''تويتر''، يكون بعضهم معروفاً داخل السويد، وبعضهم معروفاً أيضاً خارج السويد، في حين يكون الآخرون سويديين كل يوم بما يحملونه من خلفيات مختلفة وقصص حياة مختلفة، ولمدة سبعة أيام، سيقترح أحدهم أشياء للقيام بها وأماكن لزيارتها، متشاركين في آرائهم وأفكارهم المختلفة تماماً، كما يقومون بعرض السويد من خلال تغريداتهم المختلفة. ويعرّف الحساب عن نفسه بتعريف مختصر ''سويدي جديد كل أسبوع''، وعلى سبيل المثال، يدير الحساب الآن شخص اسمه ماتيوس يبلغ من العمر 35 عاماً، يقول عن نفسه: إنه نصف سويدي ونصف ألماني.